سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسائل الأزهر إلى "داعش".. الأمة ليست كافرة وأنتم أدعياء.. الأزهر لم يقر خلافة ولم يجعلها واجبة ولم يدعُ إلى القتل.. خطابات "البغدادي" تشابهت مع رسائل مرشدي الجماعة ومبدأهم في القتال واحد
في المرة الوحيدة التي اعتلى فيها أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم الإرهابي المسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" منبر الجامع الكبير بالموصل في العراق بعدما أعلن عن خلافته المزعومة اتشح بالسواد تقليدًا لخلفاء العباسيين لكنه تحدث بنفس مضمون ولغة خطاب مشايخ السلفية والإخوان، وهو من يعتبره أتباعه أميرًا للمؤمنين وخليفة للمسلمين، رغم أنه يقود عمليات القتل والإرهاب والذبح في العراق وسوريا باسم الله ورسوله. تحدث البغدادى عن فضل الجهاد في سبيل الله باعتبار أن الأمة كلها كافرة، والمجتمع مرتد، والدخول في عقد الإسلام هو طبعًا مبايعة الخليفة وهو نفس أسلوب الجماعات الإسلامية في تفسير آيات القرآن والسنة. فما يخص الأمة بعتبرونه يخص الجماعة؛ فالأمة عندهم هي الجماعة، وليست الأمة الإسلامية أو العربية أو المجتمع، والأخوة عندهم هي إخوة أفراد الجماعة وليست أخوة الإسلام، والآيات التي تأمر الأمة بالجهاد للذود عن عرضها وحدودها يوظفونها على أن المقصود منها من لم يدخل في عقد ومبايعة الجماعة. وقد تشابهت خطابات البغدادى مع خطابات مرشدى الإخوان المسلمين عبر تاريخهم، وتتشابه أيضًا مع مئات الخطب والدروس لمشايخ الجماعات ستجدونه نفس الخطاب ونفس النبرات ونفس المضمون وهذا الخطاب تؤكد السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه عندما قال: "يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وتحريف المبطلين ." فالإسلام لم يقر إقامة خلافة ولم يجعلها واجبا ولم يدعم القتل لأى سبب إلا لو كان دفاعًا عن النفس، ولا يوجد نص في القرآن أو في السنة يدل على أن الإسلام يفرض طريقة للحكم وسياسة البلاد والعباد خلافة أو جمهورية أو مملكة، المهم أن يكون الحكم رشيدًا النبى محمد صلي الله عليه وسلم تكلم فقط عن الإمام أو الحاكم العادل الرحيم.