أشاد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في حديثه لعلاء حيدر، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، بالوطنية الصادقة التي لمسها خلال قمته مع لرئيس عبد الفتاح السيسي وفكره المنفتح وعدم تمسكه بالرأى الواحد، مشيرا إلى أنه كان من ثمار ذلك أن توصلنا إلى اتفاق شامل أتاح لنا الفرصة لبحث جميع القضايا الإقليمة والدولية. وقال أنه تم خلال هذه القمة التي استمرت أكثر من ساعة وربع الساعة مع الرئيس السيسي تبادل المعلومات والأراء بين تونس ومصر، مؤكدا أن هذه القمة المهمة سيكون من شأنها منح مزيد من القوة للعلاقات المصرية – التونسية. وردا على سؤال حول النتائج التي تأملون أن تتحقق خلال زيارتكم لمصر، أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن تبادل الرؤي والآراء والتشاور وتقديم النصح لبعضنا البعض كان في قلب مباحثاته مع الرئيس السيسي. وشدد على ضرورة عدم القيام بأي عمل غير مدروس، وفي حال الدخول في أية عملية سواء كانت عسكرية أو غير ذلك فلابد أن نكون على وعي في كيفية الخروج منها، فكثير من الدول تدخل في عمليات ولا تعرف الخروج منها، مؤكدا على ضرورة التشاور وبحث كل المواضيع مع دول الجوار قبل الدخول في أية عملية وأن يكون لدينا حل الخروج منها قبل الدخول فيها، لأن أي رئيس دولة لا ينبغي أن يقحم بلاده في عمليات غير مدروسة سواء كانت عسكرية أو غير ذلك وأن يكون على دارية بكافة الأمور. وردا على سؤال عن الإرهاب وهل تنظيم داعش صناعة غربية أم خرجت من عباءة القاعدة؟ قال الرئيس التونسي قايد السبسي: إن الدول الغربية لها مسئولية في ظهور هذا التنظيم المتشدد، على الساحة العربية والإقليمية كقضية العراقوسوريا وافغانستان متهما الغرب بالفشل في حل تلك القضايا ونحن الآن نعاني من تبعات ذلك الفشل. وحذر الرئيس التونسي من أن أي مشكلة يطول فيها الحل تخلق تنظيمات كداعش وغيرها، معتبرا أن معاملة الغرب حتى الآن لهذا التنظيم المتشدد غير مفيدة، ضاربا مثالا في ذلك بليبيا فبعد أن كان هذا التنظيم يسيطر فقط على "درنة" أصبح الآن في سرت وله نفوذ على منطقة شاسعة تقترب من 220 كم على البحر وكان من نتاج ذلك أن اقترب من حدودنا ويمثل خطرًا لنا كتونسيين. وأشار إلى تونس البلد الوحيد الذي يتحمل تلك المخاطر التي يمثلها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة على الحدود الليبية، مؤكدا أنه من واجبه كأول رئيس منتخب لتونس" أن أحمي بلادي بكل الوسائل بما فيه الدخول في تحالفات أخرى مع أي دول من الدول لأن ما يهمني أن أقوم به هو حماية بلادي وان تكون في مأمن من تلك التنظيمات المتطرفة". وردا على سؤال عن الأوضاع في ليبيا وماهي النصائح التي تقدمونها لهذا البلد الشقيق للخروج من المأزق الذي تواجهه، قال الرئيس التونسي إنه يقول لليبيين (الفرقاء) أن من مصلحتكم أن يتم التعاون والجلوس معا على طاولة المفاوضات والعمل سويا، مشيرا إلى أنه قام بالاتصال بجميع الأطراف بمن فيهم الاسلاميون في هذا البلد، وان المشكلة تكمن في أن كل طرف يعتقد أن لديه الحل فقط دون غيره وهذا موقف خاطىء، محذرا من أن النتيجة في حال عدم جلوس الفرقاء على طاولة المفاوضات وإعلاء المصلحة الوطنية العليا وتشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون إنزلاق ليبيا في مستنقع التدخل الأجنبي والذي وصفه بالكارثه على ليبيا. وردا على سؤال بشأن التدخل الروسي في سوريا، قال الرئيس التونسي قايد السبسي إن التدخل الروسي ليس جديدًا فهو موجود بالفعل ولكن روسيا كثفت من وجودها ولها وقفة صائبة أمام الغرب، رافضًا تشبيه موقف روسيا في سوريا بالحرب الباردة على حد وصفه وقال: إن روسيا متواجدة الآن وأمريكا تعلم ذلك. وأضاف أنه من المهم الآن خروج سوريا من الوضع الراهن، وعلى العرب أيضا أن يتسلحوا بالوعي فيما يتعلق بدخول إيران المشهد السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن سوريا تعاني الآن من الدمار ويجب عدم التفكير في الوقت الحالى في إعادة إعمار سوريا؛ لأنه عمل طويل ولا أحد يفكر في ذلك في الظروف الحالية لكن ينبغي أولا إخراجها من الوضع الذي آلت اليه الآن. وردا على سؤال بشأن التدخل الإيراني في المنطقة ومخاطر نشرها المذهب الشيعي، قال الرئيس التونسي قايد السبسي: إنه سبق وتحدث مع وزير خارجية إيران وطالبه بضرورة تجاوز الأمور الدينية بين الشيعة والسنة وأخبره بأن كل دولة على دراية بشعبها ويجب عدم التدخل في شئون الدول الأخرى. واختتم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حديثه -لرئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط - مؤكدا أن الحل العسكري ليس الحل النهائي بل ينبغي أن يكون لفترة محددة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة أن يتم التفكير في حل سياسي ولا نترك الغرب وغير الغرب أن يخطط لمستقبل بلداننا. وعن سؤال بشأن توقعه للفريق الذي سيحصل على بطولة كأس الكونفدرالية بعد فوز النجم الساحلي التونسي على الزمالك وخروج الأهلي أمام أورلاندو جنوب الإفريقي....قال السبسي وعلامات الثقة ترتسم على ملامح وجهه بالقطع سيفوز النجم الساحلي التونسي في نهائي كأس الكونفدرالية ويتوج بكأس البطولة.