بات مصير جماعة الإخوان في علم الغيب بعد سقوطهم من السلطة، وتحولهم رسميًا لجماعة محظورة إرهابية تمارس أعمال العنف والشغب والحرق والقتل والدمار ضد مؤسسات ومنشآت الوطن“,”. الخبراء أكدوا لنا أن الجماعة لن تسكت، ولكنها سوف تتمحور على نفسها لإعادة إنتاج العمل السري، لكن الشعب المصري قرر تشييع جنازة الجماعة لمثواها الأخير، وهذه المرة فإن محنة الجماعة ومعركتها لم تكن ضد الدولة بل كانت في مواجهة شعب جعلها في النهاية خارج التاريخ. “,”ماتت وانتهت“,” يقول الدكتور السيد عبدالستار المليجي، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان السابق ، إن جماعة الإخوان انتهت، الباقي جثتها، وما يحدث رائحة العفن ولن يكون لها مكان بعد اليوم لا الإخوان ولا الجماعة الإسلامية، مشيرًا إلى أننا في لحظة تاريخية، مصر تعيش لحظة فريدة وتحضر نفسها لدول مدنية يحكمها القانون مثل الدول المدنية في العالم، الناس أمام القانون سواء، وإذا كانوا يريدون دعوة إسلامية فليذهبوا إلى الأزهر، فنحن لن نسمح بوجود خلايا سرطانية حول الأزهر، وإلا فإننا نسمح لإنتاج التاريخ المتخلف مرة أخرى. “,”سقط المشروع “,” وقال الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس الشورى المستقيل ، إن الإخوان يمتازون بالنفس الطويل والمحاولات المستميتة على مدار الفترات السابقة في سبيل الوصول إلى كرسي الحكم، ولكنهم على مدار السنوات المنقضية وأثناء وجودهم بالحكم ارتكبوا كوارث كبرى أدت لسقوطهم، وبالتالي فإن هذه الجماعة ومشروعها قد سقط للأبد. “,”الشعب المصري لفظها للأبد“,” وقال المفكر كمال غبريال ، إن جماعة الإخوان انتهت إلى الأبد، بمجرد أنها استخدمت العنف ضد الشعب المصري الذي لفظها، وأنها إلى زوال وقد حاولت الجماعة أن تثبت لنفسها وأنصارها البقاء ولكن الجماعة انتهت من الوجود. وأكد ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان ، أن جماعة الإخوان المسلمين انتحرت وماتت ولن تعود بأي شكل من الاشكال، واصفًا ما يرددونه عن العودة للحكم أنه حلم في ظل المحاولات المستميتة لتعويق الدولة من الناحية الاقتصادية، ذاهبًا إلى أن الإخوان ارتكبوا أخطاء شديدة خلقت حاجزًا بينهم وبين الشعب، مشيرًا إلى أن الجماعة ظلمت نفسها بادعاء أنها الوحيدة التي تسعى إلى تطبيق شرع الله، وبعد أن وصلت للحكم لم تقدم أي شيء. وحول تصوره لاتجاهات أعضاء الجماعة في الفترة المقبلة وتحركاتهم، قال الخرباوي: إن جزءًا كبيرًا منهم سيتحول إلى جماعة تكفيرية ستنظر للمجتمع بنظرة ناقمة غاضبة وستكون أفكارها شبيهة بأفكار شكري مصطفى، الذي أسس في مصر جماعة التكفير والهجرة في السبعينيات، وهؤلاء سيتجهون إلى العنف وإلى خنق المجتمع لأن أي جماعة تحمل السلاح وتتجه للعنف لا مستقبل لها، أما الجزء الثاني والذي يضم أعدادًا كبيرة من الجماعة فقد أصيبوا بالإحباط بسبب الخطاب الإخواني وسوء الإدارة وفشل مشروعهم، وهؤلاء عكفوا في بيوتهم وسيتجه جزء منهم للحركات الصوفية، أما الجزء الثالث فسيحاول أن يدخل في مجال السياسة لكن من خلال أحزاب وليس جماعة الإخوان وسيغيرون الاسم حتى يعملوا في العمل العام؛ لأن من سيعمل تحت لافتة الإخوان لن يكون له قبول في الشارع المصري. “,”ستعود سرية“,” ويرى إسلام الكتاتني، المنشق عن الجماعة ، وابن شقيق الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، أن الجماعة لا يهمها وجود حزب من عدمه، ولكنها ستعود كجماعة سرية، وليس في سلم أولوياتها أن تعمل من خلال حزب سياسي الآن، وهم يعملون في العمل السري منذ نشأة الجماعة لأنها لم تتعود أن تعمل في النور، ذاهبًا إلى أنه يتوقع أنه في ظل هذه الضربات ستكون هناك محاولات للتواصل مع السلطة، وهو ما بدأ بالفعل كنوع من أنواع اللين في الخطاب؛ لأنهم أدركوا أن الدعم الغربي انتهى وقياداتهم خلف القضبان، وأدركوا أن الحفاظ على بنية التنظيم أهم بكثير من العمل السياسي، وبالتالي فإنهم سيلجأون إلى التهدئة لأن الجماعة انتحرت سياسيًا. ويقول “,”الكتاتني“,” إن الدليل على أن الجماعة ستلجأ للتهدئة، اللقاء الذي حصل مع هيكل، مما يؤكد أن هناك محاولات حثيثة من جانب الجماعة للحفاظ على التنظيم وليس للاعتراف بالخطأ.