كرم الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، الممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية ونائبة الرئيس بالاتحاد الأوروبي فدريكا موجرينى عقب انتهاء كلمتها بقاعة القاسمى بالمكتبة المركزية لجامعة القاهرة، وأهداها درع قبة الجامعة. وكانت" موجرينى" زارت جامعة القاهرة في إطار برنامج زيارتها الرسمية لمصر، وألقت كلمة بالجامعة بعنوان: "أوروبا والشباب العربى تاريخ ومستقبل مشترك"، بحضور رئيس جامعة القاهرة وعدد من سفراء الدول الأوروبية والدبلوماسيين العرب والأجانب، وحضر اللقاء أيضًا نواب رئيس جامعة القاهرة والدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأساتذة جامعة القاهرة وعدد من الطلاب أعضاء نماذج المحاكاة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومن بينها نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبى، ونموذج محاكاة الأممالمتحدة، ونموذج محاكاة الخارجية. وقالت فدريكا موجيرينى، في بداية كلمتها: "إنه فخر لي أن أكون معكم في مدينة القاهرة، إحدى العواصم العظمى بمنطقة البحر المتوسط والعالم العربى، كما أنه لمدعاة للفخر أن أتواجد هنا بجامعة القاهرة، المؤسسة الثقافية ذات الطراز العالمي والمدرسة الأم لثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل، وهم "الكاتب الروائي نجيب محفوظ والرئيس الراحل ياسر عرفات والدكتور محمد البرادعي". وأضافت "موجيرينى" حسب بيان إعلامي من حامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، إنه لمن دواعي سروري أن تسنح لي الفرصة كي أتقابل اليوم مع هذا العدد الكبير من الشباب، وأن أمثل الاتحاد الأوروبي فيما بينكم، وإنها لأوقات عصيبة تمر بها المنطقة، بل والعالم أجمع، فمرٍة أخرى نواجه قوى تحاول التفرقة فيما بيننا، حيث تزعم بوجود حرب دائرة بين الإسلام وسائر أرجاء العالم، مؤكدة أن ما يقوله البعض ليس صدقًا بل كذبًا، فهم يكذبون علينا جميعًا، عرب وأوروبيين على حد سواء، مشيرة إلى أن داخل أممنا يوجد الكثير ممن دعموا قصة الصراع بين الحضارات، وهو الأمر الذي ثبت خطأه لأسباب عدة، فاليوم تتبنى داعش فكرة الصراع بين الحضارات، ويشجع هؤلاء الإرهابيون الفكر الطائفي بُغية الإتساع بنطاق قوتهم، كما يستغلوا الشِقاق لأجل أغراضهم الخبيثة، فهم يسيئون تمثيل الإسلام باستخدامه كذريعة لحربهم غير المقدسة. وأكدت نائب رئيس الاتحاد الأوروبى، أن لكل من أوروبا والعالم العربي نفس المصالح، قائلة: نحن نريد منطقة سلام في الشرق الأوسط، ونريد القضاء على الإرهاب والحياة بدون خوف، كذلك نريد تحقيق العدل والكرامة في مجتمعاتنا ولهذا يوجد لدينا نفس جدول الأعمال والأولويات، وتتوفر لدينا كل الأسباب المنطقية للوقوف معًا ومواجهة الأزمة الراهنة معا. وقالت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمر بأوقات عصيبة، موضحة أن هذه الأوقات تتطلب منا جميعًا في المنطقة والمجتمع الدولي أن نبذل كل ما أوتينا من قوة لمواجهتها، على أن نحقق ذلك بعدم بعدم إغفال الفرص المتوفرة أمامنا، ومنها الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران الصيف الماضي والذي يعتبر من ضمن هذه الفرص، حيث وافقت إيران على عدم تطوير قنبلة ذرية "تحت أي ظرف من الظروف"، مضيفة أن هذا الاتفاق يجعل المنطقة برمتها أكثر أمنًا، بل ومن الممكن لهذا الاتفاق أن يمهد الطريق لعلاقة أفضل ما بين إيران وكل جيرانها وعلى المدى المتوسط قد يساعدنا ذلك في تناول الأزمة الراهنة، وعلى المدى الطويل يزودنا بالأمل في الإمكانية الفعلية للوصول إلى منطقة شرق أوسط أكثر سلامًا، وشرق أوسط أسلحة خال من أسلحة الدمار الشامل، وحول السلام في الشرق الأوسط. وقالت "موجيرينى": يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لإنهاء الصراع ما بين الفلسطينيين والإسرائليين، مؤكدة أن إنهاء العنف هو أمر مُلحً، حيث أنه فعليًا سيتحقق السلام فقط مع قيام الدولتين ويرجع الأمر إلى القيادات الإسرائلية والفلسطينية أن يطووا هذه الصفحة ويختاروا أن يعم السلام، وهي الرؤية التي يؤمن بها الاتحاد الأوروبي، ولهذا السبب اتجه الاتحاد الأوروبي إلى دعوة دول عربية رئيسية لأجل الانضمام إلى اجتماعاتنا الرباعية. وحول الشباب، قالت نائب رئيس الاتحاد الأوروبى أنه إذا لم يتوفر مستقبل لشبابنا فإنهم قد يسعوا وراء من يعدهم بمستقبل بديل، وبالتالي يعتبر توفير فرص للعمل والمعيشة جزء من كيفية تغلبنا على الشعور بعدم الآمان والقضاء على الإرهاب. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يستطيع المساعدة في هذه المجهودات بمساندة الاقتصاديات حتى تنتعش. وكذلك توفير الدعم لعمليات الإصلاح الاقتصادي التي تتأكد من عدالة قواعد اللعبة، مشيرة إلى أنه خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة قام الاتحاد الأوروبى بتوفير مليون يورو لرواد المشاريع من الشباب وللمشاريع المبتدئة في مصر ولبنان وفلسطين. وردا على سؤال إحدى طالبات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن مدى التعاون بين الاتحاد الأوروبى والجامعات المصرية، قالت "موجيرينى" إنها تعمل مع فريق هيئة الأممالمتحدة بالكامل لإيجاد سبيل للتعاون بين الجامعات المصرية والأوروبية، وهو ما سيتحقق قريبا، مؤكدة أنهم يتطلعون لبناء علاقات قوية مع شباب العرب بشكل كبير لمواجهة التحديات التي يعانى منها الجميع، مشيرة إلى أن المستقبل يجب أن يجمع بين الأوربيين والعرب لاشتراكهم في العديد من الرؤى والأهداف. وردت فيدريكا موجيرينى، على سؤال أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، الذي استفسر عن كيفية بناء دولة فلسطينية قوية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية التي تمارس انتهاكات يومية ولديها أسلحة الدمار الشامل، قائلة: "لو لم يتم هذا السؤل كنت سأشعر بشيء خاطئ، لأنه يأتى معبرا عن وجهة نظر العرب، والفكرة كيف يمكننا الخروج من هذا المأزق الذي استمر لعقود طويلة من الزمن، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يؤمن أن الحل الوحيد هو بناء دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية.