مناحم بيجين، رجل مثير للجدل، عام 1977 أبرم معاهدة كامب ديفيد للسلام مع السادات في خطوة وصفها العالم بالحكمة وحصل بعدها مع السادات على جائزة نوبل للسلام. منظمة إرهابية بيجين عمل على تأسيس منظمة صهيونية عسكرية أطلق عليها اسم “,”إرجون“,” والتي وصفت كمنظمة إرهابية واقترن اسم الإرجون بعمليات الإرهاب في حق الشعب الفلسطيني، وأسهمت الإرجون في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم بفعل العمليات الإرهابية، ومن أشهر عمليات الإرجون الإرهابية، مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها 360 فلسطينيا، كما ذكر مناحيم بيجين في كتابه “,”التمرد.. قصة الإرجون“,”. ولإيمان بيجين أن البريطانيين يعيقون تأسيس الدولة الإسرائيلية، فقد نال البريطانيون نصيبهم من الأذى عندما قامت الإرجون بنسف مقر قيادة القوات البريطانية في فندق الملك داود في عام 1948. ولم تُستثن هيئة الأممالمتحدة من مخطط مناحيم بيجين عندما أقدمت الإرجون على اغتيال ممثلها، الكونت “,”برنادوت“,” عندما قدم الكونت اقتراحات لهيئة الأمم لحل الإشكالات بين اليهود والفلسطينيين، ولم ترق تلك الاقتراحات لليهود، فتعاونت الإرجون مع منظمة شتيرن على الإجهاز على الكونت في 17 سبتمبر 1948. “,”هابر“,” مؤلف كتاب “,”مناحيم بيجين.. الرجل والأسطورة“,” الصادر في نيويورك عام 1979 في الصفحة 385 على لسان بن جوريون، قال: (إن بيجين ينتمي دون شك إلى النمط الهتلري، فهو عنصري على استعداد لإبادة كل العرب لتحقيق حلمه بتوحيد إسرائيل، وهو مستعد لإنجاز هذا الهدف المقدس بكل الوسائل)، ومن أشهر مقولاته: “,”إذا كان حزب الليكود يعد الإسرائيليين بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، فأنا أعدهم بإسرائيل العظمى من الخليج إلى المحيط“,”. في عام 1977، تمكّن مناحيم بيجين من أن يصبح سادس رئيس وزراء لإسرائيل، ومن أهم الأحداث التي حدثت في فترة رئاسته التي استمرت حتى عام 1983، ترأُّس الوفد الإسرائيلي المُفاوض مع الوفد المصري، وتمخضت المفاوضات عن توقيع أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل، وتحققت المعاهدة في عام 1979. وحضر بيجين مباحثات مع الرئيس المصري أنور السادات والرئيس الأمريكي جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد في سبتمبر 1978، ووُصفت المفاوضات بأنها شاقة ومتعبة وكادت تفشل أكثر من مرة، وأعلن الرؤساء الثلاثة اتفاقهم على وثيقتين أساسيتَين معلنتَين: الأولى “,”إطار عمل للسلام في الشرق الأوسط“,”، والثانية “,”إطار عمل لعقد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل“,”، ووقَّع على الوثيقتين كلٌّ من بيجين والسادات كطرفين وكارتر كشاهد وفي نفس العام حصل بيجين على جائزة نوبل للسلام مناصفةً مع أنور السادات. المجازر العربية وفي عام 1981 قامت حكومتُه بضرب المفاعل النووي العراقي، وأشاد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بهذه العملية ووصفها بأنها اتسمت بالجسارة والمهارة. وقد أقلعت الطائرات الحربية الإسرائيلية متجهة إلى العراق في عام 1981 بهدف ضرب المفاعل النووي العراقي، وصرح بيجين عندها “,”إننا لن نسمح بأي حال من الأحوال أن نمكّن أعداءنا من تطوير أسلحة الدمار الشامل لاستخدامها ضد الشعب الإسرائيلي“,”. وفي عام 1982، انطلقت القوات الإسرائيلية شمالا داخل الأراضي اللبنانية، واستقرت في جنوبلبنان فترة 18 سنة لضرب ما يوصف بالمقاومة الفلسطينية في لبنان، ثم وقعت مذبحة صابرا وشاتيلا التي ارتكبتها الكتائب اللبنانية اليمينية، ووقف بيجين أمام الكنيست ليعلن في استهانة: جوييم قتلوا جوييم (غرباء قتلوا غرباء) فماذا نفعل؟! وثبتت مسئولية بيجين وأعضاء حكومته ووزير دفاعه أرئيل شارون عن هذه المذبحة. وقدم بيجين استقالته في سبتمبر من عام 1983 بعد أن توفيت زوجته، وتدهورت حالته الصحية، وأصيب بالاكتئاب وعاش بقية حياته منعزلًا في شقته حتى وفاته عام 1992.