طالبت الدكتورة جيهان فرحات، رئيس رابطة المرأة المبدعة، بوضع دراسة مستفيضة لكل المؤشرات العالمية حول الاختراعات وأخذ ما يتلاءم مع اقتصاد مصر، واستطلاع آراء وتوصيات مجتمع الأعمال حول رؤيتهم للابتكار بشكل عام وفي قطاعاتهم بكل خاص والتعرف على أهمية قياس الوضع الحالي للابتكار للتمكن من تطويره، ووضع إجراءات ضرورية لنمو وتطوير الابتكار في القطاع الخاص لمواكبة النمو والتنافسية الابتكارية بهدف الوصول إلى خطة إستراتيجية ناجحة لكى تصبح مصر على خريطة مؤشر الابتكار العالمي قريبًا. وقالت فرحات أن التنمية الحقيقة في العالم ترتبط بالابتكار ومؤشرتها التي تفرض نفسها كمرجع رئيسي على ساحة التنمية والتطوير فهي أداة قياس هامة لقادة السياسات ورجال الأعمال والمصالح وذلك تزامنا مع احتفالات لندن بإصدار نسخة عام 2015 لمؤشر الابتكار العالمي في 17 سبتمبر الجارى. وأوضحت فرحات أن التخطيط للوصول إلى إستراتيجية الابتكار بما يتواكب مع التطورات والتغيرات في بيئة العمل، وضمان تميز وتفوق وتنافسية مجتمع الأعمال اصبح من أساسيات تطوير اقتصاديات العام وحل مشاكلهم الأساسية. وأكدت فرحات أن اداة قياس الابتكار ذات قيمة لتسهيل الحوار بين القطاعين العام والخاص، حيث صناع القرار وقادة الأعمال وذلك للتمكن من تقييم التقدم المحرز على أساس علمي مستمر. وأوضحت فرحات أن كل دول العالم المتقدمة تقدر قيمة الابتكار والابداع لتحقيق نمو حقيقي قائم على افضل الابتكارات والابداعات، والعالم يتنافس من أجل وضع سياسات فعالة للمزيد من التنمية، فلقد نجحت العديد من الدول في تحسين وتطوير كفاءتها الابتكارية بشكل ملحوظ، وهذا ما تكشف عنه المؤشرات العالمية التي ترصد السياسات والخطط القادرة على التأثير الإيجابي المتميز على مجتمعها واقتصاده. والجدير بالذكر أن مؤشر الابتكار العالمي للعام الماضي 2014- كان عن العامل البشري في الابتكار والبحوث وتطور السوق، الذي رتب أداء 143 دوله في كل أرجاء العالم في مجال الابتكار استنادًا إلى 81 مؤشرًا. وكانت سويسرا والمملكة المتحدة والسويد في المقدمة مع بعض المؤشرات المشجعة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ فالعامل البشري يحفّز الابتكار. وضح هذا التقرير دور الأشخاص وفرق العمل التي تقوم بالأعمال الابتكارية ويلقى الضوء على مختلف الجوانب المؤثرة منها القوة البشرية اللازمة لإنجاز هذا الابتكار، بما في ذلك العمالة المؤهّلة، ورأس المال والتكنولوجية والعلاقة بينهما، وكيفية التخطيط للاحتفاظ بالموهبين والمخترعين وذوي المستويات التعليمية العالية، وكل ذلك من أجل التعرف على الجوانب البشرية الكامنة وراء الابتكار باعتبارها أمور أساسية للتخطيط لسياسات وطنية ومحلية ناجحة وقابلة للتنفيذ تساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية. ولو رجعنا إلى مؤشر الابتكار العالمي في 2013 Global Innovation، فنجد أنه اقر بدور الابتكار كمحرّك للنمو والازدهار وحس على تطبيقه في مجال الابتكار على الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وعليه فهو يعد مفتاح التغلب على صعبات النمو أو التطور بشكل يتوافق مع عالمنا الحديث. فمؤشر الابتكار العالمي (GII) يعد بمثابة اعتراف بالدور الرئيسي الذي يلعبه الابتكار للنمو الاقتصادي والازدهار. بل هو أيضا اعتراف بالحاجة إلى رؤية أفقية واسعة من الابتكارات التي تنطبق على كل من الاقتصاديات المتقدمة والناشئة، مع إدراج المؤشرات التي تتجاوز المعايير التقليدية للابتكار.