أعلنت الجماعة الإسلامية، اليوم، خوضها الانتخابات البرلمانية المقبلة في بعض محافظات الصعيد، بعيدا عن حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة، على نظام الفردي وإحدى القوائم الفردية، دون استخدام اسم الحزب في التقدم بأوراق المرشحين أو الدعاية. وقالت مصادر إن الجماعة الإسلامية دفعت بعدد من أفرادها في محافظات "المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا"، تمكنهم من النجاح والفوز في الانتخابات البرلمانية، مضيفة أن خوض الانتخابات جاء بناء على رغبة عدد من كوادر الجماعة الإسلامية، وبعض محاميها ومستشاريها القانونيين، الذين أكدوا عدم وجود مشكلة قانونية في خوض الانتخابات، لا سيما للأفراد الذين لم يتورطوا في أعمال عنف أو أعمال سياسية، إضافة إلى رغبة الجماعة الإسلامية في نجاح بعض مرشحيها، لتوضيح التزامها العمل السياسي دون اللجوء للعنف، أو العمل ضد الدولة. وأشارت المصادر إلى أن المرشحين الذي سيتقدمون لخوض الانتخابات البرلمانية يتمتعون بدعم قبلي قوي في الصعيد من عائلاتهم، ولهم علاقات جيدة بباقي العائلات، وفرص فوزهم كبيرة، وأن مرشحي الجماعة الإسلامية لن يعلن أو يُخفى أنهم من الجماعة الإسلامية. وقال عبود الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية عبر بيان له، إن الأحزاب الإسلامية بحاجة إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، رافضا إعلان بعض الأحزاب الإسلامية مقاطعة الانتخابات البرلمانية.. وأضاف الزمر: "إن الكيان الإسلامي الذي يقرر عدم المشاركة في البرلمان القادم ينبغي عليه أن تكون له رؤية بديلة للإصلاح، فمتى انعدمت لزمه المشاركة لتقليل الشر ما أمكن، ولا أتصور وجود قائد محنك عركته التجارب ثم لا أراه يسعى لتقليل كتلة معارضيه، بل وإلى إيجاد رؤية مستقبلية توافقية لتوحيد الجهود ما أمكنه ذلك".. من جانبه قال ربيع شلبي، القيادي بجبهة إصلاح الإسلامية، إن الجماعة رفضت ضغوطا كثيرة من القيادات الخارجية بإعلان مقاطعة الانتخابات البرلمانية، مع زيادة الصوت المطالب بالمشاركة داخل الجماعة.. وأضاف شلبي: "سادت بين كوادر الجماعة في الصعيد حالة من الغضب بعد أن أعلن الدكتور أحمد الإسكندراني، القائم بأعمال رئيس الحزب خلفا للدكتور طارق الزمر، رئيس الحزب الهارب في الخارج، منذ شهرين، عن عدم مشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية، دون استشارة أحد في ذلك، وبناء على تعليمات من طارق الزمر"، مؤكدا أن أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعدد كبير من القيادات رفضوا ضغوطا من قيادات الجماعة في الخارج لإعلان الجماعة الإسلامية عدم خوض الانتخابات البرلمانية".. وأشار شلبي إلى أن هناك عددًا غير قليل من أبناء الجماعة الإسلامية، معروفين بانتمائهم لها وهم على استعداد لخوض الانتخابات البرلمانية، دون إخفاء هويتهم لأنهم ليس لديهم مكر الإخوان، حسب وصفه. وقال أحمد صبح القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، إن "حافظ" رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، يختلف عن طارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، لأنه أقرب فكريا ومنهجيا إلى التيار الإصلاحي في الجماعة الإسلامية، الذي يتزعمه كرم زهدي وناجح إبراهيم، القيادات التاريخية للجماعة، مؤكدا أن دخول الانتخابات خطوة صحيحة من الجماعة الإسلامية للتخلص من الإخوان الذين ورطوهم في مستنقع العنف ضد الدولة، ولن ينقذهم منه إلا العودة لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة في 1997، وخوضهم الانتخابات البرلمانية، والرجوع إلى حضن الدولة، وعلى الدولة أن تمد يدها إلى الجماعة الإسلامية بطريقتها.. يجب على رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن يعلن عن موقفه صراحة من دخول الانتخابات البرلمانية، وتوضيح أن ما فعله القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية من إعلانه عدم مشاركة الحزب في الانتخابات هو أمر استباقي، جاء بناء على أوامر من طارق الزمر، الذي كلف "الإسكندراني" بالعمل كقائم بأعماله، مؤكدا أن الجماعة الإسلامية الفاعل الحقيقي على الأرض، وليس الحزب.