في جولة داخل مقبرة الكاهن الأكبر "مرى رع" أحد أكبر المقابر الفرعونية وهو أحد كهنة الإله آتون حيث توجد مقبرته بمحافظة المنيا وهو من المشرفين على خزانة الذهب وتتميز المقبرة برسومها البارزة. (حياة الكاهن مرى رع) يقول الباحث الأثرى محمد حماد: إن "مري-رع" هو الكاهن الأكبر الوحيد المعروف للإله آتون وبالرغم من أن "مري رع" كان من أسرة عادية، إلا أنه وصل إلى هذه المكانة العالية، وحصل على هذا اللقب بعطف الملك عليه، ولإطاعته لتعاليم الفرعون. كانت مقبرته رقم 4 بتل العمارنة بمحافظة المنيا ووظيفته من أكبر الوظائف الدينية في عهد الملك إخناتون، كانت من أهم واجبات (مري رع) بوصفه كاهنًا أكبر، الإشراف على مخازن الغلال. التي كانت تصرف منها القرابين. والمشرف على خزانة حلقات الذهب وكان يضع حول رقبته ذهبا حتى قمته، وكذلك على قدميه؛ وذلك لإطاعته تعاليم الفرعون الدينية فأصبح له الحياة والسعادة والصحة؛ ولأنه كان يفعل كل ما يؤمر به. وكان الملك إخناتون والملكة يستقبلانه لثقتهما فيه وأطاعت لهما وتوليه للمخزن العظيم الذي كان (مري-رع) مشرفًا عليه، وكانت هذه اللحظة التي توج فيها بأكبر المنح، وكان أعظم الزائرين لآتون في معبده، وحامل ختم ملك الوجه البحري، السمير الوحيد، القريب إلى الفرعون. ولم يتم دفنه بالمقبرة حتى أن غرفة الدفن لم يتم نقشها مطلقًا، وهذا يدل على أنه استمر في وظيفته حتى نهاية عهد إخناتون. (شكل المقبرة) في بداية المقبرة منظر يمثل حظائر الماشية، وسفن الشحن التي تحضر خراج اتون من شتى البلاد. والمخازن الشاسعة التابعة للمعبد، ومنظر تنصيبه ككاهن أعظم لآتون وصورة الملك والملكة، خلفهما الأميرة "مريت آتون" وهم متكئون على جدار شرفة يطلون منها، وقد طلب من "مرى-رع" الحضور للمثول أمامهم، ونراه وبصحبته زوجته، يركع أمام إخناتون الذي يقلده هذه الوظيفة السامية ويغدق عليه الحلي الذهبية بين هتاف الحاضرين. ومناظر عربة "مري رع" في انتظاره لتحمله إلى داره والخدم يحملون الهدايا التي أغدقها عليه الفرعون. وظهور المغنيات والراقصات يحتفلون بهذه المناسبة السعيدة أمام هذا الحفل، وتحمل أولاهم الأزهار في يدها، ويتغنون بالأغاني. وصورة لمري رع والملك والملكة في المعبد للصلاة، ويباشر مري رع عمله اليومي أمامهم. ومثل هذا الحدث بخروج الموكب الملكي من القصر، ونرى الفرعون ويساعده مري رع وهو يضحي للإله آتون ويشاهد مع إخناتون الملكة نفرتيتي وبناتها الأميرات وهن يسقن العربيات الخاصة بهن. ومن آخر مناظر المقبرة الموظفون يسقون ثيران الأضاحي السمينة ويطوق رقابها أحلى الزخارف ورءوسها مزينة بالريش المتدلي بين قرونها. ورغم عدم اكتمال مناظر المقبرة وتشويه العديد من المناظر إلا أنها تعد من أجمل مقابر الأفراد في عصر إخناتون، وتصور لنا جانبًا من الحياة الغامضة في عصر هذا الفرعون.