وكأن البحر غار من جمال الجبال.. فظهرت الروشة لتسكت الألسان.. انها صخرة الروشة في بحر بيروت الغربى لا يخلو من أمامها الاعجاب والإطراء منذ ظهورها، نعم تستحق ذلك، تستحق أن تقف أمامها على الشاطىء ثم تقترب أكثر فلا يفصلك عنها سوى البحر ثم تغامر وتستقل اللانش الصغير لتقترب من الروشة أكثر حتى تصل وتلامس صخورها، بل سيأخذك الحماس من فرط اعجابك وتحاول أن تبقى تحت صخور الروشة في البحر. صخرة الروشة احتار فيها علماء الجيولوجيا لمعرفة عمرها الحقيقى والكيفية التي انشأتها،، وما يقال عنها انها تكونت منذ آلاف السنين نتيجة الزلازل القوية التي قضت على العديد من الجزر المأهولة في ذلك الوقت وظهر بدلا منها صخور عديدة منها الروشة وغيرها من الاجتهادات. الحقيقة أن صخرة الروشة لا تكترث لهذا وتقف في شموخ تنظر لجبال لبنان بتحدى،، وتستحوذ على اهتمام الزائرين بل وتجذبهم إليها ليصلوا لصخورها في وسط البحر ولم يقتصر تأثير الروشة في مكانها فقط بل امتد إلى المنطقة المحيطة، فمازال التصارع مستمرا لنيل العيش بالقرب منها والمنافسة الشرسة على من يعمل في محيطها تلفت الأنظار،، ولما لا وهى محط الاهتمام من قبل السياح في العالم. وتبلغ قمة صخرة الروشة ما يقارب 70 مترا مجوفة في الوسط وهو ما زادها جمالا وروعة،، كما توجد بجانبها صخرة أخرى صغيرة مدببة،، وكلمة الروشة تعود إلى الأصل الآرامي وتعنى بالعربية /الرأس /. وقد أطلق البعض على الروشة في لبنان (صخرة الانتحار) بدعوى أن من يرغب بالانتحار يصعد إليها ويقفز منها،، وهو ما ينفيه سكان بيروت وان ما حدث من حالات انتحار كانت نادرة جدا،، بل أطلق البعض عليها /صخرة الحب /لكونها تمتاز بالطبيعة الساحرة وتعطى صفاء للنفس بمجرد النظر إليها. أن الشعب اللبنانى يقدر قيمة صخرة الروشة ويعلم أهميتها السياحية، ويسعى طوال الوقت للتعريف بها وجذب السياح إليها،، وهى بالنسبة إليهم أيقونة سواحلهم وتاج بحرهم. نعم لا تستطيع أن تمر امامها دون التوقف واخذ الصور التذكارية وتحاول معرفة أسرارها العميقة وكيفية وجودها بهذا الشكل الجميل اللافت،، فقد عجز علماء الجيولوجيا عن تفسير ذلك واكتفوا كغيرهم بالنظر إليها وإبداء الاعجاب.