أكد الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى أن مشروعه الرئاسى يتمثل فى تكريس الديمقراطية فى البلاد ولم شمل التوانسة بين اليمين واليسار بدون تمييز أو أقصاء .جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجراها معه الأستاذ علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط والتي أشاد فيها الرئيس التونسى بزيارته لمصر مؤكدا انه كان من واجبه زيارة هذا البلد لان آخر رئيس تونسى زار مصر منذ نصف قرن وآخر رئيس مصرى زار تونس منذ 53 عاما ....مشيرا إلى أنه كان لابد من توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين. وثمن الرئيس التونسى غاليا لقاء قمته بالرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تبادل معه وجهات النظر و المسائل التى تهم البلدين وكذلك مختلف القضايا على الساحة العربية والإقليمية والدولية . وقال الرئيس التونسى أن مباحثاته مع الرئيس السيسى كانت مفيدة حيث تم التطرق إلى كافة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين خصوصا الأوضاع التى تهم جيراننا فى ليبيا والأخطار التى يمثلها تنظيم داعش الإرهابى على ليبيا وتونس وأيضا مصر. وأعرب السبسى عن سعادته للاستماع إلى رؤية الرئيس السيسى والذى وصفه بالرجل المتفاهم والذى يعلم جيدا معالجة كافة الأمور بحكمه، مؤكدا أن المباحثات كانت صريحة وشاملة تم خلالها التطرق إلى كافة المواضيع على الساحة الإقليمية والدولية . وأكد أن قمته مع السيسى ستعود بالفائدة على الشعبين التونسى والمصرى فى أسرع وقت ممكن . وأشاد السبسى - فى حديثه لعلاء حيدر- بالوطنية الصادقة التى لمسها خلال قمته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وفكره المنفتح و عدم تمسكه بالرأى الواحد مشيرا إلى أنه كان من ثمار ذلك أن توصلنا إلى اتفاق شامل أتاح لنا الفرصة لبحث جميع القضايا الإقليمة والدولية . وقال انه تم خلال هذه القمة التى استمرت أكثر من ساعة وربع الساعة مع الرئيس السيسى تبادل المعلومات والأراء بين تونس ومصر... مؤكدا أن هذه القمة المهمة سيكون من شأنها منح مزيد من القوة للعلاقات المصرية – التونسية. وردا على سؤال حول النتائج التى تأملون أن تتحقق خلال زيارتكم لمصر، أكد الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى أن تبادل الرؤى والآراء والتشاور وتقديم النصح لبعضنا البعض كان فى قلب مباحثاته مع الرئيس السيسى . وشدد على ضرورة عدم القيام بأى عمل غير مدروس، و فى حال الدخول فى أية عملية سواء كانت عسكرية أو غير ذلك فلابد أن نكون على وعى فى كيفية الخروج منها، فكثير من الدول تدخل فى عمليات ولا تعرف الخروج منها، مؤكدا على ضرورة التشاور وبحث كافة المواضيع مع دول الجوار قبل الدخول فى أية عملية وأن يكون لدينا حل الخروج منها قبل الدخول فيها، لأن أى رئيس الدولة لا ينبغى أن يقحم بلاده فى عمليات غير مدروسة سواء كانت عسكرية أو غير ذلك وأن يكون على دراية بكافة الأمور. وردا على سؤال عن الارهاب و هل تنظيم داعش صناعة غربية أم خرجت من عباءة القاعدة ؟ قال الرئيس التونسى قايد السبسى أن الدول الغربية لها مسئولية فى ظهور هذا التنظيم المتشدد، على الساحة العربية و الإقليمية كقضية العراقوسوريا وافغانستان متهما الغرب بالفشل فى حل تلك القضايا ونحن الآن نعانى من تبعات ذلك الفشل. وحذر الرئيس التونسى من أن أى مشكلة يطول فيها الحل تخلق تنظيمات كداعش وغيرها، معتبرا أن معاملة الغرب حتى الان لهذا التنظيم المتشدد غير مفيدة، ضاربا مثالا فى ذلك بليبيا فبعد أن كان هذا التنظيم يسيطر فقط على «درنة» أصبح الآن فى سرت و له نفوذ على منطقة شاسعة تقترب من 220 كم على البحر و كان من نتاج ذلك أن إقترب من حدودنا ويمثل خطرا لنا كتونسيين. وأشار إلى تونس البلد الوحيد الذى يتحمل تلك المخاطر التى يمثلها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة على الحدود الليبية، مؤكدا أنه من واجبه كأول رئيس منتخب لتونس» أن أحمى بلادى بكل الوسائل بما فيه الدخول فى تحالفات أخرى مع أى دول من الدول لأن ما يهمنى أن أقوم به هو حماية بلادى وان تكون فى مأمن من تلك التنظيمات المتطرفة». وردا على سؤال عن الأوضاع فى ليبيا وماهى النصائح التى تقدمونها لهذا البلد الشقيق للخروج من المأزق الذى تواجهه ، قال الرئيس التونسى إنه يقول لليبيين (الفرقاء) أن من مصلحتكم أن يتم التعاون والجلوس معا على طاولة المفاوضات والعمل سويا، مشيرا إلى أنه قام بالاتصال بجميع الأطراف بمن فيهم الاسلاميون فى هذا البلد، وان المشكلة تكمن فى أن كل طرف يعتقد أن لديه الحل فقط دون غيره وهذا موقف خاطيء، محذرا من ان النتيجة فى حال عدم جلوس الفرقاء على طاولة المفاوضات وإعلاء المصلحة الوطنية العليا وتشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون إنزلاق ليبيا فى مستنقع التدخل الأجنبى والذى وصفه بالكارثه على ليبيا. وردا على سؤال بشأن التدخل الروسى فى سوريا، قال الرئيس التونسى قايد السبسى إن التدخل الروسى ليس جديدا فهو موجود بالفعل ولكن روسيا كثفت من وجودها ولها وقفة صائبة أمام الغرب، رافضا تشبيه موقف روسيا فى سوريا بالحرب الباردة على حد وصفه وقال إن روسيا موجودة الآن وأمريكا تعلم ذلك. وأضاف أنه من المهم الآن خروج سوريا من الوضع الراهن وعلى العرب أيضا أن يتسلحوا بالوعى فيما يتعلق بدخول إيران المشهد السياسى فى سوريا، مشيرا إلى أن سوريا تعانى الآن من الدمار ويجب عدم التفكير فى الوقت الحالى فى إعادة إعمار سوريا لأنه عمل طويل ولا أحد يفكر فى ذلك فى الظروف الحالية لكن ينبغى أولا إخراجها من الوضع الذى آلت اليه الآن. وردا على سؤال بشأن التدخل الايرانى فى المنطقة ومخاطر نشرها المذهب الشيعي، قال الرئيس التونسى قايد السبسى إنه سبق وتحدث مع وزير خارجية ايران وطالبه بضرورة تجاوز الأمور الدينية بين الشيعة والسنة و أخبره بأن كل دولة على دراية بشعبها ويجب عدم التدخل فى شئون الدول الأخري. وأكد الرئيس التونسى أن الحل العسكرى ليس الحل النهائى بل ينبغى أن يكون لفترة محددة ، مشددا فى الوقت نفسه على ضرورة أن يتم التفكير فى حل سياسى ولا نترك الغرب وغير الغرب أن يخططون لمستقبل بلداننا. وردا على سؤال بشأن الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية فى القدس ....قال الرئيس التونسى إنه لابد أن يوحد العرب موقفهم ...مطالبا فى نفس الوقت أن يوحد الفلسطينيون صفوفهم . وأضاف أن تونس طالبت بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ولابد من التمسك بهذا الموقف وعدم التراجع عنه . وعن سؤال فى ختام -حديثه لرئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط - بشأن توقعه للفريق الذى سيحصل على بطولة كأس الكونفدرالية بعد فوز النجم الساحلى التونسى على الزمالك و خروج الأهلى أمام أورلاندو الجنوب إفريقى ....قال السبسى وعلامات الثقة ترتسم على ملامح وجهه بالقطع سيفوز النجم الساحلى التونسى فى نهائى كأس الكونفدرالية و يتوج بكأس البطولة