عاد أبو العلا عبدربه، أحد قادة الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في فترة الثمانينيات والهارب في السودان بعد ثورة 30 يونيو، إلى الظهور مرة أخرى من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد فترة غياب طويلة اختفى فيها عن المشهد، حيث طرح مبادرة جديدة قدمها لجماعته "الجماعة الإسلامية"، ومعها جماعة الإخوان، وباقي تيار الإسلام السياسي المؤيد للمعزول محمد مرسي، يطالبهم فيها بتوحيد الصفوف، وتكوين كيان جديد بجمع كل التيار، ويحوله من جماعات متشرذمة ضعيفة إلى كيان واحد قوي يستطيع مواجهة التحديات التي يواجهها الآن، وتمهد بسقوط إلى الأبد. ووجه عبدربه رسالة خاصة للجماعة الإسلامية ولجماعة الإخوان، طالبهم فيها بنسيان خلافاتهم السابقة والحالية، والعمل على التوحد كونهما أكبر جماعتين في تيار الإسلام السياسي للبدء في حرب ضروس على الدولة المصري لإسقاطها ومن ثم إعادة السلطة فيها لمن وصفهم ب "الإسلاميين"، وقال: "ليتنا نغير على إسلامنا كما نغير على مسمياتنا؛ الدين يهان، ومازلنا نتحدث بلغة أنا وأنت، تيارك وتياري، جماعتك وجماعتي؛ متى نعتصم؟، استجيبوا لربكم، ألم يأمركم بالتوحد بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )؟، ألم ينهاكم عن التشرذم في قوله: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، إلى متى سنظل متشرذمين؟ فمن أجل ذلك هنا على أعدائنا؟". في سياق متصل، يعيش عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب إلى الخارج، دور الوسيط والمصلح الاجتماعي عقب الحرب التي شنت على قيادات الجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم، للحد من نشوب المزيد من الصراعات بين أقطاب التيارات الإسلامية والجماعة الإسلامية، حيث وصف عبدالماجد العلاقة بين الجماعة الإسلامية وأهم مؤسسيها ناجح إبراهيم بأنه خليط عجيب يستحيل وصفه بكلمات أو عبارات. ويستجدي عبدالماجد عبر بيان له عطف الجميع للالتفاف حول قادة الجماعة الإسلامية، حيث أكد أن ناجح إبراهيم وإن سار عكس الاتجاه الذي سارت عليه الجماعة الإسلامية الذي عاش عمره يؤسس له، ويمضي فيه ويمهده للسائرين، ويأخذ بأيديهم إليه، وإنما بعلاقته القلبية التي كان يتبادلها مع الآخرين وحسن معاملته للجميع وتواضعه، والمهندس كرم زهدي الذي تعد علاقته ممزوجة بين الرفق والإحسان والرحمة، مشيرًا إلى أنه الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يحسم، رغم الابتعاد التنظيمي الذي حدث منذ أكثر من أربعة أعوام حيث مضى كل منهما في طريق وحلقا مبتعدين بسرعة كبيرة. وطالب عبدالماجد من الجميع أن يلتمس العذر للجماعة الإسلامية في أمر ناجح إبراهيم، وكرم زهدي، لأن هذين القياديين المؤسسين للكيان الذي ساهما بقوة في تأسيسه.