أكدت د. أمينة الرستماني، الرئيسة التنفيذية ل "تيكوم للاستثمارات"، خلال جلسة "الابتكار الإعلامي . . طموح وتطلعات "، والتي عُقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته الرابعة عشرة، على امتلاك دولة الإمارات العربية المتحدة لرؤية كاملة المعالم وخطة استراتيجية شاملة للابتكار في كافة القطاعات، كما أشادت بالمبادرات النوعية التي أطلقتها الدولة، وسعي دبي الدؤوب للتعزيز الابتكار وتضمينه في كافة قطاعات العمل وميادينه. وأشارت د. الرستماني إلى مسؤولية الإعلام في دعم مجمعات الابتكار، وحاضنات الأفكار الناشئة، ومختبرات تكنولوجيا، ومختبرات الإبداع، وإسهامه في نشر الوعي الابتكاري لدى أفراد المجتمع، وتسليط الضوء على المبدعين في مختلف الميادين والقطاعات. الجلسة التي جاءت ضمن جلسات ال (20 دقيقة) المنعقدة برعاية شركة "نخيل"، تناولت عدة محاور أبرزها، مقومات الابتكار الإعلامي، وكيف يمكن للإمارات أن تنجح في هذا المجال، إضافة إلى دور تكنولوجيا المعلومات في دفع عجلة الابتكار الإعلامي. وفي بداية الجلسة عرّفت الرئيسة التنفيذية، "تيكوم للاستثمارات" الابتكار بأنه استحداث أساليب وطرق جديدة للاختراعات وتطبيقها بشكل مختلف، مشيرة إلى أهمية عنصر الابتكار والتي لخصها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مقال لسموه بعنوان "الابتكار أو الاندثار"، في جملة واحدة هي "الابتكار هو أن تكون أو لا تكون". وعرضت الرستماني خلال الجلسة إلى المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات في مجال الابتكار، حيث احتلت المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحققت تقدماً مقارنة بالدول الأخرى في مؤشرات الموارد البشرية والبنية التحتية ومؤسسات الدولة والإنتاج الإبداعي. كما قام موقع" Business Insider" الإلكتروني الرائد في أخبار التكنولوجيا والأعمال، بإبراز الثمانية عشر مدينة الأكثر ابتكارا في العالم، واختار دبي ضمن هذه القائمة، وذلك لما تتمتع به من بنية تحتية داعمة للإبداع والابتكار. وأشارت د. الرستماني إلى إن الإنجازات التي حققتها دبي وأهلتها بجدارة تكون مصنّفة مع مدن عالمية برعت في مجال الابتكار في وقت زمني قصير مقارنة بالمدن الأخرى، لم تأت بمحض الصدفة، بل جاءت من خلال رؤية واضحة وضعت دبي الابتكار أساساً لنهضتها منذ بداية تأسيسها إلى أن أصبحت اليوم مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال منذ بداية التسعينات. كما عرضت للإنجازات المهمة لمدينة دبي التي كان الابتكار أساساً لها، والتي بدأته في عام 1959 بتعميق خور دبي، ثم افتتاح مطار دبي في 1960، فإنشاء ميناء جبل علي ومنطقة جبل علي الحرة في عام 1979، ومن ثم تلاحقت الإنجازات لتضم إنشاء شركة طيران الإمارات. وتأسيس مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإنشاء مركز دبي المالي العالمي وصولاً إلى تشييد "برج خليفة" أعلى بناء في العالم وهو الانجاز الذي يشهد على نهج دبي في الريادة. وأبرزت د. الرستماني أهم المبادرات والفعاليات التي اطلقتها دبي لتعزيز الابتكار، كتأسيس اقتصاد دبي المعرفي، وحكومة دبي الإلكترونية ثم جامعة حمدان بن محمد الذكية، وتدشين برنامج التوظيف والتعليم الإلكتروني، إضافة إلى مدينة دبي الذكية، ومركز الابتكار، ثم استراتيجية دبي للابتكار في عام 2014. كما عرضت للتطور الذي شهدته الإمارات في قطاع الإعلام منذ بداية عام 1999، والنقلة الكبيرة التي أحدثتها دبي والتي تركزت بشكل مكثف على أربعة محاور هي: تأسيس المناطق الحرة الإعلامية وكان في بدايتها مدينة دبي للإعلام، وتطوير القوانين والنظم لتوفير بيئة مناسبة لجذب الشركات العالمية وتأسيس شركات جديدة، وجذب الجامعات والمؤسسات التعليمية، وتأسيس جامعات إعلامية مثل كلية محمد بن راشد للإعلام، بإضافة إلى تأسيس مؤسسات حكومية وخاصة للتركيز على الفعاليات والمؤتمرات التي تخدم القطاع الإعلامي والإبداعي، مثل نادي دبي للصحافة ومهرجان دبي السينمائي الدولي. وعرّجت الرستماني على الدور الذي لعبته "تيكوم للإستثمارات" في دفع عجلة الابتكار، حيث تأسست لتحقيق وانجاز رؤية في إقامة اقتصاد مرتكز على المعرفة من خلال الاهتمام بستة قطاعات هي: الإعلام، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعليم، والعلوم الصحية، والمشروعات الصناعية، والتصميم.
كما قامت "تيكوم" بتأسيس 11 منطقة أعمال في دبي، ليصل عدد الشركات التي تأسست فيها إلى 4650 شركة منها 1945 شركة في قطاع الإعلام، تضم ما يزيد على 27 ألف موظف. أما عدد شركات البث الإذاعي والتلفزيوني فبلغ 34 شركة، وعدد القنوات التلفزيونية 124 قناة فضائية، إضافة إلى 13 وكالة إخبارية، و86 شركة طباعة يصدر عنها 281 مطبوعة. وقالت الرستماني أن "تيكوم" ستقوم برعاية وتطوير الأجيال القادمة من الموهوبين والفنانين والمطورين التقنيين من خلال إنشاء حاضنات الابتكار والتمويل والمسابقات التنافسية، والتي من شأنها الإسهام في ترسيخ مكانة دبي كعاصمة الابتكار، كما احتفلت في الخامس من مايو 2015، بالذكرى السنوية الثانية لمركز الإبداع في مدينة دبي للإنترنت، والذي حصل على جائزة "أفضل حاضنة أعمال" لهذا العام في حفل توزيع جوائز "Arabian Business " للأعمال الناشئة. كما اكدت ان "تيكوم للإستثمارات" تعمل حالياً على إنشاء حاضنات الابتكار في جميع مجمعات أعمالها وذلك على غرار مركز الإبتكار، وخصصت 150 مليون درهم لتمويل الأعمال الناشئة والمسابقات التنافسية بينهم، كما أفردت 600 مليون درهم لمبادرات مختلفة منها تأسيس المعامل والورش العملية وبناء البنية التحتية المناسبة لتفعيل أعمال الابتكار في القطاعات التي تركز عليها. استبيان الابتكار أكدت الرئيسة التنفيذية ل"تيكوم للاستثمارات" على ان الخطط المستقبلية التي وضعتها المجموعة أتت تماشياً مع استراتيجية الدولة لجعلها مركزاً عالمياً للابتكار. وتنفيذاً لتلك الخطط قامت "تيكوم للاستثمارات" مؤخراً بإجراء استبيان على أكثر من أربعين شخصية من قادة وروّاد الإعلام في دبي حول موضوع الابتكار. وشملت الدراسة مجموعة من الشركات الرائدة في قطاعات الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم، مشيرة إلى أن نتائج الاستبيان أوضحت أن التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقاتها في الإعلام سيكون لها الأثر الأكبر على القطاع الإعلامي، كما أوضحت النتائج أهمية التركيز على التكنولوجيا الرقمية وإنترنت الأشياء، وابتكارات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل المنصات المتكاملة وأدوات القياس المتقدمة، إضافة إلى التحليلات المتقدمة مثل قواعد البيانات الكبيرة. وسلطت د. الرستماني الضوء على المجالات الرئيسية التي تشكل أساس لمدينة قائمة على الابتكار، وهي: القوانين والتشريعات، والتعليم، والبنية التحتية، والاهتمام بحاضنات الابتكار والتمويل والمسابقات التنافسية، والفعاليات والمؤتمرات والمشاركات التفاعلية، كما أوضحت أن خلق بيئة مناسبة لتفعيل دور الابتكار، لابد له من تجديد القوانين والنظم، وهو ما عملت عليه "تيكوم" على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، حيث عملت مع المؤسسات الحكومية لتحديث القوانين وإنشاء هيئات تنظيمية تدعم نمو القطاعات الإبداعية، من خلال منح التراخيص الملائمة للنشاطات المختلفة تنظيماً لتلك القطاعات. كما لفتت إلى انه وفقاً للاستبيان سيتم التركيز في المرحلة المقبلة مع الجهات الحكومية على عدة نقاط مهمة لعالم الابتكار من أهمها، حقوق الملكية الفكرية، وجذب المواهب وتنميتها، وكذلك على سياسات وسائل التواصل الاجتماعي، وتسجيل الشركات الصغيرة والمتوسطة قانونيا، وبحث إمكانية إشراك الطلبة ككوادر جديدة في سوق العمل وحماية حقوقهم، إضافة إلى ترسيخ مكانة دبي كعاصمة للابتكار.