بعد سنوات طويلة من الحروب والصراعات يواجه العديد من أطفال العراق مشكلات تتعلق بالخدمة التعليمية. لكن رجلا في بغداد أخذ على عاتقه مساعدة عدد من أطفال بغداد الفقراء على عدم التخلف عن الدراسة. فقد أنشأ قصي كامل الذي يعمل حدادا فصلا دراسيا على سطح المبنى الذي يقيم فيه يقدم من خلاله دروسا مجانية للذين لا يقدرون على تكلفة الدروس الخصوصية. ويقول كامل المتخرج في معهد التكنولوجيا إن الفكرة بدأت عندما طلب منه مساعدة طفل من سكان المنطقة يبلغ من العمر عشر سنوات على تحصيل دروس الحساب واللغة الانجليزية. وقال "اكو طالب جيرانا وضعيته المادية ما تسمح له أنه يحط مدرس خصوصي بعدين هو غير قادر على اجتياز امتحانات الدور الأول فبديت اساعده وقلت له إذا اكو فقال اكو اقربائي اكو واحد هم نفس حالته قلت له عادي خلي يجي. بدت الفكرة بيتيم واحد بعدين اليتيم صاروا ايتام أثنين وبعدين شفت الفكرة حلوة ياريت تتوسع وسوينا بوستر معين ولصقته على باب افران الصمون والحلاقة وعلى المكتبات فتوسعت الفكرة وكانوا يجيون (يأتون) الناس طالب عن طالب." وقال كامل البالغ من العمر 42 عاما إنه بعد الإعلان عن فصله الدراسي زاد عدد التلاميذ إلى 15 تلميذا. وتابع أن جميع تلاميذه اجتازوا اختباراتهم في اللغة الانجليزية والحساب مما دفع حتى القادرين ماديا على الانضمام للفصل الدراسي. وهو الآن يدرس لفصل مكون من 14 تلميذا منهم أبناء مقاتلين شيعة من وحدات الحشد الشعبي الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية. وقال "يعني هي بالبداية بدأناها بالايتام والفقراء والنازحين وابناء الحشد الشعبي الشهداء بعدين لا، تطورت الفكرة جوي (جاؤا) ناس حتى مو مكملين اكو ناس حتى وضعيتهم الاجتماعية قد تسمحلهم ولكن ضفناهم احنا ماطول عمل إنساني خلي يتوسع." ومضى يقول "المشكلات التي واجهناها كتلك هي مشكلة المكان، مشكلة درجات الحرارة، ولو مستقبلا توفرت لي الفرصة أو توفر لي مكان اوسع من هذا المكان يمكن اسوي لي صف دراسي مستمر." ويقول كامل الذي يقيم في شقة من غرفتين مساحتها 45 مترا مربعا مع زوجته وطفليه إن المكان الوحيد المتاح للفصل الدراسي هو سطح المبنى. لكن مع تغير الفصول قد يواجه مشاكل تتعلق بالطقس. وأضاف كامل الذي يدرس الحقوق كذلك "خلصنا مرحلة الصيف الثلاثة اشهر الأولى الحمد لله والشكر خلصناها بس مع بداية العام الدراسي اكيد راح تواجهنا مشكلة الشتا (الشتاء) مشكلة التوقيت الشمس راح تغرب من وقت (باكرا) إضافة إلى عملي كحداد دوامي بالكلية ودوامهم هم شلون راح اوفق بيناتهم (بينهم) فيمكن احاول أن اجد لي ستارة هنا اخليها أو احاول أن اقسمها على أيام الأسبوع يعني كل مجموعة اخليها بيوم بحيث اقدر (استطيع) استوعبهم بشقتي." والدروس الخصوصية أمر شائع في العراق. ففي عهد صدام حسين كان الأثرياء في المرحلة الأخيرة من الدراسة الثانوية يستخدمون مدرسين خصوصيين بمبالغ كبيرة لضمان الحصول على درجات عالية تمكنهم من دخول كليات الطب والهندسة. لكن منذ سقوط نظام صدام عام 2003 فر العديد من المدرسين من البلاد مما أدى إلى تراجع كبير في مستوى التعليم المتوفر. وتفيد بيانات الأممالمتحدة أن واحدا من كل خمسة عراقيين فوق سن 15 عاما أمي وان معدل الأمية بين النساء بلغ 28 بالمئة أي مثلي معدلها بين الرجال. وقالت الأممالمتحدة إن نسبة 85 بالمئة من الأطفال العراقيين بين السادسة والحادية عشر عاما التحقت بالمدارس الابتدائية في عام 2007 عندما تصاعد الصراع الطائفي في البلاد بالمقارنة مع 91 بالمئة في 1990. وتابعت البيانات أن نحو ثلاثة ملايين طفل أغلبهم من البنات تسربوا من الدراسة في العراق وسوريا.