«فرنت بيج»: الرئيس الأمريكى «لعبة» بين يدى «المرشد».. وطهران «ضحكت عليه» بالاتفاق النووي البرلمان الإيرانى يقر «الموت لأمريكا» شعارًا للبلاد.. و«دهقان» يحذر «كارتر»: «اللى عندك اعمله.. إحنا مش سورياوالعراق» صارت الساحة الأمريكية تعج بقوى مختلفة لديها العديد من المصالح، بعد أن كانت توجهات واشنطن تنصب على توطيد علاقاتها مع الحلفاء التقليديين فى الشرق الأوسط، وبعد أن كان اللوبى اليهودى هو وحده المهيمن على صناعة القرار، ظهرت عدة جماعات للضغط، منها تنظيم الإخوان واللوبى الإيرانى، ليدفع بسياسة البيت الأبيض فى أحضان الإرهاب وداعميه. وفى قمة الخلافات السياسية الظاهرية بين الولاياتالمتحدةوإيران كان هناك العديد من الأحداث تدار من وراء الكواليس يتلاعب فيها ملالى طهران بالعم سام، وبعد أن قام الرئيس الإيرانى حسن روحانى بمحاولة الظهور بالشكل المعتدل، وأنه لا وجود لضغينة بين البلدين يفاجئنا البرلمان الإيرانى وآية الله خامنئى ووزير الدفاع الإيرانى حسين دهقان بمهاجمة أمريكا من جديد، وكأن الإيرانيين يمارسون سياسة شد الحبل مع الأمريكان. خامنئى «بيشتغل» أوباما ب«اتفاق مضروب» فى تقرير لافت للنظر وتحت عنوان «خامنئى يشتغل أوباما» تقول مجلة «فرنت بيج ماجزين» الأمريكية إنه من المثير للشفقة أن ترى المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله على خامنئى، وهو يلعب علنا بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، ويستغله هو وإدارته، حيث إن خامنئى قام بصرف قدر كبير من رأس المال السياسى على المحادثات النووية التى لا يعترف أوباما بفشلها حتى الآن، وبدلا من الاعتراف بالهزيمة فى توقيع اتفاق واهٍ، لا قيمة له مع الجمهورية الإسلامية فى عملية متسرعة، ملقيا العديد من التنازلات، من أجل إخفاء فشله باعتباره إنجازا دبلوماسيا تاريخيا. خامنئى يدرك جيدا يأس أوباما فى أن يقوم باتفاق تاريخى قبل نهاية مدة ولايته الأخيرة، ولذلك هو يتلاعب به، ولن يتركه حتى يستفيد أكثر من أجل الحصول على العديد من المزايا، والجزء المثير للاهتمام هو حصول الإيرانيين على تنازلات من الغرب والولاياتالمتحدة عديدة ليس لها صلة بالبرنامج النووى، مثل رفع الحظر المفروض على الأسلحة، ورفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، ورفع العقوبات ضد القادة العسكريين.. إلخ. وسوف يستمر آية الله فى التلاعب واستغلال الولاياتالمتحدة من خلال الاستفادة من ضعف إدارة أوباما، ويتبع سياسة «شد وارخى»، فحين يعلن أنه لا يوافق على الاتفاق النووى، فهو يريد فى الحقيقة تنازلات أكبر، وخامنئى يعلم أن أوباما فى وضع الاستسلام، والرئيس أوباما ليس لديه خيار سوى مواصلة العطاء لمطالب المرشد الأعلى، فى حين تعمد عدم معالجة المشاكل الحقيقية قبل مغادرته البيت الأبيض، تاركا المسألة للرئيس الأمريكى القادم، ولحين وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض فسيواصل خامنئى حلب أوباما عن طريق الحصول على المزيد من التنازلات، حتى بعد أن تم التصديق على الاتفاق النووى. «الموت لأمريكا» الشعار الرسمى للبرلمان الإيرانى وفى خطوة مثيرة للجدل وبعد أن صرح روحانى الشهر الماضى بأن شعار «الموت لأمريكا» لا يعنى ذلك بشكل مباشر، وأنهم مستعدون للتخلى عنه، قام البرلمان الإيرانى أمس الأول بإقراره شعارا وطنيا رسميا للجمهورية الإسلامية بعد موافقة 192 عضوا من أصل 290. إعلان البرلمان يأتى قبل يومين من ذكرى استيلاء الطلاب المتطرفين فى إيران على السفارة الأمريكية فى 1979 الذى أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكان روحانى يحاول بيع «النشيد» للمجتمع الدولى على أنه تعبير عن الإحباط الشرعى للشعب الإيرانى، فروحانى يعرف كيف يضغط على الأزرار الصحيحة للحصول على مزيد من دعم المثقفين الغربيين، وتباهى خامنئى فى خطابه أمس الأول بأن السياسة الخارجية الإيرانية صلبة كالصخر ولا يمكن اختراقها، فهى ضد طبيعة الاختراق، خصوصا من الولاياتالمتحدة. ولكن حقيقة شعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام» ما هو إلا شعار مخادع فى حقيقته وتطبيقاته ووسائله، فهو من سياسات الخداع التى اعتمدتها إيران للتسلل إلى العقول من خلال تأجيج المشاعر، واستغلال حالة الشعور بالانكسار والهزيمة التى يعانى منها الضمير الإسلامى فى الوقت الحالى فى ظل التدخلات الأمريكية والصهيونية فى قلب الوطن العربى. التلاعب الظاهرى بالألفاظ هو حرفة إيران، فهى تحاول إخفاء ما تقوم به فى الخفاء، وعدم قدرتها على شن حرب على الأمريكان الموجودين على حدودهم فى أفغانستان، تلك العلاقات الخفية بين طهرانوواشنطن هى ما مكنتهم من بيع العراق وتسليمه لحكومة عميلة لكليهما، وهى ما جعلت العراق فى أيدى إيرانوواشنطن وأصبح فى يد حكومة عميلة للأمريكيين، وهى ما جعلت أيضا آية الله السيد السيستانى علامة إيران المنتدب فى العراق يفتى بتحريم قتال الأمريكيين أثناء غزو العراق وأثناء وجودهم الآن فى البلاد، وهى ما جعلت أيضا أن تقوم إيران وإسرائيل ببناء قواعد عسكرية جنبا إلى جنب فى جزر دهلك فى إريتريا، وهى ما جعلت الحوثيين فى اليمن لمهاجمة أهالى بلدهم والمنطقة، وليس مهاجمة الجنود الأمريكيين المتمركزين فى المياه الإقليمية هناك. «دهقان» يهدد «كارتر»: «يا النووى يا بلاش» وفى رسالة ظاهرية جديدة من الجمهورية الإسلامية للعم سام قام وزير الدفاع الإيرانى الجنرال حسين دهقان بتهديد شخصى لوزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر ونظيره الإسرائيلى موشيه يعلون، بعد الصفقات التى تمت بين الجانبين الأسبوع الماضى، حيث قال إنه من الأفضل أن يكتب الاثنان مذكراتهما من الآن، وذلك أيضا ردا على تصريحات كارتر التى قال فيها إن إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا ما انتهكت الاتفاق النووى، أو الخطة الشاملة للعمل المشترك، وإنه بناء على تعليمات من الرئيس أوباما سيبقى الخيار العسكرى قائما. رد دهقان محذرا كارتر «افعل إذا كانت لديك فرصة للقيام بذلك فى المستقبل»، مضيفا أن إيران ليست مثل فلسطينوالعراقوسوريا ولبنان حتى تقدر عليها أمريكا.