أعلن علماء الأزهر الشريف عن تأييدهم، دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لضرورة تجديد الخطاب الديني، ومن جانبه أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن تجديد الخطاب الديني عند علماء الأزهر له معني ثابت وهو استعادة الخطاب الوسطي الذي أصلح به السابقون أحوال الأمة وجعل الناس أكثر استقامة على منهج لله، وأكثر موازنة بين أمور الدين والدنيا معا، موضحًا أن الأعمال كلها في شريعتنا إما عبادة وطاعة وإما معصية وبعد عن طريق الحق. وشدد شومان على أن إصلاح الخطاب الديني يحقق مصالح الناس في الدنيا ويضمن لهم سلامة الموقف في الآخرة، مضيفًا فإنه من وجهة نظرنا في الأزهر يحتاج إلى استعادته من خاطفيه وهذه هي البداية. وأوضح وكيل الأزهر، أن مشكلة الخطاب الديني الأكبر تكمن في اختطافه من غير المؤهلين بأدواته المانعة من الجنوح عن طريقه الصحيح، أو هؤلاء الذين ينتهجون مسلك التشدد المقيت الذي يضيق على الناس وينفرهم في الدين من الأساس، وهؤلاء يوجدون في كثير من المساجد والزوايا، ويطلون على الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة، دون رادع يردعهم ويعيدهم إلى جادة الصواب. أما الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية يرى أن جانبا كبيرا من مشكلة الخطاب هي طريقة التعليم في العالم الإسلامي وأسلوب التلقين حيث يبدأ المنهج التعليمي الديني بحفظ الثوابت حيث أن أسلوب الحفظ هو الغالب، في حين أن أساس هذا التعليم لم يبدأ بالتلقين، ومنهج الأزهر يقوم على دراسة المقارنة في كل شيء ولا يحتكر رأيا واحدا ويعلم الطالب ألا يتعصب لرأي. وفى سياق متواصل أوضح إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن الخطاب الديني لابد وأن ينطبق مع واقع الحياة، إلا أنه حذر من بعض الأصوات المغرضة التي تريد استنساخ التجربة الاوربية مع الخطاب الديني، خاصة وان التجربة الاوربية في الخطاب الديني لها أثر سيء، أما فكرة تجديد الخطاب الديني في الإسلام حركة متجددة حيث يتم التأكيد على واجب الوقت في تجديد الخطاب الديني، ونحن في الظاهر نقوم بهذا الواجب. وأضاف نجم، أن قيادة تجديد الخطاب الديني هي للأزهر الشريف ولذلك حدد الرئيس ثلاث مؤسسات هي الأزهر والافتاء والأوقاف، ولا يجوز أن يركب موجة التجديد تيارات مختلفة ولفت مستشار مفتى الجمهورية، إلى أن تجديد الخطاب الديني يمكن إنجازه إن احترمنا قضية التخصص فإذا احترمنا قضية التخصص نكون قطعنا نصف الشوط في تجديد الخطاب الديني. وأكد نجم أن تجديد الخطاب الديني هو النزول على أرض الواقع سواء في الداخل أو الخارج ويبقى الأمل في الأزهر الشريف ونحتاج بعض الندوات لتعظيم هذا الواجب، وفي دار الافتاء التي هي أحد الأذرع القوية للأزهر شددنا على أمور مهمة في عملية الخطاب الديني فبدأنا بجولات خارجية وانشئنا مرصد للتكفير للرد على ما يأتي من خلال 40 علاما من علماء دار الافتاء.