ينعي اتحاد كتاب مصر برئاسة د علاء عبد الهادي ومجلس إدارته إلى جميع الأعضاء والمثقفين الكاتب الكبير إدوارد الخراط عضو اتحاد كتاب مصر والذي وافته المنية بعد صراع مع المرض صباح أمس. وتم تشييع جثمانه في الحادية عشرة ظهر اليوم الأربعاء من مستشفى الأنجلو الأمريكية إلى كنيسة الدوبارة بالتحرير، وسيتم دفنه في مقابر برج العرب بالإسكندرية، والعزاء بكنيسة الدوبارة يومى الخميس والجمعة. والكاتب الكبير إدوار الخراط "مواليد 16 مارس، 1926 - توفي 1 ديسمبر 2015" ولد بالإسكندرية لعائلة قبطية أصلها من الصعيد، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946م، عمل في مخازن البحرية البريطانية في الكبارى بالإسكندرية، ثم موظفا في البنك الأهلي بالإسكندرية، عمل بعدها موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام 1955م، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة. شارك إدوار الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام 1946 واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلى أبو قير والطور. عمل في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م. تفرغ بعد ذلك للكتابة في القصة القصيرة والنقد الأدبي والترجمة، فاز بجائزة الدولة لمجموعة قصصه "ساعات الكبرياء" في 1972م. يمثل إدوار الخراط تيارًا يرفض الواقعية الاجتماعية كما جسّدها نجيب محفوظ في الخمسينات مثلا ولا يرى من حقيقة إلا حقيقة الذات ويرجّح الرؤية الداخلية، وهو أول من نظّر لل"حساسية الجديدة" في مصر بعد 1967م. اعتبرت أول مجموعة قصصية له "الحيطان العالية" 1959 منعطفًا حاسمًا في القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس، ثم أكدت مجموعته الثانية "ساعات الكبرياء" هذه النزعة إلى رسم شخوص تتخبط في عالم كله ظلم واضطهاد وفساد. أما روايته الأولى "رامة والتِنِّين" 1980 فشكّلت حدثًا أدبيًا من الطراز الأول، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. ثم أعاد الخراط الكرة ب"الزمان الآخر" 1985 وبعدد من القصص والروايات "وإن صعب تصنيف هذه النصوص" متحررة من اللاعتبارات الإديولوجية التي كانت سائدة من قبل.