تدور حاليا «حرب خفية» داخل الأحزاب، بالتزامن مع معركة اللجان النوعية ورئاستها بالبرلمان، حيث يسعى بعض النواب إلى التمرد على ترشيحات رؤساء الأحزاب، بتولى أشخاص بعينهم، رئاسة عدد من اللجان النوعية، معلنين أحقيتهم بها. ويواجه حزب مستقبل وطن أزمة داخلية، بسبب رغبة أحمد أبوهشيمة، الممول الرئيسى للحزب، في الدفع بشخصيات بعينها، من أجل توليها رئاسة هذه اللجان، أو وكالتها، في الوقت الذي يوجد فيه نواب تابعون للحزب يرغبون في الترشح لها، أو الحصول على منصب وكيل اللجنة أو أمين السر. ومن ضمن الشخصيات التي يرشحها أبوهشيمة لتولى لجنة الصناعة، أشرف رشاد عثمان، نجل رجل الأعمال رشاد عثمان، والذي تربطه به علاقة قوية، في الوقت الذي يسعى فيه رجل الأعمال خالد مشهور، نجل البرلمانى السابق عبدالرحمن مشهور، الذي لقب بعميد البرلمان، إلى تولى اللجنة، ويسعى إلى ذلك بالتنسيق مع عدد من نواب محافظة الشرقية. وتأتى من ضمن الصراعات، التي تحدث حاليا داخل الحزب الوليد، الصراع القائم على لجنة الإدارة المحلية، التي يسعى إليها النائب جمال كوش، الفائز عن محافظة القليوبية، وأحمد بدران البعلي، الفائز عن محافظة الإسماعيلية، وكلاهما كان له دور في المجالس المحلية بالمحافظة، ولم يتم حسم الأمر حتى الآن. أما حزب المصريين الأحرار، صاحب أكبر كتلة برلمانية، فيحاول الفوز باللجان المهمة في البرلمان، ولكن يوجد داخل الحزب عدة صراعات بين النواب للترشح على رئاسة هذه اللجان. ويتنافس كل من منى جاب الله نائبة الحزب عن دائرة الجمالية، وإيهاب الطماوي الفائز عن دائرة روض الفرج وشبرا، للحصول على رئاسة لجنة القوى العاملة. فيما تشهد لجنة الدفاع والأمن القومي، صراعا قويا داخل الحزب، حيث يسعى عدة نواب إلى السيطرة عليها، سواء رئاستها أو وكالتها أو الحصول على منصب أمين السر باللجنة، ومن هذه الأسماء، حاتم باشات وسلامة الجوهري، وثروت سويلم، واللواء سعيد طعيمة، واللواء سيف النصر. اللجنة نفسها تشهد صراعا من نوع آخر، داخل الحزب الذي يضم في عضويته، العديد من جنرالات الجيش والشرطة، حيث يسعى الحزب إلى الحصول على رئاسة اللجنة بشتى الطرق، إيمانًا بأنهم الأجدر بها. وأبرز الأسماء المرشحة داخل حزب حماة وطن، لتولى رئاسة اللجنة اللواء كمال عامر، الفائز عن قائمة في حب مصر، واللواء محمد سعيد الدويك، الفائز بمحافظة قنا، واللواء حسن السيد عن الشرقية، واللواء أحمد العوضى الفائز عن محافظة الدقهلية، وهو ما دعا إلى اشتعال الصراع والخلافات داخل الحزب الذي يرأسه الفريق جلال هريدي. الصراع نفسه يتجدد، ولكن هذه المرة بين الأحزاب وبعضها، فالجميع يتسابق للفوز برئاسة أو الحصول على منصب جيد باللجان النوعية داخل المجلس، فضلًا عن دخول المستقلين في الصراع الدائر في صمت، فحزب «مستقبل وطن»، يدخل في صراع مع حزب المصريين الأحرار على رئاسة لجنة الصحة، حيث رشح مستقبل وطن إيليا ثروت باسيلي، صاحب شركة آمون للأدوية لرئاسة اللجنة، في الوقت الذي يسعى فيه المصريين الأحرار، إلى الدفع بأيمن أبوالعلا لرئاستها. وتشهد لجنة الأمن القومي، اللجنة التي تمثل هدفا يسعى الجميع للحصول عليه، خاصة الجنرالات الفائزين المستقلين منهم والحزبيين، صراعا أكبر من غيرها من اللجان، بسبب أهميتها وقوة المتنافسين عليها. وعلى رأس المتنافسين لرئاسة اللجنة، اللواء سامح سيف اليزل، المقرر العام لقائمة في حب مصر، واللواء تامر الشهاوي، الفائز عن دائرة مدينة نصر، وهما أقوى الأسماء المرشحة حتى الآن، يضاف إليهما خالد خلف الله نائب حزب المصريين الأحرار بقنا، وحمدى بخيت نائب مدينة نصر، إضافة إلى نواب حزب حماة وطن. والأمر نفسه بالنسبة للجنة الزراعة، التي تشهد صراعا على رئاستها بين النائب هشام الشعيني، الفائز عن قائمة في حب مصر بقطاع الصعيد، وصبحى الدالي الفائز عن دائرة البدرشين، وهو الأمر الذي يسعى الشعينى إلى البت فيه مع قيادات قائمة في حب مصر.