غدًا.. دينية النواب تستكمل مناقشات قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية    خوفا من الإلحاد.. ندوة حول «البناء الفكري وتصحيح المفاهيم» بحضور قيادات القليوبية    وزارة التخطيط: 13.8 مليار يورو استثمارات البنك الأوروبي في مصر (إنفوجراف)    زراعة الشيوخ توصي بسرعة تعديل قانون التعاونيات الزراعية    قوات الاحتلال تشن غارة جوية على منطقة البقاع في لبنان    سفير العراق يشيد بدور مصر فى دعم العراق.. ويؤكد: نسعى لبناء عاصمة إدارية    محمود عاشور وحسام عزب حكما تقنية الفيديو لمباراة غانا والسنغال    الرئيس عبد الفتاح السيسي يصل مقر بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم 25 بالعاصمة الإدارية "بث مباشر"    عاد من الاعتزال ليصنع المعجزات.. كيف انتشل رانييري روما من الهبوط؟    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 7 سنوات ل 3 متهمين تسببوا في وفاة شخص بحقنة برد في المقطم    تصل ل 40.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة غدًا وخلال الأيام المقبلة في مصر    الإعدام للمتهم بقتل والدته خنقا بالقليوبية    محمد محمود.. طفل الشاشة العجوز!    ابرزهم هند عاكف وهالة سرحان.. نجوم الفن يساندون كارول سماحة في عزاء وليد مصطفى    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    صحة الشرقية: جميعة يتفقد وحدة عوض الله حجازي بالزقازيق    محافظ سوهاج يفتتح المبنى البديل لمستشفى المراغة المركزي لحين الانتهاء من المستشفى الجديد    «لسنا على مستوى المنافسة».. تعليق مثير من لاعب إنتر ميامي قبل مواجهة الأهلي    يديعوت أحرونوت: 4 مليار دولار تكلفة توسيع إسرائيل للحرب في غزة    محافظ السويس يشهد ندوة وجعل بينكم مودة ورحمة لتوعية الشباب بأسس تكوين الأسرة    يونيسيف: قطاع غزة ينهار والأطفال والنساء يموتون جوعا    "الرعاية الصحية" تنظّم فعالية عن الوقاية من الجلطات الوريدية في مرضى الأورام    عقب زيارة «زيلينسكي».. التشيك تعلن دعم أوكرانيا بالذخيرة والتدريبات العسكرية    وفاة نجم "طيور الظلام" الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    لاوتارو يعود للتدريبات قبل موقعة برشلونة وإنزاجي يترقب حالته النهائية    «جبران»: تصديق الرئيس السيسي على قانون العمل في عيد العمال قرار تاريخي    وزير العمل: وقعنا اتفاقية ب10 ملايين جنيه لتدريب وتأهيل العمال    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    أيرلندا تحذر من توسيع إسرائيل حربها على غزة: ما يتعرض له الفلسطينيون مقزز وعديم الرحمة    محافظ المنوفية: تعزيز منظومة إنتاجية القطن والارتقاء به    مصر تحصد 62 ميدالية بالبطولة الأفريقية للمصارعة بالمغرب وتتصدر كؤوس المركز الأول    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم 5 مايو    جانتس: التأخير في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر يضر بأمن الدولة    حزب المؤتمر يدعو لتشريعات داعمة للتعليم الفني وربط حقيقي بسوق العمل    ما حكم نسيان البسملة في قراءة الفاتحة أثناء الصلاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    وضع السم في الكشري.. إحالة متهم بقتل سائق وسرقته في الإسكندرية للمفتي    محافظ كفرالشيخ: استمرار فعاليات اليوم التاسع من دورة الICDL بمركز استدامة بمشاركة 18 متدربا من الخريجين    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    وزير التعليم العالي يُكرّم سامح حسين: الفن الهادف يصنع جيلًا واعيًا    «اللعيبة كانت في السجن».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على كولر    انهار عليهما سور جنينة.. الصور الأولى من موقع مصرع شقيقتين في قنا    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    «غير متزن».. وكيل «اتصالات النواب» تعلن رفضها صيغة مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



- الشاعر سيد حجاب ل "البوابة نيوز": السيسي أثبت أنه وطني.. وسكن قلوب المصريين


- الدساتير التي عرفناها قبل الثورة ولدت ميتة
- اختياري في لجنة الخمسين لم يكن مكافأة على اعتصامي أمام وزارة الثقافة
- الكلام عن المصالحة قبل العدالة الاجتماعية محاولة “,”خايبة“,” للالتفاف على الثورة
- أقول للإخوان: لقد نفد رصيدكم
- متفائل بعودة الحركة الثقافية للريادة من جديد
- إذا ترشح السيسي سأمنحه صوتي
- الاتجاه العام للجنة الخمسين منح حداً أقصي للحريات
- 75 % نسبة التوافق بين لجان الخمسين على الدستور.. وأتمنى بقاء النسبة في الاستفتاء العام
- دستور 2012 معاد للثورة وولد ميتاً.. وسقط تحت أحذية المصريين
- بعض ممثلي “,” ا لخمسين“,” لديهم فكر معاد للمدنية ويهددون الهوية المصرية
- المادة 219 كارثية.. وتمهد لأن يحكمنا ماليزي وقد ألغيت من مسودة الدستور الجديدة
- تقليص صلاحيات الرئيس ستمنع وصول أي مستبد للسلطة
“,” “,”
الشاعر الكبير سيد حجاب، أحد المثقفين الأعضاء في لجنة الخمسين لتعديل الدستور، والذي يرى أن وجوده بها لم يكن مكافأة له على اعتصامه أمام وزارة الثقافة، مع المثقفين والمبدعين الذين اعتصموا مطالبين برحيل الوزير الإخواني علاء عبدالعزيز، كما أشار إلى أن حصوله على جائزة الدولة يدعو للتفاؤل بعودة الحركة الثقافية للريادة مرة أخرى، رافضاً المصالحة مع الإخوان قبل تحقيق العدالة الاجتماعية، وموجها رسالة لهم، قائلا: لقد نفد رصيدكم لدى الشعب بما ترتكبونه من تعطيل للحياة والفوضى التي تثيرونها، مؤكداً أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي أثبت أنه وطني، سكن قلوب هذا الشعب، محذرا المصريين من صناعة الفراعين، وأشار إلى أنه لو رشح السيسي نفسه للرئاسة سيمنحه صوته.
حول هذا وغيره من موضوعات الساعة كان ل “,”البوابة نيوز“,” هذا الحوار مع الشاعر الكبير...
“,” “,”
• ما تقييمك لأداء لجنة الخمسين وأنت عضو فيها ؟
أظن أن الاتجاه العام للجنة هو منح أقصى حد للحريات، إذا كان هناك حد خاص للحريات بالنسبة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، هناك حرص شديد جدا على الانفتاح عل ى شبكة حقوق الإنسان الدولية، هذا أولاً، ثانياً، هناك حرص شديد جدا على الحريات الشخصية، ولقد فصلنا بين المادة المتعلقة بالبحث العلمي مع حرية الإبداع، وجعلنا لكل منهما مادة منفصلة، وأضفنا حقا هاما هو حق الثقافة، وكفالة أن تصل تلك الحقوق إلى المواطن المصري في منطقته الجغرافية، وأظن بشكل عام أن هناك ميلا عاما لتوسيع الحريات قدر الطاقة والإمكان.
• هل تشعر أن التعديلات التي سوف يتم إدخالها في الديباجة ستعيد روح الدستور الذى شوهه الإخوان ؟
الديباجة تمثل الفلسفة التي ينبني عليها الدستور، وعادة ما تكون الديباجة نظرة بانورامية، تعني ماذا يعني هذا الوطن؟، من هو شعبه؟، وما هو واقعهم؟، وما حدث لدينا، أنه منذ تكوين مجلس شورى النواب، عرفنا عشرات الدساتير وأشباه الدساتير، وكلها ولدت ميتة، أو عاشت قليلاً جداً، بينما المفترض أن تعيش الدساتير عقوداً وأجيالاً وربما قرونا طويلة.
• وما سبب موت تلك الدساتير بهذه السرعة ؟
“,” “,”
باختصار، لأنها لم تعبر عن مواقف مجتمعية، بل عن إرادة حاكم أو طبقة، فضلاً عن أنها لم تحسن قراءة الواقع المجتمعي، وكانت تستند فقط على الواقع السياسي، وبالتالي لم تكن تحسن قراءة الواقع ولا حركته، ولا الاتجاه العام، وكل ما مضى من دساتير كان لا يعبر عن توافق مجتمعي، ولكنه لأول مرة الآن يتاح للشعب المصري أن يكتب دستورا، عبر ممثلين منتقين أو مختارين أو معينين، ولكن من الواضح أنه برغم ضيق تمثيلهم لكل الفئات الاجتماعية بشكل كافٍ، وبرغم أن اللجنة تكونت في إطار نوع من المواءمة بين القوى السياسية والمجتمعية، فأعطت للأحزاب أكثر من حجمها، ومنحت لبعض فئات المجتمع أقل من وزنها النسبي، مثل المرأة والشباب والأقباط، وبرغم هذا فالاتجاه العام للجنة أنهم من المؤمنين بهذه الثورة، ومن المنحازين لهذا الشعب، ومن الحالمين بوطن أكثر حقاً ونوراً، رغم أنه يمكن أن يكون هناك بعض المنتمين للماضي في لجنة الخمسين.
“,” “,”
• تقصد حزب النور وبعض ممثلي تيار الإسلام السياسي؟
نعم، ولكنهم على كل الأحوال قلة لا تؤثر على التصويت، وأتصور أن يتم التوافق داخل اللجان بنسبة 75% على الأقل، ونرجو أن تتوافر تلك النسبة في الاستفتاء، وأظن بهذه التوليفة يمكن أن نصل إلى دستور نستحقه بعد الثورة، وتستحقه مصر، ويكون “,”قدنا وشبهنا“,” .
• في بداية عمل اللجنة، كانت هناك تصريحات لرئيسها عمرو موسى، تؤكد أنه سيتم وضع دستور جديد، ثم تراجع عنها وقال تعديل دستوري.. ما سبب التراجع، وما حقيقة الدستور الجديد من عدمه؟
الحقيقة إن تعديل الإعلان الدستوري يثير التباساً شديداً جداً عند الناس، لكن أتصور أن هذا الالتباس شكلي، وحقيقة الأمر أنه إذا كان تعديلا، فيمكن أن يصل ل 99,9، ويبقى الواحد من عشرة بالمئة، ومن الممكن جداً أن تعدل أكثر أو أقل من هذه المواد، فعلى كل حال، الدستور الذي سيعرض للاستفتاء العام سوف يكون نصاً دستوريا جديدا بديباجة مختلفة .
• ولكن محمد سلماوي، قال إن تعديل الدستور بشكل كامل سوف يفقده الروح.. هل تتفق معه في ذلك؟
“,” “,”
دستور 2012 دستور بلا روح، بلا طعم، بلا لون، ولا مذاق له ولا يليق بمصر، ويدعي أنه دستور للثورة، وهو دستور معاد لها وللعدالة الوطنية، ومعاد للهوية التي هددها في المادة 219، فلا أحد يقول لي إن هذا الدستور له روح ما، هذا الدستور فاقد الروح، و“,”مولود ميت“,”، ومع أول معترك جماهيري سقط تحت أحذية المصريين، نحن سوف نكون أمام نص دستوري جديد، سمِّه مُعدَّلاً، سمِّه دستوراً جديداً، ولكنه في كل الأحوال سيكون نصا مختلفا روحا وشكلا عن الدستور الساقط .
“,” “,”
• ولكن بسام الزرقا خرج من لجنة تعديل الدستور، وتم استبداله بشخصين، أساسي واحتياطي، هل تعتقد أنهم سوف يقودون حملة جديدة لتعطيل عملكم؟
هذه مسألة شكلية، ولا يمكن أن ننتبه إلى تفاصيل صغيرة حسمها حزب وحسمتها السياسة.
• هل هناك بعض الشخصيات الممثلة داخل اللجان تمثل إشكالية لعملكم؟
“,” “,”
لاحظي أن كلمة توافق مجتمعي لا تعني إجماعا، أو اتفاقا كاملا، أو تطابقا في النظرة، والإشكاليات صغيرة جداً، وما أعرف أنه حصل في لجنة مقومات الدولة، هو الحوار حول فكرة المدنية، وأظن أنه قد حدث توافق على نص يرضي جميع الأطراف، ولكن بعض الشخصيات الممثلة داخل لجان الخمسين لا ترحب بفكرة الدولة المدنية، لأنها تهدد فاشيتهم؟، بصرف النظر عن المعترضين عليها، يجب علينا جمعيا أن نعرف أنه لمن الضرورة أن تكون هناك دولة مدنية، ما لم يكن هناك مرشد أعلى للنظام، أو مرشد عام يحكم من وراء الستار، ويجب النظر إلى أن الدساتير الحديثة كلها مدنية، لا تؤسس لا لفاشية عسكرية، ولا لفاشية دينية.
“,”((img8))“,”
• ولكن لغم المادة 219 الذي وضعه برهامي، ويتعارض مع مدنية الدولة، أثار لغطاً كبيراً في الشارع المصر،ي حول حقيقة وجودها أو عدم تضمنها في المسودة التي تعدلونها، الشارع يريد توضيحا؟
لجنة العشرة حذفت هذه المادة من التداول في التعديلات التي أجرتها .
• وهل تعتقد أن ممثلي تيار الإسلام السياسي سوف يصمتون على إلغائها، وهي تضمن لهم وجودا سياسيا وأرضية قوية يقفون عليها؟
كثير من هؤلاء ينتمون إلى فكر معاد للدولة المدنية، ويرفضون تحية العلم أو الوقوف للسلام الجمهوري، وهؤلاء الذين يحرصون على تهديد الهوية المصرية ويصرون على بقاء المادة 219، ولكنهم انهزموا في ثورة 30 يونيو، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب يرفض ممارساتهم في الاتجار بالدين، وإقحامه في السياسة .
• هل تعتقد أن مادة 219 تنحصر مخاطرها فقط في تعارضها مع الدولة المدنية؟
هذه المادة كارثية، فهي لا تتعارض مع الدولة المدنية فقط، ولكنها كانت تؤسس لدولة سنية، وكانت لغماً موضوعا في هذا الدستور، من أجل انخراط مصر في تلك اللعبة الاستعمارية المرادة للمنطقة، حول الصراع السني الشيعي، وكانت تتيح بحكم الدستور أن يحكمنا ماليزي أو أي إسلامي سني من أية دولة مسلمة، كانت مادة شديدة الخطورة، وأظن أن الشعب أسقطها بدفاعه عن هويته الوطنية، وسيسقط أية فكرة حول تأسيس أحزاب على أساس ديني، أو الاتجار بالدين في السياسة.
• لو فرض عليكم نوع من الضغوط داخل لجنة الخمسين، أو تجاهلت مقترحاتكم ولم تدرجها في الدستور الجديد، هل ستتقدمون باستقالتكم منها؟
أظن أننا جميعا مطالبون في هذه المرحلة بالالتزام بخارطة المستقبل التي اتفق الشعب المصري عليها مع الدولة المصرية، وأظن أن تشكيل اللجنة في مجمله لن يؤدي لهذا الانسحاب، نحن حريصون على التوافق، وحريصون على إبداع دستور يليق بشعبنا وبثورتنا.
• تعرض تمثيل الفئات بلجنة الخمسين لانتقادات واسعة، لتجاهلها تمثيلا عادلا داخلها فيما يتعلق بالمرأة والأقباط.. ما هو دوركم لسد العجز في التمثيل؟
أظن أن الأزهر لا يمثل المسلمين، وإنما يمثل الأزهر، الذي هو مرجعتينا الروحية جميعا، ولكن كل المسلمين يمثلون الإسلام إلى جانب تمثيلهم للوطنية المصرية، كما أن كل المسيحيين الذين اختارتهم الكنيسة، أو اختارهم المجتمع، مثل الدكتور مجدي يعقوب، يمثلون المسيحيين قبل أن يمثلوا الحركة الوطنية، ليست هناك مشكلة، أو عجز كبير كما تقولين.
• كيف لا يوجد عجز والمرأة والأقباط تمثيلهما ضعيف، هذا إلى جانب الفلاحين أيضا؟
أرى أن الحل الأمثل لتعديل نقص بعض الفئات، هو التمييز النسبي، التمثيل المسيحي رغم كل شيء أقل مما ينبغي، وتمثيل المرأة أقل مما ينبغي، وتمثيل الشباب أقل مما ينبغي، بينما تمثيل القوى السياسية أكثر مما ينبغي بكثير.
• كان هناك اقتراح من الدكتور نجيب جبرائيل بتعويض غياب التمثيل العادل للمرأة والأقباط بالأخذ بنظام الكوته، وعرضه على لجنة الخمسين.. ما المستجدات في هذا الطلب؟
أظن أنه ليس لهذا مكان الآن في تشكيل اللجنة، أو أنه قد انقضى أوان التفكير فيه.
• لماذا ؟
لأن اللجنة انتهت، ونحن ملتزمون بوقت محدد، وملتزمون بخارطة تحدد مواقيت محددة لإنهاء العمل، ولكن أظن أنه ينبغي في قوانين ممارسة الحقوق السياسية القادمة، أن نمارس نوعا من التمييز النسبي أو الإيجابي لبعض فئات المجتمع، وينبغي أن نحرص على تمييز إيجابي للأقباط والشباب والمرآة خصوصا .
• هناك تخوفات من جانب القوى السياسية بعد مرحلة وضع الدستور، تتعلق بالتكهنات التي أثيرت حول عودة العسكر للحكم من جديد، خاصة بعد دفع بعض القوى الشعبية لترشيح السيسي، ألا تتخوف أن يذهب عملكم هباء؟
السيسي قد أثبت أنه وطني، يسكن قلوب هذا الشعب، وذلك بسبب استجابته للإرادة الشعبية، وتحقيقه للمصلحة الشعبية، ومسألة أن يترشح أو لا، فهو ينفي ذلك، وصناع الفراعين يدفعونه في هذا الاتجاه، الجماهير الشعبية تتمني هذا، وعلينا أن نحدد صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور، وطريقه انتخابه، حتى نضمن ألا يصل مستبد جديد إلى السلطة، بعيدا عن خلفيته الاجتماعية والعملية.
• ما هي الضمانة لمنع ذلك ؟
الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية يجب أن تقطع الطريق على أي استبداد أو فساد قادم، أما ما يتعلق برئاسة عسكري لجمهورية ما، هذا لا يعني أن هذا الحكم صار حكما عسكريا، فقد عرفت الأمم في زماننا قادة عسكريين كانوا من أحسن رؤساء الجمهورية في زمان مضى، كان هناك أيزنهاور في أمريكا، وشارل ديجول في فرنسا، المسألة هي أنه ينبغي أن تتضح في الدستور حدود صلاحيات الرئيس، ومن له الحق في الترشح، والحقيقة أنا مع السيسي في ألا يترشح.
• تتمنى ألا يترشح، ولكن لو افترضنا ترشحه.. هل ستؤيده؟
لو كان من حقه الترشح حسب الدستور، فأنا سأكون سعيدا أن أمنحه صوتي.
• وما هي ضمانتك لالتزام العسكر بتحقيق الديمقراطية، لو ترشحت شخصيات منهم في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
الضمانة هي مراقبة الشعب للعملية السياسية، وقد أثبت الشعب أنه قادر على أي استبداد، فقد أسقط حكمين استبداديين خلال عامين فقط.
• البعض يقولون إن شعبية السيسي جعلت المعارضة تعيش أضعف فتراتها، وهو ما قد يمثل ضغط اً شعبياً للدفع به للترشح لمواجهة تدني شعبية رموز المعارضة؟
أظن أن اللافت للنظر في 30 يونيو، أن الجماهير الكاسحة سبقت كل النخب، بما فيها النخب التقدمية والقومية والوطنية، الجماهير هي التي سبقت الجميع، وهي التي أجبرت السيسي على الانضمام إليها، والجماهير تظل دائما هي الحكم .
• كنت من أبرز المثقفين الذين شاركوا في اعتصام وزارة الثقافة، الذي كان بروفة لثورة 30يونيو، هل تعتقد أن عضويتك بلجنة الخمسين جاءت مكافأة على هذا الدور؟
لا أنسب إلى نفسي هذا الدور، من صنع هذا الصمود هم شباب الثورة، واستطاعت تلك المجموعة التي كانت تمثل جوهر تلك الحركة، اجتذاب بعض الرموز الأدبية من الكبار سنا، وقد كان جميلا أن هذا الاعتصام كان بمثابة نوع من العصيان المدني الذي أعلنه المثقفون، في مواجهة وزير ثقافة ينتمي إلى جماعة ضد الصحافة والقضاء، وكل ما يمثله المجتمع المدني الحديث من معانٍ، وبالنسبة لي شخصيا، كان جميلا أن يرشحني المجلس الأعلى لجائزة الدولة التقديرية، ثم يوقفها الوزير الإخواني، ثم يعيدها المثقفون ثانية بعد 30 يونيو، هذا يعني بالنسبة لي أن للمثقفين دورا هاما في إدارة السياسية الثقافية في الزمن القادم .
• متفائل بأن تعود الحركة الثقافية من جديد لدورها الريادي؟
متفائل جدا، ومنذ ثورة 25 يناير وفدت إلى الساحة نخب ثقافية جديدة، وطردت بعض رموز النخب القديمة من ميادين الثورة، وعندما حدثت ثورة 25 يناير أعلن عن ثورة ثقافية موازية، أسقطت منظومة قيم كانت ترى في الخيانة الوطنية مجرد وجهة نظر، أرست تلك الثورة قيماً جديدة، متمثلة في السلمية والوحدة الوطنية، وأظن أن العامين الماضيين قد فتحت فيهما مدرسة كبرى لتعلم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، لقد صار الشعب بجملته مسيسا، وعلى النخب القديمة أن تتعلم من الجماهير التي سبقتها، وإلا سيفوتها قطار الثورة والمستقبل، على من ينتمي إلى الفكر الشاب من النخب القديمة أن يلتحق بركب الجماهير، وأن يؤسس لثقافة جديدة تختمر فيها الثورة.
• شاهدنا هجوماً من بعض المثقفين على ثورة 25 يناير، ووصفها البعض بأنها مؤامرة شارك فيها الإخوان.. بما تفسر هذه الردة من وجهة نظرك؟
في مثل هذا القول تجنٍّ كبير، وعدم فهم للجماهير المصرية، وهذا اتهام للشعب أنه انخرط في مؤامرة دبرها الاستعمار، وشاركته فيها قوى الثورة، بينما حقيقة الأمر أن هذه الثورة أربكت كل حسابات الثورة المضادة، التي كانت تؤسس لديكتاتورية فاشية عسكرية، وأتت ثورة 30 يونيو بمبادرة شبابية، ولعبت قوى الثورة المضادة دورا إجراميا في تحطيم فكرة الثورة، وحاولت كسر اليد الواحدة بتفتيت الوحدة الوطنية، ضربوا الشعب بالجيش والجيش بالشرطة والأقباط بالمسلمين، كما ضربوا أيضا فكرة سلمية الثورة بالتصدي الشرس لشبابها، مما دفعهم للتفكير في العنف، وجاءت ثورة 30 يونيو لتستعيد للثورة سلميتها، وعادت الجماهير لتصحح المسار، ولتستكمل ما بدأته في 25 يناير بنفس الأهداف، ربما زاد عليها في 30 يونيو هذه الرغبة الجارفة في استرداد الإرادة المستقلة للشعب المصري .
• طرح في الفترة الأخيرة توجيه للشارع السياسي نحو فكرة العدالة الانتقالية.. ما موقفك منها في وقت يسيل فيه الدم، ولم تصمت فيه طلقات الرصاص؟
كل الكلام عن المصالحة قبل العدالة الانتقالية، هو محاولة خائبة للالتفاف على هذه الثورة، ما حدث أن الفكر الاستبدادي الذي يتاجر بالدين قد سقط وسقطت رموزه، بعدما أجرم قادته في حق الشعب والوطن، مطلوب الآن، أولا وقبل كل شيء، وقف إنشاء أحزاب على أساس ديني، ومطلوب أن يخضع كل هؤلاء للإرادة الشعبية، وأن يقبلوا على مائدة المصالحة بشروط الشعب لا بشروطهم، وشرط الشعب أن يقدم كل من أجرم في حقه للمحاكمة، وأن تعترف القيادات الوسطى على من دفعهم للإجرام، وعلى أن يقبل المغرَّر بهم بشروط الجماعة الوطنية، وبالتسليم بأن مصر وطننا جميعا، وأننا جميعا سواء أمام القانون، ساعتها فقط يمكن لجم الغضب الشعبي الجارف، وعودتهم إلى صف المجتمع الواحد .
• كيف تقيِّم إصرار جماعة الإخوان على شل حركة القاهرة بالتظاهرات مع بداية العام الدراسي؟
الإخوان صاروا يؤججون الشعب المصري بأفعالهم تلك، وخسروا رصيدهم المفترض، هم يستمرون في الانتحار السياسي بعد سقوط استبدادهم، وحكمهم المعادي للوطنية المصرية، وللأمن القومي المصري، وللوطن الواحد .
• إذا عدنا للشعر، وتذكرنا البدايات الشعرية التي توجت بجائزة الدولة التقديرية، هل تشعر بالرضا بعد الحصول عليها؟
بالتأكيد شعرت بالفرح، وأنا مثل الصياد، رجل على باب الله، يخرج صباحاً باحثا عن الرزق، وعنده رضا غريب بما قسمه الله، لكن الرضا لا يقعده عن العمل، ولا يدفعه إلى التواكل، العمل في البحيرة شاق، وكذلك كتابة الشعر في جو عاصف، وأتذكر قول الشاعر فايس زاروف، “,”المسيح نفسه، ماذا يفعل بثلاث سمكات“,”، وبرغم شقاء حياته، مقبل على الحياة وعاشق لها، وأظن هذه سمات ابن البحر، لقد عشت حياتي صيادا يبحث عن القيم العليا في اتجاه الحق، الخير والجمال، وأعرف نفسي، إنني شاعر على باب الله والوطن والإنسانية، والله عندي هو الحق، والوطن عندي هو الخير العام الذي ينبغي أن نتقاسمه سويا بعدل، سواء كان هذا الوطن مصر، أو كوكب الأرض بكامله.
• كان صلاح جاهين أول من صرخ في وجه الشاعر فؤاد قاعود عند سماعه لأشعارك، وقال له “,”بقينا كتير يا فؤاد“,”، هل تشعر أن وجود المعلم أساسي لبروز الموهبة؟
فاقد الآباء لا ينضج، وكثيرون من الشعراء الحاليين يفقدون الآباء، والمثل الشعبي يقول “,”إن ما لكش كبير روح اشتري لك كبير“,”، لا أحد ابن نفسه، كلنا أبناء لآباء، وبقدر تعلمنا من آبائنا وقدرتنا على القراءة النقدية لهم ننضج فكريا، وتتكون شخصياتنا، لا أحد بغير معلم.
• يحسد الشعراء دائما على تجاوز الواقع، وكثيرون منهم أصيبوا باليأس، ولم يتجاوزوا.. هل مرت بك تلك اللحظات؟
لم أفقد الأمل مطلقا، حتى أنني كنت أبدوا واهماً لا حالما .
• ديوانك “,”قبل الطوفان الجاي“,” تنبأ بالثورة.. كيف استشرفت المستقبل من خلاله؟
عندما أصدرت ديواني “,”قبل الطوفان الجاي“,”، كنت أرى أحوال العالم في القرن 21، وأن العالم كله مقبل على مرحلة جديدة من عمر البشرية، وأن هذه المرحلة بنت عصر المعلوماتية، طليعتها الشباب، وستداهمنا في الشرق الأوسط، حيث بدأ هزيمة المشروع الاستعماري والرأسمالية المتوحشة، ومن خلال قراءتي المستمرة للواقع، نجحت في قراءته، حتي أن الكثيرين ظنوا أنني واهم، أخذني الوهم إلى بعيد، ثم أثبتت الأيام أنني كنت أرى أكثر مما يرون، لأنني تعلمت أن أكون تلميذا دائما للحياة، أتعلم منها بصدق، وأطلق لخيالي العنان.
• هل ما زال لديك من أحلام الفارس القديم لصلاح عبد الصبور؟
صلاح عبد الصبور صاحب تجربة شعرية شديدة التميز، وهو يشبه نفسه، ولا يشبه أحدا غيره، أتمنى أن أكون – أيضاً أشبهني أنا، وأزعم أنني هضمت ما تعلمت، وأخرجته بشكلي، وهو ما يشكل عالمي الإبداعي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.