لاتزال توابع الزلزال، الذى ضرب حزب «النور» السلفي، فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب، بعد خسارته الفادحة، مستمرًا، حيث أعلن يونس مخيون، رئيس الحزب، عن اجتماع عاجل للهيئة العليا للحزب، اليوم، لدراسة ما حققه الحزب فى المرحلة الأولى من الانتخابات، وسط أصوات كثيرة داخل الحزب تنادى بإعلان الانسحاب من المرحلة الثانية. وكان أول من نادى بذلك شعبان عبدالعليم، الأمين العام المساعد للحزب، والذى أبدى استياءه الشديد من المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الأولى، مثله مثل اللجان السلفية الإلكترونية، التى شنت هجومًا شرسًا على الانتخابات، روجت خلالها لمقولة «إنها لا تختلف عن انتخابات 2010 التى تم تزويرها لصالح الحزب الوطني». ليس هذا فحسب؛ بل قام السلفيون أيضا بوصف ما حدث على أنه «انتصار للكنيسة»، وسبيل لتمرير مشاريع القوانين الكنسية، وإخفاء الهوية الإسلامية للدولة، على حد تعبيرهم، متخذين من تصريح منسوب لسوزان ناشد، المرشحة الفائزة فى الانتخابات على قائمة «فى حب مصر»، قالت فيه إن المشروع الأول لها فى برنامجها الانتخابي، هو عمل قانون لترميم وبناء الكنائس. وانتشر أيضا على مواقع التواصل الاجتماعى الأشهر، «فيسبوك» و«تويتر»، مناشدات سلفية للانسحاب من الانتخابات، فى الاجتماع المزمع عقده اليوم، لكن مصادر سلفية من داخل حزب النور (طلبت عدم نشر اسمها)، كشفت ل«البوابة» تفاصيل هذا الاجتماع السلفى قبل أن يبدأ؛ حيث أكدت أن الاجتماع ما هو إلا «وسيلة للضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشمل تعييناته فى مجلس النواب عددًا من السلفيين». وفيما يحلم السلفيون بتعيين اثنين فقط من أبنائه، وهما: أشرف ثابت، ومحمد إبراهيم منصور؛ نفى المصدر السلفى ل«البوابة»، وجود أى نية لدى الحزب للانسحاب من الانتخابات، مشددًا على أنهم سيؤكدون استمرارهم فى المرحلة الثانية، تحت شعار «الحفاظ على الدولة»، وحتى لا تشمت جماعة الإخوان الإرهابية فيها. فى سياق متصل؛ فجر محمود عباس، القيادى السابق بحزب «النور»، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد ل«البوابة» إطاحة الحزب السلفى برئيسه الدكتور يونس مخيون، فى أقرب وقت ممكن، مرجحًا أن يكون هذا الأمر بعد انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات؛ موضحًا أن تلك الإطاحة ستكون من خلال إعلان «مخيون» نفسه الاستقالة للحفاظ على شكله أمام قواعد «النور». وكشف القيادى السابق بحزب «النور» أسماء المرشحين لخلافة «مخيون» فى رئاسة الحزب، واضعًا السيد خليفة، نائب رئيس الحزب السابق، على رأس المرشحين، ويليه فى دائرة الترشيحات الدكتور أشرف ثابت، نائب رئيس الحزب، وبسام الزرقا، نائب رئيس الحزب. من جانبه؛ قال مصطفى الشولحي، القيادى بحزب «النور»، إن خسارة الحزب فى الانتخابات البرلمانية كانت بسبب البيئة المحرضة، وحملات تشويه الحزب الممنهجة، والتى طالب الكثير منها بحل الحزب، بدعوى أنه «ديني»، رغم تأكيدات كل كبير وصغير بالحزب أن «النور» ليس حزبًا دينيًا، وكذلك تحكم المال السياسى فى الانتخابات البرلمانية. وأضاف «الشولحي»، ل«البوابة»، أن خيار الانسحاب من انتخابات مجلس النواب، لا يزال قائمًا داخل حزب «النور»، بنسبة 40٪، فى ظل الهجوم المتلاحق على الحزب.