أوضح الدكتور هاني نصر، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، أثناء مؤتمر السمنة المفرطة اليوم، أن جراحة تحويل المعدة والسمنة عموما لها أهمية كبيرة لرفع المعاناة عن مرضي السمنة المفرطة والذين يمثلون شريحة كبيرة جدًا من الشعب المصري. وأوضح الدكتور عصام عبد الجليل، رئيس قسم الجراحة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، أن المؤتمر يأتي تتويجا لأعوام طويله من العمل الشاق، مشيرا إلى أن الهيئة تهتم بشكل خاص بهذا النوع من الجراحات، حيث يتم إجراء عدد كبير منه للمرضى سنويا بمستشفيات الهيئة وخاصة مستشفى أحمد ماهر التعليمي. ومن جانبه عرض الدكتور أنطونيو توريس من جامعة مدريد بإسبانيا جراحته الخاصة لعلاج السمنة وتسمى بجراحة سادي، وهي جراحة تقلل امتصاص الغذاء لخفض الوزن وتستعمل لعلاج فشل تكميم المعدة. ومن السعودية تحدث الدكتور وليد بخاري عن خبرته بجراحات السمنة على مدى 20 عامًا، أوضح خلالها مضاعفات تكميم المعدة وأسلوبه الخاص لإجرائها حيث أنه ابتكر أسلوب جراحي لإجرائها في وقت أقل مع مضاعفات أقل. وتحدث الدكتور هاني شهاب من جامعة القاهرة عن دور المناظير في علاج التسريب بعد هذه الجراحات، وأوضح أن مناظير الجهاز الهضمي تلعب دورا كبيرا حيث يمكن رتق التسريب باستعمال دبابيس خاصة ويمكن تركيب دعامات تساعد على التئام التسريب بدون تأثير على الجسم. وأوضح الدكتور علاء عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها ب 4 مميزات رئيسية وهي الفعالية العالية في إنقاص الوزن ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم. وأشار إلى تميز جراحات تحويل مسار المعدة بقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة حيث اظهرت دراسة حديثة اجراها مجموعة من الباحثين بمركز "ويل كورنل" بولاية نيويورك في أمريكا أن جراحة تحويل المعدة تشفي من مرض السكر من النوع الثاني بنسبة 92 ٪ أو على أقل تقدير تحسن من استجابتهم للعلاج الطبي وتجنبهم المضاعفات الخطيرة المحتملة لمرضى السكر كالفشل الكلوي وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب. وقد أظهرت الدراسة أن 92% من مرضى السكر قد استجابوا بشكل رائع للجراحة، وأن ما يقرب من 60% من المرضى قد شفوا تمامًا طوال فترة الدراسة التي استمرت ما يقرب من 7 سنوات بعد الجراحة. وأشار إلى أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الأمعاء في الإصابة بمرض السكر حيث تفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تؤثر في مستوى الأنسولين بالدم وبالتالي مستوى السكر بالدم وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثاني من الأمعاء مباشرة وتجنب مروره بالجزيء الأول من الأمعاء ويؤدي هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للأنسولين والتي تفرز من النصف الثاني من الأمعاء، وفي ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للأنسولين التي تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة، وتحتاج لمرور الطعام عليها لكي تفرز.