دعا الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق، الحكومة المصرية إلى ممارسة ضغط دولي للحيلولة دون قيام ديفيد كيندي رئيس مجلس إدارة متحف "نورث أمتون" Northampton البريطاني ببيع تمثال "سخم كا" الأثري، وذلك من خلال رفع قضية أمام المحاكم المختصة في كل من مصر وبريطانيا، إضافة إلى التهديد الرسمي من قبل وزارة الآثار بإيقاف عمل البعثات الأثرية الإنجليزية داخل مصر. وقال الدكتور زاهي حواس في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه من المستحيل جمع تبرعات تبلغ 16 مليون جنيه إسترليني لوقف بيع التمثال الأثري المصري، مشيرا إلى أنه من الأفضل استغلال أي مبالغ تجمع من خلال التبرعات وتوجيهها إلى الحفاظ على المناطق الأثرية وتطويرها وترميم الآثار والمواقع التاريخية، وليس لشراء تمثال هو في الأصل حق أصيل لمصر تاريخيا وحضاريا. ودعا الدكتور زاهي حواس كل محبي الآثار المصرية إلى المشاركة في حملة ضغط دولية والتوقيع على وثيقة استفتاء داخل الموقع الخاص بعالم الآثار drhawass.com وتكوين جبهة مصرية دولية للضغط على الحكومة البريطانية لمنع استكمال إجراءات بيع التمثال الأثري المصري، والذي سيخرج من بيع جدران متحف يرتاده الملايين، إلى منزل أحد قناصي الآثار حبيس غرفة مظلمة ولن يراه أحد غيره، ليحرم العالم من كنز أثري ملك للبشرية. وأضاف أن وثيقة الاستفتاء التي يدعو كل المصريين ومحبي الآثار في العالم للتوقيع عليها، أطلقت بالفعل على الموقع الإلكتروني للدكتور حواس بشبكات التواصل الاجتماعي، وبمجرد إطلاقها وقع عليها الآلاف من داخل وخارج مصر، وهو الأمر الذي قد يحول من وصفهم بتجار الآثار في متحف "نورث أمتون" البريطاني من بيع هذا التمثال الأثري الفريد. يذكر أن كل محاولات اعادة التمثال الفرعوني "سخم كا"، لمصر قد باءت بالفشل، وهو التمثال الذي بيع إلى الماركيز الثاني لمدينة "Northampton" البريطانية، أثناء زيارته لمصر ما بين عامي 1849 و1850، والذي أهداه "الماركيز الثالث" في النصف الثاني للقرن التاسع عشر، نحو عام 1866، فيما تم مخاطبة بمتحف "Northampton"، ومخاطبة المجلس الدولي للمتاحف "ICOM"، للتنديد بعملية البيع التي حاول المتحف البريطاني القيام بها، إلا إنه تم الرد بأن المتحف حاصل على التمثال في القرن التاسع عشر، أي قبل صدور قانون حماية الآثار المصري لعام 1983، والذي منع الاتجار في الآثار، وذلك رغم أن عملية البيع كانت قد فشلت عام 2012 من قِبل نفس المتحف البريطاني، بسبب أن "الماركيز الثالث" لمدينة "Northampton" أهداه إلى المتحف بشرط عدم بيعه، ولكنهم أعادوا المحاولة بعد عقد اتفاق بين إدارة المتحف وأسرة "الماركيز"، يشمل مناصفة ثمن التمثال فيما بينهم. ويعود تمثال "سخم كا"، إلى عصر الأسرة الخامسة (2494- 2345) قبل الميلاد، وعثر عليه في منطقة سقارة (جنوبالقاهرة). ويتعذر على مصر استعادة التمثال لأن الفترة التي أخرج فيها من مصر غير مشمولة باتفاقية اليونيسكو التي وقعت في سبعينيات القرن الماضي.