قال نائبان تركيان معارضان إن أجهزة الدولة كانت تتنصت على هاتف أحد الانتحاريين اللذين نفذا الهجومين الداميين في أنقرة السبت الماضي، الذين تسببا في مقتل 102 شخصٍ، وإصابة مئات آخرين، ولكنها لم تتحرك لإحباط الهجوم، حسب وكالة جيهان التركية. وكشف النائبان عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أرين أرديم وعلي شَكَر، أن أحد الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم الانتحاري المزدوج، يونس أمرة ألاجوز، ودّع حسب الوثائق الرسميّة شقيقه عبد الرحمن آلاجوز الذي نفذ الهجوم الانتحاري في بلدة سروج جنوب شرق البلاد في يوليو الذي أسفر عن مقتل 33 شخصاً. وأظهرت الوثائق أيضاً تنصت الأجهزة على هواتف ألاجوز و21 شخصاً آخرين موالين لداعش ومتهمين بالتخطيط لتنفيذ العمليات الانتحارية لصالح التنظيم. وأوضح النائبان أرديم وشَكَر في مؤتمر صحافي أن مذكرة الاتهام التي أعدتها النيابة العامة أكدت أن الشقيقين اللذين نفذا هجومي سروج وأنقرة، تواصلا هاتفياً لوداع بعضهما قبل شهرين من فاجعة سروج، وطلبا من أسرتهما رعاية أشقائهما الآخرين. ولفت النائبان إلى أن أجهزة الدولة راقبت الإرهابيين عن كثب، ولكنها لم تتخذ خطوات جادة لمنع الهجومين. وأوضحت الوكالة في سياق هذه التأكيدات المثيرة للتساؤل، أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، برّر موقف الأجهزة الأمنية، بعد التفجيرين بأن تركيا الدولة الديمقراطية، لا يمكنها اعتقال أحدٍ إذا لم يُضبط متلبساً، وذلك بعد أشهر قليلة من القانون "الذي استصدرته حكومة حزب العدالة والتنمية نفسها، ويمنح القوات الأمنية صلاحية اعتقال أي شخص مشتبه فيه في إطار الاشتباه المعقول" وهو القانون الذي اعتقل بموجبه "عشرات الصحفيين ورجال الأعمال" ولكن "يبدو أنها خشيت تنفيذه ضد الإرهابيين"، حسب الوكالة . وقال أرين أردم إن جهاز المخابرات التركية أفاد بأن مقاتلي داعش كانوا يترددون على سوريا باستمرار،وكشف التنصت على هواتفهم محادثات من قبيل "ذاهبون إلى الحرب"، وغيرها. وأكد النائبان أن الأجهزة الأمنية تعرف أن منفذي تفجيري أنقرة "تلقوا تدريبات قتالية وانتحارية في سوريا، منذ 2013، وأظهرت تحقيقات النيابة العامة، ترددهم على سوريا أكثر من مرة" ورغم ذلك لم يُعتقل أحد منهم"، وكشفت التحقيقات أيضاً وجود مكالمات مع شخص يتزعم مجموعة تسمى "دوكوماجيلار" قبل دخوله إلى تركيا، علماً أن "هذا الشخص يأتي إلى تركيا ويجمع الشباب ليذهب بهم إلى سوريا، أين يتلقون تدريبات على التفجيرات الانتحارية".