معظم الأباء يضطرون لإلحاق أبنائهم بمجموعات التقوية المدرسية والدروس الخصوصية لرفع مستواهم التحصيلي. وتكون النتيجة أن يصبح الصغير مكلفاً بأن يؤدي واجبات مفروضة عليه من المدرسة والدروس الخصوصية مما يعرض الطفل لضغوط نفسية وجسمية. فمن الناحية النفسية يقول د. جمال شفيق أستاذ علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة بعين شمس: أحيانا خوفنا الزائد علي صغارنا يسلبهم التوافق السوي. فالدروس الخصوصية تجعل الطفل مكلفا بأن يؤدي واجبات مفروضة عليه من المدرسة والدروس الخصوصية. فلا يخفي علينا أن الطفل له حاجات بيولوجية أساسية لا يجب تجاهلها ولابد من إشباعها كالحاجة إلي الأكل والشرب والراحة والحب والحنان. كما أنه يحتاج إلي إشباع متعته عن طريق ممارسة اللعب. فاللعب يكسب الطفل الثقة بالنفس وتنمية المواهب فالدراسات أثبتت أن كثرة الأعباء المدرسية تؤدي إلي شعور الصغير بالملل والحزن والشعور بأنه مظلوم ومقهور. كما أن مستوي التحصيل الدراسي يقل لدي الصغير. نتيجة لذلك تضطرب العلاقة مع الوالدين لإلحاحهم وضغوطهم الكثيرة لاستكمال عمل الواجبات. كما تضطرب علاقة الطفل بمدرسية بسبب عدم استكمال واجبات كل منهم. وقد يلجأ الطفل إلي التمارض وأحيانا أخري إلي اختلاف الحجج الكاذبة للهروب من الواجبات وقد تنهار نفسيته. التوصيات والحلول: يوصني د. جمال شفيق بضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في موضوعات المقررات الدراسية وحزف الحشو غير المناسب. وضرورة تحفيز الأطفال بالهدايا البسيطة بدلا من التهديد والعقاب وأن تتخلل فترات المذاكرة فترات راحة وممارسة وسائل الترفيه التي يحبها الطفل. ثقافة مجتمعية ويقول د. محب كامل الرافعي أستاذ التربية والإعلام البيئي تعويض ما لا يستطيعون تحصيله من خلال الفصل ولكن التلميذ المتفوق أيضا يذهب لمجموعات التقوية أو المدرس الخصوصي. فهو يريد أن يحصل علي تدريبات أكثر ليصبح أكثر تفوقاً. وقد يجهل الكثيرون سلبيات هذه الظاهرة. فالمدرس هو الذي يلخص ويفكر ويبحث عن الحلول ويلقنها للتلميذ دون بذل أي مجهود. فهو يعتمد علي أستاذه ولا يعتمد علي نفسه ويتلقي المعلومات والأفكار جاهزة ومن هنا نخلق فيه إنسانا اعتماديا لا يستطيع أن يعتمد علي نفسه فنجد طلبة يتخرجون من الثانوية العامة عبارة عن قوالب متشابهة لا يوجد عندهم قدرات علي الابداع والابتكار. ومن هنا انتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية في الجامعة فالطالب دائماً يبحث عن شخص يلخص ويذاكر له. حتي الطلاب المتفوقين الذين يلتحقون بكليات القمة مثل كلية الهندسة يتعثرون في البداية لأنهم تعودوا علي حفظ المسائل وبطرق مختلفة دون فهم. ولذلك نجد البعض يفشل في حياته العملية ولا يستطيع إثبات ذاته. ويري د. محب أن الأكاديمية المهنية للمعلم سوف تساهم في وضع حلول لأزمة الدروس الخصوصية من خلالها يتلقي المعلم مهارات الابتكار والتكفير ليطور أسلوبه ويستطيع تدريب الأطفال منذ بداية التعليم الابتدائي علي التكفير وليس الاعتماد علي التلقي والحفظ. مسئولية مشتركة ويقول د. فتحي عثمان وكيل كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر: إن هذه الظاهرة تشترك فيها أكثر من منظومة فالمدرس يتعرض لضغوط اقتصادية شديدة. حيث أن دخله لا يتناسب مع التزاماته كرب أسرة ولا يشعر أنه يكافأ كما ينبغي فيلجأ لهذا العمل كما أن بعض التلاميذ يحتاجون لوقت أطول لتحصيل المعلومة بشرط أن يؤدي عمله في الفصل كما يملي عليه ضميره معتبراً أن هناك تلاميذ لا يستطيعون الحصول علي دروس خصوصية. والمدرسة عليها دور المراقبة علي المدرسية من حيث متابعة تحضير الدروس وتوصيل المعلومة بسلاسة للطالب وتدريبه الكافي. يضيف د. فتحي: إنه قبل إلقاء اللوم علي المدرس يجب أن نحسن وضعه حيث إنه مطالب أن يكون مثلاً وقدوة أمام طلابه من حيث المظهر حتي يقتنع به طلابه كمثل أعلي لهم. فكيف يقتنع به الطلبة وهو فاقد العناية بمظهره. ويقترح د. فتحي أن تقوم كليات التربية بعمل مقابلات للطلبة قبل التحاقهم بها من خلالها يتم تقييم الطالب. أصحاب المشكلة وتقول ندا محمود مدرسة: تعود بداية هذا الموضوع إلي نقص كثير من المدرسين فأحيانا أجد بعض زملائي لا يؤدون عملهم بإخلاص ولا يهتمون بشرح المناهج الدراسية لكي يلجأ إليهم الطلاب في الحصول علي درس خصوصي وبعد أن يأخذ الطالب الدرس يفاجأ أنه أمام كم هائل من واجبات المدرسة والدرس الخصوصي. وللخروج من هذا المأزق يجب علي كل مدرس أن يؤدي عمله بإتقان وإخلاص لنستطيع خلق مجتمع مدرسي متكامل قادر علي مواجهة التحديات والصعوبات وأناشد الوزارة بتوفير دورات تدريبية لتنمية مهارات المدرس من الناحية العلمية والنفسية والاجتماعية وأن يتم اختيار المدرس منذ البداية علي أسس علمية ونفسية سليمة دون أي وساطة. وتضيف مني سيد مدرسة بنفس المدرسة قائلة إن بعض المدرسين الذين يريدون تأدية عملهم بإخلاص يجدون الفصول مكتظة بالطلاب بشكل يجعل المدرس غير قادر علي التحكم بجامعة عين شمس: هذه المشكلة مرتبطة بثقافة المجتمع. فأولياء الأمور يريدون أبنائهم أكثر تفوقاً ولم يعد الدرس الخصوصي قاصراً علي ضعاف التحصيل الذين يريدون