سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذكرى ال 42 لانتصارات أكتوبر.. البطل البورسعيدي" يسري عمارة" أول من أسر قائدًا إسرائيليًا حيًا: خطاب والدي أكبر حافز لي على الجبهة.. والحرب ضد الإرهاب أخطر من 73
"خاطبه والده أثناء تواجده بين زملائه الضباط علي الجبهة أثناء حرب الاستنزاف عام 1970 يطالبه فيه بتطهير الجبهة من العدو الإسرائيلي، ويتمنى أن تكون روحهم مرتفعة كما عاهدهم"، وما كان منه إلا أنه امتثل لطلب والده والذي اعتبره ديناً علي عاتقه لابد من الوفاء به فكان أول ضابط بالجيش المصري يقوم بأسر قائد إسرائيلي حينها وهو "عساف ياجوري" أشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر حيا على أرض المعركة بالرغم من إصابته. العميد "يسري عمارة" أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 م، والذي عرف بجسارته خلال اشتراكه في الحرب؛ أحد أبناء محافظة بورسعيد البواسل والذي ارتبطت شهرته بتصديه وكتيبته للواء مدرع إسرائيلي بقيادة عساف ياجوري؛ حيث قام بأسره ليصبح "عمارة" أول ضابط مصري يقوم بأسر قائد إسرائيلي في رتبة "ياجوري"، كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في أسر أول ضابط إسرائيلي واسمه (دان افيدان شمعون) وتقديرًا لتاريخه استمر بالخدمة في القوات المسلحة المصرية وتدرج بالمناصب العسكرية حتى خروجه للمعاش. وقال عمارة: إن أبيه أرسل إليه خطاباً قال فيه: "إلى الملازم أول يسري أحمد عمارة، بعد السلام، أرجو أن تكون الحال عندكم على أحسن ما يجب ونتمنى، وأن تكونوا على أتم الاستعداد للقضاء على الصهاينة اللئام وتطهير أرض العروبة من دنسهم ورجسهم وأن تكون روحكم عالية وثقتكم في الله كاملة كما عهدناكم من قبل، والحالة عندنا فهي الحمد لله طيبة من جميع النواحي ولم يتوف أحد وليس هناك مرضى بل الجميع في أحسن صحة وأسعد حال ويتمنون لك ولأخوتك الرابضين على خط النار كل سعادة وسرور ويرجون المولى الكريم أن يهيئ لكم أسباب النصر وأن يؤيدكم بعون منه إنه نعم المولى ونعم النصير". وأكد عمارة أن الخطاب كان بمثابة أمر ليس من والدي بل من شعب مصر إلى جنوده الأوفياء وقرأه كل زملائي وزاد من عزيمتهم، مشيرًا إلى أنه مازال يحتفظ بالخطاب لتقرأه الأجيال القادمة ويعرفون كيف حرر أباؤهم وأجدادهم الوطن ليحافظوا على أرضه ويبنوه. وقال البطل: "إنه تخرج من الثانوية العامة سنة 65/66 وكان يريد أن يكون مهندسًا زراعيًا، ولكن مجموعه أجبره على الالتحاق بالكلية الجوية، والتحق بها في 26/11/1966، ومضي بها سنة كاملة حتى أبلغه الطبيب خلال الكشف الطبي الدوري بأنه سوف يصاب بمرض في عينه بعد سن الأربعين ولا يمكنه أن يطير بأي من الطائرات، وتم نقله إلى الكلية الحربية وقام بالانضمام إلى الدفعة سنة 66 حربية وتخرج في سنة 69 والتحقت بكتيبة 961 مشاة التابعة للواء 119 الفرقة الثانية وكانت متواجدة بجنوب الإسماعيلية. وعن حرب الاستنزاف قال "عمارة"، إنه رأى العديد من المآسي بسبب الأسلحة القديمة التي كانوا يحملونها؛ هذا إضافة إلى انهيار الجنود والضباط الذين أتوا من حرب اليمن، ولم يكن أمامنا غير أن نقوم بالضرب وفتح النيران على الجنود الإسرائيليين ولكن لم يكن هناك أوامر بضرب النيران، مشيرًا إلى إنه رغم الأوامر إلا أننا قمنا بضرب النيران على الإسرائيليين خلال رقصهم على الضفة الأخرى. وأوضح البطل يسري عمارة انه في حرب أكتوبر 73 وصل قائد الكتيبة واجتمع بهم وقال لهم: "إنه في تمام الساعة السادسة سوف نقوم بأخذ حقوقنا، أو أن نذهب إلى بيوتنا، ولم نصدق كلامه لأننا سمعنا الكلام الكثير عن الحرب، وضحكنا جميعا". وأشار "عمارة" إلى إن قائد الكتيبة قام بتوزيع بلح وكوب من الشاي، وأبلغنا الجنود في تمام الساعة الواحدة والنصف عن ميعاد الحرب ولم يصدقوا حتى قام الطيران المصري بعبور القنال ولم يكن أمامنا إلا أن نكبر ونقول الله أكبر وقمنا بالعبور عبر لنش مدني تم الاستحواذ عليه. وأردف أنه: "لم يكن خلال ثلاثة أيام إلا أن نقوم بقتل من يقف أمامنا"، حتى قمنا بمحاصرة منطقة الفردان التي كانت من أهم الحصون الإسرائيلية، ومنعنا الإمدادات وقمنا بتركها وتركنا المكان، مضيفا أنه تم إبلاغ قائد الكتيبة إن إسرائيل تقوم بتجهيز قوات من ناحية الفردان وسوف تقوم بإبعاد الجنود ويقومون بقطع طريق (الإسماعيلية – القاهرة)، ودخول العاصمة؛ حيث قامت ثلاث كتائب بمحاصرة هذه الإمدادات وقمنا بتدمير الجزء الأكبر من مدرعات العدو، وكان مخصصًا لي عربة جيب كان عليها سلاح آلي كبير. وقال عن أسره لعساف ياجوري قائد اللواء الإسرائيلي 190، إنه خلال تواجده على ظهر أحد المراكب شعر بسقوط الدماء من جسمه وحينها لاحظ وجود أحد جنود العدو مختبئا؛ فقاموا بأسره ومن معه، وتوجهوا إلى المستشفى العسكري بالقاهرة، ولم يعرف من هو الضابط الذي تم أسره موضحاً أنه عندما قام اللواء بتوزيع جوابات شكر على المتواجدين، علم أنه أسر عساف ياجورى "قائد اللواء المدرع"، مضيفا أنه ظل محتفظا بالمسدس الخاص بالضابط والبدلة خاصته، وأنه خلال السنة الماضية قام بتسليم المحتويات التي أخذها والمحتفظ بها منذ انتهاء الحرب إلى القوات المسلحة والتي قامت بوضعها في القلعة داخل القاعة الخاصة بحرب أكتوبر. وصرح البطل، بأن حرب القوات المسلحة الآن على الإرهاب أشد وأخطر من حرب أكتوبر؛ حيث إننا كنا على دراية كاملة بشخصية العدو، ونعلم من هو العدو أما الحرب على الإرهاب فلا تعلم من أين يأتي العدو، وقال: "كنا نتدرب لمواجهة العدو أمامنا، أما ما يحدث الآن من مواجهة قواتنا المسلحة للإرهاب فكان الله في عونهم وسدد الله خطاهم للقضاء على هذا العدو الذي لا دين له، مؤكدا دور الشعب لمساندة الجيش والشرطة لحماية الوطن.