سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. مصر والجامعة العربية تتفقان على انهاء الاحتلال.. "العربي": إسرائيل تشكل آخر معاقل العنصرية في العالم.. "شكري": العنف الصهيوني غير مبرر
طالبت جامعة الدول العربية، القوى والأطراف الدولية الفاعلة العمل على دعم نضال الشعب الفلسطيني والعمل على توفير الحماية الدولية له، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته أمام الاحتفالية التي نظمتها الجامعة العربية اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل التحدي الأكبر من أجل تحقيق السلام، والتصدي للعنف والتطرف في المنطقة، خاصة أن إسرائيل تشكل آخر معاقل العنصرية والابارتايد في العالم. وقال العربي إن البشرية لم تشهد مثيلا للقهر والظلم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش مظلمة تاريخية منذ صدور قرار التقسيم الجائر من قبل الأممالمتحدة الذي قسم أرضه على غير رغبته. وشدد العربي على ضرورة الانتقال من مرحلة الإدانة والاحتجاج إلى مرحلة الضغط على إسرائيل التي تحاول فرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني. وأكد العربي أمام الاحتفالية أن هناك حملة فلسطينية دبلوماسية وسياسية مدعومة عربيا من أجل الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق جدول زمني محدد، محذرا في الوقت ذاته من تمادي إسرائيل في ممارسة إرهاب الدولة الذي يشكل أخطر أنواع الإرهاب. وجدد العربي التأكيد على تضامن الجامعة العربية مع القضية الفلسطينية مؤكدا أهمية طرق جميع الأبواب نحو التوصل لحل شامل يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. من جانبها أكدت مصر حرصها على دعم القضية الفلسطينية ومواصلة الجهود الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني في سعيه للحصول على حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وكذلك دعم الرئيس محمود عباس في معركته الدبلوماسية السياسية السلمية لتحقيق تطلعات وآمال شعبه. جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية سامح شكري والتي القاها نيابة عنه السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار أمام الاحتفال الذي نظمته الجامعة العربية اليوم بالتعاون مع سفارة فلسطيين بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وشدد شكري على ضرورة حث إسرائيل على إيقاف العنف غير المبرر تجاه الفلسطينيين بدعوى الحفاظ على أمنها، مذكرا في هذا الإطار بأن الحصول على الأمن يتأتي فقط بانهاء الاحتلال واحترام الحقوق والمبادئ الأساسية للإنسان، والبدء في تفعيل عملية السلام والسعي نحو إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة. ولفت شكري إلى أن الشعب الفلسطيني في نضاله وسعيه لاسترداد حقوقه هو أحوج ما يكون لوحدته وتلاحمه في الوطن والشتات، والاصطفاف في خندق وطني واحد، مطالبا في هذا السياق بالإسراع في إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية من خلال تعميق الحوار الوطني الشامل كأداة ولغة تخاطب وطنية وحيدة في معالجة وتسوية كل الخلافات الداخلية والتناقضات الثانوية. ودعا شكري في كلمته الفلسطينيين ليس فقط إلى صياغة إستراتيجية وطنية واحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإنما أيضا تنفيذها على أرض الواقع بهدف استكمال المشروع الوطني في الحرية والاستقلال الكامل. وعبر شكري عن قلق مصر الشديد للتطورات المتلاحقة في الضفة الغربيةوالقدس واستمرار العبة الفلسطينية في مواجهة العنف الإسرائيلي المتزايد وانتهاكاته الصارخة، معربا عن قناعته بأن هذه الهبة جاءت نتيجة انسداد افق عملية السلام والحصار اليومي الخانق المتصاعد والذي أصبحت معه المعاناة هي السمة الرئيسية للحياة اليومية للمواطن الفلسطيني. وانتقد شكري بشدة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي لا تعد ولا تحصى، خاصة فيما يتعلق بتنصلها من التزاماتها لما تم الاتفاق عليه بشأن المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة، فضلا عن ضربها عرضالحائط بالاتفاقيات الخاصة بالحفاظ على طبيعة المكان وبدء فرض سياسة التقسيم المكاني والزماني للحرم القدسي، ومنع المصلين من الدخول إليه ورعاية دخول المتطرفين اليهود إلى الأقصى، إضافة إلى القرارات الإسرائيلية المتعنتة والخاصة بحصار القرى وزيادة الحواجز وإعاقة حرية الحركة للفلسطينيين والاعتقالات المتزايدة والقتل الميداني لوأد الهبة الفلسطينية الشعبية. ومن جانبه قال جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية أن هذه المناسبة تذكرنا بمأساة الشعب الفلسطيني ونكبته المستمرة والتي تسترعي الضمائر الحية كون لهذا الشعب دين ثقيل في ذمة المجتمع المدني وله حقوقمغتصبة تكفلها القوانين والشرائع التي سنتها الامم المتحضرة. وقال الشوبكي -في كلمة له امام الاحتفالية -أن الشعب الفلسطيني احوج ما يكون إلى التضامن العالميالإيجابي الفاعل والعمل على تحقيق مطالبه العادلة، مشددا على أن القرارات التي اتخذتها مؤسسات الشرعية الدولية على مدى عقود الصراع على ارض فلسطين ورحابها الاقليمية وفي طليعتها الاممالمتحدة قدمت حلولا قانونية قابلة للتنفيذ لكل تفصيلات هذا الصراع. وأوضح الشوبكي أن الشعب الفلسطيني وقياداته قد ارتضى بهذه القرارات، مشيرا إلى أنه ليس بين العالم وبين إقرار السلام في فلسطين سوى إجبار الجانب الاسرائيلي على الامتثال لها. ونوه الشوبكي بالإنجازات التي تحققت بتضحيات فلسطينية جسيمة وكذلك دعم عربي وإسلامي خاصة الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو بالأممالمتحدة ثم رفع علمها إلى جانب إعلام أعضاء المنظمة. وأعرب عن تطلعه لتجسيد فلسطين الدولة في الجغرافيا أعمالا لما تجسدت به في عالمي القانون والسياسة، ومطالبا بمزيد من الحزم والجرأة لاسيما من جانب القوى الاقليمية والدولية المعنية مثل الاممالمتحدة والرباعية الدولية لحمل إسرائيل على الاذعان لنداء التسوية السلمية للقضية الفلسطينية عوضا عن لغة الاستقواء والعنصرية التي أسست لمسلسل الحرب والدم في ارض السلام. وأكد الشوبكي ضرورة أن يسعى الجميع إلى توحيد الصف الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام كون الوحدة الوطنية شرط لأغنى عنه لتحقيق الأهداف الوطنية، مثمنا الدور الذي تقوم به مصر في رعايتها لاستنهاض الوحدة الوطنية. وقال الشوبكي: قد لا يكون المشهد العربي في أفضل حالاته لكننا نراهن على أن القضية الفلسطينية مسار أو مصيرا ما زالت ضمن أولويات عالمنا العربي وان المستجدات والعوارض التي يصنعها البشر لا تلغي ثوابت العلاقة العضوية بين فلسطين وأمتها العربي. ومن جانبها طالبت سوسن غوشة مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة بالإنابة، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مشددة على أن الحل لكي يكون عادلا ودائما لا بد أن يستند إلى القانون الدولي بما يكرسها من حقوق ومنها حق العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقالت غوشة في كلمتها أمام الاحتفالية "إننا نجدد التزامنا بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بسلام وأمن وحرية وكرامة. وأضافت غوشة أنه منذ سبعة وستين عاما قررت القوى العظمى في المجتمع الدولي تقسيم أرض فلسطين التاريخية إلى دولتين، ووعدت بالا تنتقص ذلك منحقوق سكانها الأصليين، قائلة " إنه لا القرارات نفذت ولا الوعود تحققت والفلسطينيون منذ ذلك الحين في حالة تهجير قسري من بلادهم وأصبح أغلبهم لاجئين". وانتقدت غوشة استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية وتواصل عمليات الهدم العقابي للمنازل التي يملكها الفلسطينيون، مؤكدة أن هذه السياسات والأعمال تمثل انتهاكا للقانون الدولي وتتعارض تماما مع عزم الحكومة الإسرائيلية المتلاعبون المضي في الحل القائم على وجود دولتين وعلى هامش الاحتفالية افتتح الأمين العام للجامعة العربية معرضا للصور التي تجسد معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته.