يترقب الكثيرون في داخل مصر وخارجها، مصير العلاقات المصرية – الإسرائيلية واتفاقية السلام -التي وقعت في مثل هذا اليوم 26 مارس منذ 34 عامًا، ومدى استمراريتها في عهد الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين التي طالما انتقدت السلام مع إسرائيل، والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ففي مثل هذا اليوم وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيجين، على معاهدة سلام في العاصمة الأمريكيةواشنطن، وذلك بعد اتفاقية كامب ديفيد الموقعة في 1978 ومن أبرز بنود المعاهدة السلام هو اعتراف كل دولة بالأخرى، الايقاف التام لحالة الحرب الممتدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ومعداتها والمستوطنين الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة في 1967، كما تضمنت المعاهدة السماح بمرور السفن الإسرائيلية من قناة السويس، والاعتراف بمعابر تيران وخليج العقبة كممرات مائية دولية. وفي 18 مايو 1981 أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي: "أن الأممالمتحدة لن تكون قادرة على توفير قوة مراقبة دولية"، وذلك إثر تهديد باستخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الاتحاد السوفييتي، ونتيجة لوصول مجلس الأمن الدولي إلى طريق مسدود، بدأت مفاوضات بين كل من مصر وإسرائيل والولاياتالمتحدة بتشكيل قوات حفظ سلام خارج إطار مجلس الأمن الدولي. وفي 3 أغسطس 1981 تم توقيع البروتوكول المرتبط بمعاهدة السلام ليؤسس قوات المراقبة المتعددة الجنسيات، حيث تراقب هذه القوات مدى التزام أطراف المعاهدة ببنودها. أما بالنسبة لاتفاقية كامب ديفيد، تم التوقيع عليها قبل أكثر من عام على توقيع اتفاقية السلام، وتحديدًا في 17 سبتمبر 1978، وذلك بعد 12 يومًا من المفاوضات في المنتجع الرئاسي بكامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولاياتالمتحدةواشنطن. وكانت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، ونتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية، ومن جهة أخرى حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية حسب ما جاء في مبرر المنح للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وبسبب اتفاقية السلام ابتعد العرب عن مصر بعدما عارضوا الاتفاقية، كما كانت هناك معارضة قوية في الساحة المصرية للسلام مع إسرائيل، وبرغم اغتيال الرئيس السادات، ونهاية نظام الرئيس حسني مبارك، إلا أن السلام مع إسرائيل ما زال الكثير من المصريين غير راضين عنه خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، في فلسطين وسوريا ولبنان.