أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الثلاثاء على حرصهما المشترك على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وشدد الزعيمان ، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة جرت في قصر بسمان وحضرها كبار المسئولين في البلدين ، على ضرورة إدامة التنسيق والتشاور في كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي بأن المباحثات تناولت التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية والحرم القدسي الشريف وتطورات الأوضاع في سوريا وجهود محاربة التطرف والإرهاب الذي يشكل الخطر الأبرز في المنطقة والعالم. ووفقا للبيان ، فقد جرى التأكيد خلال المباحثات على أهمية تكثيف التعاون والجهود إقليميا ودوليا لمحاربته وما يتطلبه ذلك من استمرار التنسيق والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية وضمن استراتيجية شمولية. وأكد العاهل الأردني على أن الأردنوتونس يواجهان تحديات مشتركة لاسيما الاقتصادية تحديدا محاربة الفقر والبطالة إضافة إلى التعامل مع مشكلة اللاجئين..مبديا استعداد الأردن وعلى جميع المستويات الحكومية والعسكرية والأمنية والقطاع الخاص لتقديم المساعدة والدعم الذي تحتاجه تونس للتعامل مع مختلف التحديات. ودعا الملك عبدالله الثاني والرئيس التونسي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي في إطار اللجنة العليا المشتركة التي ستنعقد أعمالها قريبا خصوصا في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة والتعليم والسياحة، مؤكدين أهمية تبادل الزيارات بين رجال الأعمال في البلدين لاستكشاف الفرص الاستثمارية. وهنأ العاهل الأردني الرئيس السبسي على التقدير والإشادة الدولية التي حظيت بها التجربة الديمقراطية التونسية عبر منح جائزة نوبل لرباعي الحوار الوطني التونسي. وبدوره .. قال السبسي "إن تونس تقدر عاليا مواقف الملك عبدالله الثاني ومن قبله المغفور له الملك الحسين "..واصفا العاهل الأردني بأنه "خير خلف لخير سلف"..معربا عن تقدير بلاده لدور الأردن الكبير في مواجهة مختلف التحديات. واستعرض الرئيس التونسي التجربة الإصلاحية لبلاده ، مشيرا إلى التحديات التي تواجهها تونس جراء الأوضاع في ليبيا المجاورة خصوصا ما يتعلق بتدفق اللاجئين والسيطرة على الحدود بين البلدين. وقد شهد الملك عبدالله الثاني والرئيس التونسي عقب المباحثات ، توقيع اتفاقية تعاون في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني واتفاقية تعاون في المجال الأمني وقعهما عن الجانب الأردني وزير الداخلية سلامة حماد فيما وقعهما عن الجانب التونسي وزير الشئون الخارجية الطيب البكوش. كما تم توقيع اتفاقية تعاون في المجال العسكري، وقعها عن الجانب الأردني مستشار الملك للشئون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن فيما وقعها عن الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش. وقلد الملك عبدالله الثاني الرئيس التونسي وسام النهضة المرصع ، تقديرا لدوره في تمتين الروابط الأخوية والعلاقات المتميزة بين البلدين.