سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المخلفات الزراعية الحل الذكي لمشاكل البيئة.. "حجاج": استغلالها في توليد الطاقة بالدول المتقدمة.. "القصاص": تحويل قش الأرز إلى أورا ق للتخلص من مشكلة السحابة السوداء
اتجهت العديد من الدول المتقدمة إلى إعادة تدوير المخلفات الزراعية كي تحولها من نقمة إلى نعمة ومن ضرر بيئي إلى فائدة كبيرة، وذلك بتحويلها إلى أسمدة أو توليد الطاقة منها، وقد قدمت الدول العديد من التجارب الناجحة في هذا الصدد. ويرى خبراء ومختصون ضرورة الاهتمام بالفكرة، حيث أشارت د. وفاء محمد حجاج الأستاذة بقسم أمراض النبات شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي بالبحوث بالدقي إلى أن هناك ثلاثة مصادر مهمة جدًا يمكن منها استخراج مخلفات قابلة للتحويل مثل الطحالب المائية والأشجار الخشبية (الجاتروفا)، حيث يمكن استخلاص الزيوت منها وتحويلها إلى الديزل الحيوي واستخدامه كبديل لوقود السيارات والطائرات والآلات، قش الأرز وهو يعتبر من المخلفات النباتية التي يمكن تحويله إلى أعلاف، كما أكدت أن اهتمام الدولة بتحويل المخلفات سيساعدها بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وأيضًا سيفتح فرص عمل جديدة للشباب العاطل. وأكد هشام إبراهيم القصاص، أستاذ بيئة التربة والمياه، عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس، أن هناك عدة مصادر قابلة للتحويل على رأسها القمامة والنفايات، حيث إن حجمها في مصر يصل إلى 15 مليون طن سنويًّا، وهذا الكم لا يستغل لإنتاج الطاقة الكهربائية وتسعيرها بالكيلووات لتحفيز المستثمرين، بالإضافة إلى أن السحابة السوداء مشكلة تعاني منها مصر منذ 1990 ولها أضرار صحية واقتصادية كبيرة قد تكلف الدولة في إصلاحها ما لا يقل عن 30 مليون جنيه سنويًّا ووضح أن الحل الأمثل هو تحويل قش الأرز إلى أوراق. ويرى دكتور فؤاد أبوستيت أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، أن استغلال المخلفات سيؤدي إلى فتح أنواع جديدة من الاستثمارات في شكل مصانع متخصصة في تحويل تلك المخلفات، وإنشاء مشاريع العمالة المتوسطة والصغيرة، لافتًا إلى أن تحويل المخلفات وخاصة القمامة يؤثر إيجابيًّا على زيادة وكفاءة الإنتاج والعكس صحيح، لأن التلوث البيئي له تأثير مباشر على صحة العامل، ومن ثم يكون له تأثير سلبي على كفاءة وحجم الإنتاج.