أكدت فدريكا موجريني، الممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية ونائبة الرئيس بالاتحاد الأوروبي، أن المنطقة بل والعالم أجمع يمر بفترة عصيبة، ويواجه الجميع قوى تحاول التفرقة بينهم، وترى هذه القوة وجود حرب دائرة بين الإسلام وسائر أرجاء العالم، مؤكدة أن أوروبا أو "روما" أو ما يُطلق عليه الغرب هم أعداء للإسلام والعرب، قائلة: "هؤلاء الأشخاص لا يتحدثون صدقًا بل كذبًا، فهم يكذبون علينا جميعًا، عرب وأوروبيين على حد سواء". وقالت موجريني في محاضرة لها بجامعة القاهرة، أمس: "لا يوجد صراع بين الحضارات، ففي داخل أممنا يوجد الكثير ممن دعموا قصة الصراع بين الحضارات، وهو الأمر الذي ثبت خطؤه لأسباب عدة، فاليوم يتبنى تنظيم داعش فكرة الصراع بين الحضارات، ويشجع هؤلاء الإرهابيون الفكر الطائفي بُغية الاتساع بنطاق قوتهم، كما يستغلوا الشِقاق لأجل أغراضهم الخبيثة، فهم يسيئون تمثيل الإسلام باستخدامه كذريعة لحربهم غير المقدسة" حسب قولها. وأشارت إلى أن تاريخ منطقة البحر المتوسط بحق هو أيضًا تاريخ مليء بالحروب، قائلة: "طالما وقعت حروب بين الدول الواقعة على شاطئي البحر المتوسط على نفس منوال الحروب التي دارت داخل أوروبا، بيد أنه حتى إبان الحملات الصليبية، والتي تعتبر من الفترات المُظلمة في علاقتنا، جاء إلى مصر القديس فرانسيس الإسيزي وهو إيطالي أيضًا مثلي، وذلك لمقابلة السلطان، وهذا إن دل يدل على أنهم في وقت الحرب كانوا يتحدثون عن السلام والإيمان، فقد اختاروا التركيز على ما يجمعهم عوضًا عما يفرقهم". وقالت المسؤولة الأوروبية: "بالنظر إلى العالم حولنا اليوم يتضح أن لكل من أوروبا والعالم العربي نفس المصالح، ونريد منطقة سلام في الشرق الأوسط، ونريد القضاء على الإرهاب والحياة بدون خوف، كذلك نريد تحقيق العدل والكرامة في مجتمعاتنا، لهذا يوجد لدينا نفس جدول الأعمال والأولويات، وتتوفر لدينا كل الأسباب المنطقية للوقوف معًا ومواجهة الأزمة الراهنة سويًا". وأضافت موجريني: "مرورًا بالوضع الليبي إلى اليمني والسوري يتضح أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمر بأوقات عصيبة، هذه الأوقات تتطلب منا جميعًا في المنطقة والمجتمع الدولي أن نبذل كل ما أوتينا من قوة لمواجهتها، وتحقيقًا لذلك ينبغي علينا ألا نغفل الفرص المتوفرة أمامنا، ويعتبر الاتفاق الذي توصلنا إليه مع إيران الصيف الماضي من ضمن هذه الفرص، فقد وافقت إيران على عدم تطوير قنبلة ذرية (تحت أي ظرف من الظروف) هذا الاتفاق يجعل المنطقة برمتها أكثر أمنًا بل ومن الممكن لهذا الاتفاق أن يمهد الطريق لعلاقة أفضل ما بين إيران وكل جيرانها على المدى المتوسط قد يساعدنا ذلك في تناول الأزمة الراهنة، وعلى المدى الطويل يزودنا بالأمل في الإمكانية الفعلية للوصول إلى منطقة شرق أوسط أكثر سلامًا، شرق أوسط خاٍل من أسلحة الدمار الشامل هو الحلم الذي راود جيلي والذي من الممكن أن يتحقق لأجيالكم".