جاءت التصريحات الأخيرة للروائى يوسف زيدان التى أنكر فيها إمكانية حدوث قصة «الإسراء والمعراج»، كما وردت فى القرآن الكريم، لتدفع ببعض المثقفين والكتاب لشن هجوم حاد على زيدان، آخرهم كان الروائى المعروف أدهم العبودي، الذى كتب مقالًا اتهم فيه زيدان بسرقة بحث «حى بن يقظان» وشهادة الدكتوراه التى نسبها لنفسه، كما عرض اتهامات سابقة وجهت لزيدان، أهمها اتهام الروائى التونسى كمال العيادى له، بأن روايته «عزازيل» هى نفسها رواية «هيباتيا» للقسّ الإنجليزى «تشارلز كينجسلي» التى كتبها عام 1853. فيما علق زيدان على الاتهام قائلا لصحفى طالبه بالرد عليه: «من هو أدهم العبودى.. أنا لا أعرفه»، وأغلق الهاتف دون الرد على أى من الاتهامات، لتشتعل معركة ثقافية بلا داع. ومع الاحتفاظ بالفارق، حدث موقف مُماثل إبان وفاة الشاعر الكبير نزار قباني، حينها أرادت جريدة «الحياة اللندنية» أن تقدم تحقيقا متميزًا، وبعد مشاورات عاجلة اقترح صحفى الاتصال بأكبر الكتّاب العالميين الأحياء ممن يمكن لشهاداتهم أن تتناسب ومكانة قباني، واستقر الأمر على الاتصال بالكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز، هكذا تم الاتصال بمسكن ماركيز فى السادسة صباحًا. استيقظ سكرتير ماركيز، وتناول سماعة الهاتف، ليجد الصحفى يطلب الحديث إلى الكاتب الكبير، فاستيقظ ماركيز، وتحدث إلى الصحفى الذى طلب منه تصريحا خاصا حول وفاة قباني، فطلب منه أن يُرسل تعازيه إلى زوجته، فأخبره الصحفى أن نزار غير متزوج، فسأله ماركيز أن يعطيه معلومات عن نزار لأنه لا يعرفه، فأجاب الصحفى أنه من أشهر الشعراء العرب، ويكتب فى الحب والسياسة، فجاء رد ماركيز: «الشعراء فى كل العالم يكتبون فى الحب والسياسة»، واعتذر عن كونه لا يعرف نزار قبانى، فى اليوم التالى صدرت «الحياة» بعنوان فى صفحتها الثقافية «ماركيز لا يعرف نزار»، وعرض الصحفى كيف أن ماركيز لا يعرف نزار، ولماذا العرب يفتقدون إلى حركة ترجمة حقيقية، وكيف لشاعر بحجم نزار قبانى لا يعبر إلى أمريكا، هكذا لم يتوقف الصحفى على رد ماركيز. وبمقارنة الموقفين مقارنة موضوعية، نكتشف أن المعركة الدائرة قامت بسبب البحث عن العنوان «الأكثر قراءة»، بينما كان من الأولى للصحفى الوقوف على أسباب لماذا لم يعرف يوسف زيدان الروائى الشاب أدهم العبودي، وطرح ملفا يحاول من خلاله معرفة أسباب عدم وصول صوت إبداع الشباب للكتاب الكبار، كما فعل صحفى «الحياة اللندنية»، الذى انتبه لسبب عدم معرفة ماركيز بشاعر عربى شهير بحجم نزار قباني، ولكن فى مصر حاول الصحفى أن يستغل معركته لمصالح شخصية، بينما من المؤكد أن أدهم العبودى ليس بحجم نزار قباني، وأن زيدان ليس ماركيز.