انعقدت في بيروت وبدعوة من المعهد العربي لحقوق الإنسان، ومنظمة أبعاد، ومنتدى آمنة فرع لبنان، في الفترة الواقعة ما بين 27و29 أكتوبر 2015 الندوة الإقليمية الأولى حول التزويج المبكر للفتيات في ظل الانتقال الديمقراطي والنزاعات المسلحة، بحضور ممثلات عن منظمات نسوية عربية وناشطات وناشطين حقوقيين من كل من لبنان، الأردن، فلسطين، المغرب، تونس، السودان، البحرين، المملكة العربية السعودية، سوريا، ليبيا، اليمن، ومصر، والعراق. حيث تم مناقشت الأبعاد الحقوقية لمسألة تزويج الطفلات، كما وردت في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، والقوانين الخاصة بالزواج والمعمول بها في البلدان العربية المختلفة وأثرها على انتشار ظاهرة تزويج الطفلات، إضافة إلى الأبعاد الأمنية والحمائية أثناء النزاعات المسلحّة وخلال وضعيات اللجوء، وكذلك الأبعاد الاقتصادية المساهمة في إزدياد ظاهرة تزويج الطفلات والإتجار بهن، إضافة إلى نقاش كلفة ونتائج تزويج الطفلات مع التركيز على الضرر النفسي والاجتماعي وعلى الصحة بشكل عام والصحة الإنجابية بشكل خاص. وتناول المشاركون والمشاركات بنقاش مستفيض أوضاع النازحات واللاجئات السوريات في البلدان العربية، وأوضاع النساء العراقيات ولا سيما الفتيات والنساء الإزيديات وكذلك أوضاع النساء اليمنيات، والفلسطينيات، والليبيات، وكافة الطفلات العربيات وما لحقهن من أذى وتزويج كنتيجة لتفاقم الأوضاع السياسية والأمنية الناتجة عن النزاعات المسلحة، والتي وجدت الأرضية الخصبة كنتيجة للعديد من العوامل وهي:- تغلغل العقلية الذكورية الأبوية في المجتمعات العربية التي تكرّس الدونية والتمييز المبني على النوع الاجتماعي. الموروث الثقافي الذي ما زال يتعامل مع النساء والفتيات كمواطنات من الدرجة الثانية. قوانين الأسرة والأحوال الشخصية المعمول بها في البلدان العربية والتي ما زالت تعتمد على الاجتهادات الذكورية وتشرّع تزويج الطفلات. الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة والتي تدفع ثمنها النساء والطفلات بشكل خاص، والتي تفاقمت كنتيجة لانتشار النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية واستمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية. عدم التزام الدول العربية بالمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تمّت المصادقة عليها في ظل غياب آليات المساءلة من قبل المجتمع الدولي.