أقام المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع نادي أدب المعادي احتفالية كبرى لتكريم الشاعر الكبير محمد كمال بدر وكيل وزارة الإعلام سابقًا بقاعة الندوات بالمجلس، تحت رعاية الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، د.أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حيث شارك في الاحتفالية الشاعر والمؤرخ خالد العبادي رئيس نادي أدب المعادي، د.أسامة أبو طالب، فوزي وهبة. أشار العبادي إلى التاريخ الغنائي للشاعر محمد كمال بدر وقال إن اشعاره وأغانيه تغنى بها معظم نجوم الغناء على مدى فترات طويلة هذا بخلاف مقدمات ونهايات معظم المسلسلات التاريخية بالتليفزيون وعن مولده. وأضاف العبادي أن الشاعر من مواليد طنطا محافظة الغربية وعمل وكيلا لوزارة الإعلام وهو من جيل الستينات الذين يُشهد لهم بسهولة وروعة الكلمات وأنه أثرى المكتبة الغنائية بكثير من الأعمال التي لن تنسي سواء الأعمال الوطنية أوالعاطفية والدينية. واستعرض محمد كمال بدر تجربته الشعرية قائلًا: أن أول تعامل معه بالإذاعة المصرية كان عام57 وكان حينئذ طالبًا في الجامعة وأول أغانية للمطربة نجاة على ولحنها الملحن الكبير أحمد صدقي، ثم توالت أعماله بعدها وغني له الكثير أمثال محمد فوزي وشادية وليلي مراد ومحرم فؤاد وكارم محمود، ومن الجيل الحالي على الحجار وإيمان الطوخي ومحمد الحلو. أما عن التنوع فإنه كتب معظم الوان الغناء الديني والوطني والعاطفي حتى المناسبات التي لم يسبقه أحد في الكتابة عنها كان له السبق مثل الحرب الأهلية بلبنان وكتب عن تلك المناسبة غنوة بعنوان "الصرخة واحدة". وأشار كمال إلى الدور العظيم للإذاعة المصرية حينئذ والتي كانت تقوم بإنتاج الأغاني ولهذا خرجت أروع الأغاني التي عرفها العالم العربي حينها فكم من مطربين وشعراء احتضنتهم الإذاعة واستطاعت أن تُسطر تاريخ غزير ورائع من الأغنيات الوطنية والعاطفية، متمنيًا بدر أن تعودالإذاعة لهذا الدور العظيم حتى تصبح لها الريادة والبصمة التي كانت واضحة وأن تحدث طفرة سمعية وغنائية ما احوجنا لها الآن، وأشار الشاعر عبد الستار سليم إلى قيمة بدر الشعرية وتاريخه الغنائي، مضيفًا أن مصر عظيمة بتراثها وشعرائها وأغانيها وموسيقاها، وألقى بعض قصائده القصيرة احتفاءً بالشاعر. وعن دور الإذاعة في التراث الغنائي المصري تحدث د.أسامه أبو طالب بعد أن رحب بالحضور وقدم التهنئة للشاعر الكبير محمد كمال، مشيرًا إلى دور الإذاعة العظيم وما قدمته من مواهب غنائية وشعرية وإنتاجها لمعظم الأغاني المقدمة في فترة السيتنات والسبعينات وأن إدارة المراقبة بالإذاعة كان لها دور هام في تصفية وتنقية كل ما يقدم للجمهور منذ ثورة يوليو ولفترات طويلة، فكانت بمثابة كما شبهها بالمصفاة، وأعاب أبو طالب على معظم ما يقدم الآن من أغاني هابطة ومفردات سطحية ساذجة بالرغم من أن مصر غنية بمواهبها التي لاتنضب أبدا وكل يوم تولد موهبة جديدة بمصر، ولكنها سرعان ما تموت من الإهمال وعدم الاهتمام، ثم وجه أبو طالب ندائه للدولة بكافة مؤساستها أن تفتح أبوابها أمام تلك المواهب للارتقاء بالذائقة السمعية للناس، وقال إنه يتذكر أن الإذاعة حينما كانت تقدم أغاني مثل الجندول والكرنك، كان يوجد من المستمعين من لا يستوعب بعض كلمات تلك الأغانى، ولكنه كان يسأل عنها المثقفين أومن هم أكثر تعليما منه وبهذا يحدث الحراك الثقافي ويرتقي الذوق العام لدى الجمهور وهو ما نريده وبقوة الآن. تخلل التكريم الاستماع إلى أغان متنوعة للشاعر الكبير منها العاطفي والسياسي وسط ترحيب وحفاوة من جموع الحاضرين، وفي النهاية وجه الشاعر محمد بدر الشكر لنادي أدب المعادي وللمجلس الاعلي للثقافة على استضافتهم للاحتفالية.