يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند السبت المقبل بزيارة عمل الى مدينة طنجة المغربية بدعوة من الملك محمد السادس، وفقا لما أعلنه الاليزيه في بيان له اليوم الاثنين. و اضاف البيان ان أولاند و العاهل المغربي سيبحثان عددا من القضايا محل الاهتمام المشترك، فضلا عن تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات لا سيما مكافحة التطرّف و التنمية الاقتصادية و التحضير لرئاسة فرنسا لمؤتمر المناخ القادم في دورته ال21 و كذلك للرئاسة المغربية للدورة 22. و كان الرئيس فرنسوا اولاند قد زار الرباط و كازابلانكا في عام 2013 الا انه في هذه المرة سيتوجه الى طنجة التي تبعد عن العاصمة الرباط ب250كم . و تاتي هذه الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الثنائية انطلاقة جديدة بعد التوقيع في مطلع العام الجاري على اتفاق جديد للتعاون القضائي أنهى خلافا دبلوماسيا مع الرباط نشب إثر زيارة شرطيين لمقر إقامة السفير المغربي بباريس لتسليم استدعاء من قاض فرنسي يستهدف خصوصا عبد اللطيف حموشي رئيس جهاز مكافحة التجسس المغربي، إثر اتهامات بالتعذيب. وفي التاسع من فبراير، قام العاهل المغربي بزيارة لباريس سمحت بطي صفحة الخلاف بين البلدين. وجرت في سياق المصالحة العديد من اللقاءات الرفيعة المستوى من بينها تلك التي قام بها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الى الرباط في ابريل الماضي وأعقبها زيارة في مايو لرئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران و12 من وزرائه في باريس في إطار الدورة 12 "للقاء الرفيع المستوى" المغربي الفرنسي، والأولى منذ الأزمة الدبلوماسية التي عرقلت العلاقات بين البلدين لنحو عام. وفي هذا السياق الذي عادت فيه العلاقات الى طبيعتها، ظهرت قضية الصحفيين الفرنسيين إريك لوران وكاترين جراسيي اللذين اعتقلا في باريس للاشتباه بمحاولتهما ابتزاز ملك المغرب محمد السادس. ومن المتوقع ان تتناول المباحثات بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط لا سيما في منطقة الساحل بالاضافة الى ازمة المهاجرين. وتعد فرنسا الشريك الاقتصادي الاول للمغرب إذ أن الاستثمارات الفرنسية تمثل أكثر من نصف رصيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب كما يوجد به 750 فرعا لشركات فرنسية تضمن أكثر من 120000 وظيفة. و تعد المغرب أول البلدان المستفيدة من دعم الوكالة الفرنسية للتنمية حيث يتجاوز رصيد التزاماتها 3 مليارات يورو. كما تظل فرنسا أول شريك تجاري للمغرب حيث تتجاوز قيمة المبادلات السنوية 8 مليارات يورو.