سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهاديو تونس الأكثر انتشارًا في التنظيمات الإرهابية.. 3000 جهادي تونسي ينشطون ما بين سوريا والعراق.. وداعش صدرت عددًا منهم إلى ليبيا وأوروبا.. والانتحاريون المنفذون لعملية فرنسا من بينهم
لم يكن التفجير الانتحاري الأخير والذي حدث مساء أول أمس الثلاثاء، واستهدف حافلة لحرس الرئاسة التونسي وأدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل أمرا جديدا على تونس، والتي تعودت على تكرار الحوادث الإرهابية كل شهر أو اثنين داخل المدن التونسية الكبيرة إلا أن المفارقة تأتى فقط في تورط جهاديي تونس في عمليات إرهابية في فرنسا ابتداء من حادثة إبدو وحتى حادثة مسرح بتكلان الأخيرة بباريس، وهو ما وضع تونس أمام الأنظار العالمية حول دورها في تصدير الجهاديين للخارج فوفقا لإحصائيات رسمية تؤكد أن 3000آلاف مقاتل تونسي ما بين القاعدة وداعش. المفارقة الأخرى في الدور الذي يقوم به المقاتلون التونسيون فحادث تفجير فندق "سويس أن " بسيناء والذي حدث أيضا الثلاثاء قام به تنظيم داعش الإرهابي باستخدام انتحاريين هم أبو حمزة المهاجر وأبو نضال المهاجر، كلاهما يحمل الجنسية التونسية ما يكشف عن ظاهره تصدير تونس للجهاديين ودورهم في القتال داخل أو خارج تونس منذ الصعود المريب لهم عقب الثورة التونسية في 2011 الماضي. وعقب ثورة 2011 ظهر التيار الجهادى بشكل متنوع فبعضهم كان من العناصر الجهادية التي تقبع في السجون التونسية وبعضهم الآخر ممن كانوا يشاركون في القتال خارج تونس في جبهات القتال بالعراق وأفغانستان والشيشان وعدد من الجبهات الأخرى عادوا من جديد إلى تونس وشكلوا نواة التيار الجهادى هناك، وانضم لهم بعض المتهمين في قضايا جنائية بالإضافة لتجنيد المزيد من الشباب التونسي الصغير فتشكلت بذلك نواة كبيرة للجهاديين في تونس آثر بعضهم السفر للقتال في ليبيا وفى سوريا والعراق والانضمام لتنظيمات مثل جبهة النصرة وداعش بينما ظل تيار كبير من المقاتلين التونسيين على تمركزهم في سوسةالتونسية وجبال الشعانبى والتي تعتبر أكثر الأماكن خطورة في تونس. وتشير كل المعلومات الواردة من تونس إلى تسلسل مقاتلين من جبال الشعانبى تحديدا إلى الداخل التونسي وتفجير حافلة الحرس الرئاسي التونسي وهذه ليست العملية الأولى التي يتسلل المقاتلون من الجبل إلى تونس وتنفيذ عملية انتحارية، كما نفذت عددا من العمليات منها قتل 8 جنود في كمين في 2013 وهجمات على سيارات لجنود الجيش التونسي في 2014 أودت بحياة 15 شخصا وحاول راشد الغنوشي وقف هذه الهجمات فعرض على مقاتلى "الشعانبى " التوبة والعودة للعمل الدعوى والابتعاد عن العنف إلا أن طلبه قوبل بالرفض ليستمر الشعانبى والمقاتلين التونسيين في محاولاتهم استنزاف الدولة. ورغم أن غالبية المقاتلين التونسيين في بداية الأمر كانوا يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة إلا أنه وبعد سفر العديد من التونسيين إلى سوريا والعراق تحولت وجهة التوانسة من القاعدة لداعش وخلفت أيضا صراعا داخل تونس بين قيادات حركة أنصار الشريعة والتي تحولت بيعتها لداعش بينما خرج منها قيادات وانضموا للقاعدة في المغرب العربي رافضين البيعة لداعش. ولعل أكثر ما تسبب في الظهور الجهادى الكبير هو التعامل السيئ من النهضة التونسية الذي يتزعمه راشد الغنوشي القيادي الإخوانى وذلك بسبب فتحه الباب أمام خروج ودخول الجهاديين وترك الحبل كاملا لهم ودعمهم في تونس وهو الأمر الذي أوصل تونس لما هي فيه الآن من تواجد كبير للجهاديين وتصديرهم أيضا،وبعضهم لعب دورا كبير في دعم داعش في سوريا والعراق ومن بين القيادات البارزة على سبيل المثال أبوبكر الحكيم "أبو مقاتل " المتهم بقتل المعارض التونسي شكري بلعيد وهرب لسوريا وانضم لداعش. بينما ينشط المقاتلون التوانسة حاليا وبتعليمات من داعش في ليبيا كما أن دخولهم إلى درنة تسبب في بيعة غالبية التنظيمات الجهادية هناك لداعش وبعدها أعلنت ولاية درنة في ليبيا كولاية لداعش كما سيطرت على أهداف هامة في ليبيا بفضل المقاتلين القادمين من تونس والمقاتلين التوانسة القادمين من سوريا والعراق حيث اعتمد تنظيم داعش على تصديرهم إلى مصر وليبيا والعراق وأهداف في سوريا وبعضهم سافر إلى أوروبا وتم استخدامهم في عمليات إرهابية بالفعل كما أن الحادث الإرهابى الأخير في تونس لن يكون الأخير وربما يتمد ويتحمل حزب النهضة الإخوانى في تونس جزءا كبيرا منه لأنه من سمح لهؤلاء بالتمدد والانتشار.