· رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والباحث في الشئون الفلسطينية ل“,”البوابة نيوز“,”: ثورة 30 يونيو قضت على حلم أمريكا في تنفيذ الشرق الأوسط الجديد · الرئيس المعزول قدّم تنازلات للإرهابيين تهدد الأمن القومي · المصريون سيحاكمون مَن يساعد الإرهاب بالسلاح · التنظيم الدولي للإخوان الراعي الرسمي للإرهاب في سيناء · أوباما راهن على اقتحام الإخوان للتحرير بعد خطاب المرشد في رابعة العدوية · جماعة الإخوان تقودها الآن “,”ترويكا“,” من لندن واليمن وقطاع غزة · الأيام المقبلة ستشهد الكشف عن حجم الدعم المادي الذي قدمته “,”الإخوان“,” للجماعات الإرهابية كشف الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والباحث في الشئون الفلسطينية في حواره مع “,”البوابة نيوز“,” عن العديد من المفاجآت التي تدين جماعة الإخوان وتهدد الأمن القومي المصري، حيث أكد أن لديه وثيقة تثبت إشراف إسرائيل على ظهور جماعة الإخوان في مصر. وأشار إلى أن رمزي موافي، الذي هرب مع الرئيس المخلوع من وادي النطرون، هو القائد العسكري للعمليات الإرهابية في سيناء، وأن أمريكا كانت تخطط لاحتلال أنصار مرسي لميدان التحرير، لكن ثورة 30 يونيو أفشلت مخططها. وتابع أن الثورة قضت على حلم أمريكا في تنفيذ “,”مشروع الشرق الأوسط الجديد“,”، وأن معركة الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة ستطول، لتغطية القبائل السيناوية على الإرهابيين. وأكد رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والباحث في الشئون الفلسطينية أن المصريين سيحاكمون مَن يدعم الإرهاب بالسلاح.. حول هذا وأشياء أخرى كشفها الدكتور سمير غطاس في هذا الحوار: * بداية ما هو تفسيرك لما تشهده سيناء وبعض محافظات مصر من عمليات إرهابية؟ - أرى أنه تصعيد متعمد من قبل الجماعات التي تمت رعايتها من قبل جماعة الإخوان ومحمد مرسي، فيجب أن نعرف أنه خلال عام واحد من حكم الرئيس المخلوع، قُتل 28 ضابطًا وجنديًا من القوات المسلحة والشرطة آخرهم كان بتاريخ 26/6/2013 هو العميد محمد هاني وقبله المقدم أبوشقرة، رغم أن مرسي وعد في خطاباته بالثأر إلا أنه كان على علاقة وطيدة بالتنظيمات الإرهابية، حيث أرسل من مكتبه مستشاريه ومساعديه للتفاوض معهم وتقديم التنازلات التي تهدد الأمن القومي، وكل هذا حدث في ظل حكم الإخوان، والآن تصعّد الجماعات التكفيرية والجهادية عملياتها بعد التحالف الذي تم مع جماعة الإخوان، حيث عقدت تلك الجماعات مؤتمرًا في ميدان الرفاعي بالعريش بتاريخ 7/7 اتفقت فيه على تصعيد عملياتها ضد الجيش والشرطة، والحقيقة أن كل ذلك كان جزءًا من مثلث قاعدته الأساسية هو التنظيم الدولي للإخوان، الذي عقد آخر اجتماعاته في اسطنبول برعاية أردوغان وحضرته وفود من مختلف دول العالم على رأسها الغنوشي من تونس واثنان من إخوان السودان ومثلهما من اليمن وممثل عن حماس وآخرون، وما تم خلال هذا المؤتمر كان توزيعًا للأدوار، فالتصعيد الإرهابي في سيناء مرتبط بدعم التنظيم الدولي. * في تقديرك هل ما يحدث الآن هو آخر أوراق جماعة الإخوان وأنها تقف حاليًا على حافة الهاوية؟ - حتى الآن لايزال لدى جماعة الإخوان أمل لم يخب تمامًا، في إمكانية استعادة الموقف بمساعدة أمريكا، فيتم الضغط بقوة من كل الاتجاهات على الموقف الأمريكي، والرئيس أوباما المرتبك، الذي لم يحدد موقفه حتى الآن، حيث حاول أكثر من مرة أن يفلت من الإجابة، حول ما إذا كان 30 يونيو ثورة أم انقلابًا، لكنه أقدم إجرائيًا على ممارسة ضغط عملي على الجيش المصري، حيث واظب وزير الدفاع الأمريكي على الاتصال بنظيره المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، يوميًا تقريبًا، إن لم يكن أكثر من مرة في اليوم الواحد . وفي أحد الأيام، وقت ظهور المرشد على المنصة، كان يراهن أوباما على هذا اليوم، لذلك ظهر المرشد على المنصة، ليعزز أكبر قدر من التعبئة والحشد، على أن ينتهي اليوم بوصول الإخوان إلى ميدان التحرير، ووجهت وزارة الدفاع الأمريكية حينها أحد أقمارها الصناعية في المنطقة على ارتفاع منخفض لتصوير ما سمته بالملايين من أنصار الإخوان وكانوا موجودين في التحرير، وكانت هناك محاولة بالفعل في مساء هذا اليوم لاحتلال ميدان التحرير. في تلك الأثناء كان الكونجرس يعتزم تقديم طلب لاستدعاء أوباما، للمثول أمامه للمساءلة عن علاقته بالإخوان، فأراد أن يقدم دليلًا على أن الإخوان لديهم حشد مليوني يعادل الحشود التي خرجت في30 يونيو، وكان هناك إلحاح للوصول إلى ميدان التحرير في هذه الفترة، وبالتزامن مع هذه المحاولة، ألح وزير الدفاع الأمريكي هيجل على اتصالاته المتكررة بالفريق السيسي، يحذره فيها من استخدام العنف ضد المتظاهرين، حتى يعطي غطاءً للمتظاهرين للوصول إلى ميدان التحرير . لكن لايزال الإخوان حتى الآن يراهنون على التعديل في الموقف الأمريكي والموقف الأوروبي، خاصة الموقف البريطاني والألماني، وبالتبعية الموقف الفرنسي، وأيضًا هم يراهنون على العنف الإرهابي الذي يمارسونه في سيناء، والذي انتقل الآن إلى القاهرة وقناة السويس. * في رأيك متى بدأت علاقة الإخوان بالتيارات التكفيرية في سيناء؟ - التصعيد في العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء بعد عزل مرسي يبرهن على العلاقة العضوية بين الإخوان وهذه الجماعات، كما يؤكد أيضًا على عمق العلاقة التي تربط مكتب الإرشاد بهذه التنظيمات الإرهابية، والأكثر من ذلك أن الجماعة حاولت حشد عدد من القبائل السيناوية لإحداث وقيعة بين الجيش والشرطة والمطالبة بإخراج قوات الشرطة من شمال سيناء وبالتالي الانفراد بالجيش الذي لا يعرف سيناء معرفة جيدة، لولا يقظة القوات المسلحة والشرطة المصرية لكانت نجحت في ذلك. ونجحت في تهريب وإرسال عناصر غير مصرية من عدة بلدان مثل العراقوسوريا وليبيا والسودان، لذلك جزء من معركة مصر مع الإرهاب هي إغلاق الحدود مع ليبيا والسودان وقطاع غزة، حيث توجد في السودان حكومة ترأسها الإخوان وليبيا التي أصبحت مستودعًا لتهريب الأسلحة والأفراد لمصر، خاصة أن هناك منظمات قاعدية في ليبيا إلى جانب وجود تنظيم كبير للإخوان هناك، أيضًا هناك الأنفاق التي يتم تهريب الأسلحة من خلالها، وهنا أريد أن أكشف أن هناك وثيقة رسمية تشير إلى أن دولة إسرائيل كانت مشرفة على ظهور جماعة الإخوان في مصر، وانتشارها بعد ذلك في العديد من الدول الأخرى، وكذا حركة حماس في فلسطين، فجماعة الإخوان وحركة حماس اندمجتا في “,”المجمع الإسلامي“,” الذي أشرف على إنشائه الإسرائيليون على يد القائد العسكري ديفيد بن إليعازر، الذي قام بافتتاح المجمع الإسلامي عام 1979. كما أنه لم يخدم مصالح إسرائيل أكثر من الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، وهو ما جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تقبل اعتذار “,”مرسي“,” عن الفيديو الذي وصف فيه اليهود بالقردة، خدمة “,”المعزول“,” ونظامه وجماعته لمصالح إسرائيل. ومن بين المهام التي قام بها نظام مرسي لمصلحة إسرائيل هو البند الموجود في اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل برعاية مرسي، والذي استبدل مصطلح “,”المقاومة الفلسطينية“,” ب“,”الأعمال العدائية ضد إسرائيل“,”، بالإضافة إلى ما قام به جون ماكين من توجيه الشكر لمرشد الإخوان بعد الإفراج عن المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي، إلى جانب تصريحات عصام الحداد لأمريكا بأنه لن تنشب حرب بين إسرائيل وحماس، طالما بقي الإخوان في الحكم، مضيفًا أن هذه الخدمات وغيرها كثير تفسر مفاجأة واستياء وارتباك إسرائيل والولاياتالمتحدة لسقوط مرسي. * هناك من يردد أن محمود عزت، نائب المرشد محمد بديع، هو من يقود الجماعة حاليًا، ما مدى دقة تلك المعلومات؟ - أوكد لك أن أحد أبرز جواسيس بريطانيا ويدعى( أليكس) كان موجودًا هنا في مصر في فترة سابقة، ثم غادر مصر ليعمل في إحدى الدول الإفريقية، وعاد قبل30 يونيو بفترة ما، وهذا الشخص من أخطر العملاء المعروفين بخبرتهم في التعامل مع الجماعات الإسلامية، خاصة مع الإخوان، وهذا الشخص تولى إبلاغ بريطانيا باحتمالات نجاح الدولة المصرية في30 يونيو، وبناءً عليه قررت المخابرات البريطانية المعروفة باسم (M6) استدعاء أحد أبرز قادة الإخوان، عضو الإرشاد المعروف، وهو جمعة أمين، ليكون احتياطيًا، إذا ما تدهورت الأمور إلى حل الجماعة، وهو موجود في لندن بدعوى العلاج، وهو الذي يقود الجماعة هناك، حيث هناك “,”ترويكا“,” تقود الجماعة الآن، تتكون من جمعة أمين في لندن، ومحمود عزت في اليمن أو غزة، والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، لكن نزول المصريين في تظاهرات 30 يونيو قضى على مشروع الولاياتالمتحدةالأمريكية المُسمى ب“,”الشرق الأوسط الجديد“,”، الذي كان يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وبدأت في تنفيذه أمريكا في العراقوسوريا وفي العديد من البلدان العربية، مضيفًا أن أمريكا كانت تحاول اتخاذ مصر كمركز لنشر هذا المشروع بشكل أكبر في العالم العربي. * في ظل كل تلك التعقيدات متى تنتهي الحرب على الإرهاب في سيناء؟ - أتوقع أن تطول المواجهة الحالية مع الإرهاب بسبب طبيعة سيناء نفسها ولأن بعض القبائل تعطي غطاءً لهذه الجماعات الإرهابية، وأنا أناشد المصريين في سيناء من أبناء القبائل عدم منح الإرهابيين أي غطاء، لأن المصريين سيحاكمون كل من يساعدهم بالسلاح أو الحماية. * هل هناك تصنيف يمكن من خلاله فهم خريطة الإرهاب في سيناء ؟ - من أبرز وأخطر هذه الجماعات هو تنظيم “,”مجلس شورى المجاهدين، أكناف بيت المقدس“,” وهي جماعة موجودة في غزة وفرعها في سيناء، التي أعلنت مؤخرًا عن مسئوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية وتفجير مبنى المخابرات في رفح وهنا أيضًا جماعة التوحيد والجهاد التي أسسها هاني أبوشيتة، شقيق حمادة أبوشيتة، المتهم في العديد من التفجيرات الإرهابية أيضاً، هذه المجموعة أصلها في غزة وفرعها في سيناء، وهناك مجموعة ثالثة تُسمى “,”أنصار الشريعة“,” يقودها الإرهابي المعروف رمزي موافي الملقب “,”بطبيب بن لادن“,” الذي كان محبوسًا مع محمد مرسي وعناصر الإخوان في سجن وادي النطرون، وتم تهريبه وذهب إلى سيناء لإنشاء هذه الجماعة، وأرجح أن يكون رمزي موافي هو القائد العسكري للعمليات في سيناء. * ما هو تقييمك لعمليات الجيش والشرطة في سيناء؟ وهل حققت الهدف منها؟ - هناك عمل صامت يتم الآن في سيناء، كما أن القوات المسلحة والشرطة يخوضان معركة تحتاج إلى النفس الطويل وإخفاء بعض المعلومات حفاظًا على سرية العملية، لكن يجب أن يكون هناك تكاتف بين عدة عناصر: الجيش والشرطة مع المواطنين وشيوخ القبائل في جميع المناطق المفتوحة، والمشكلة أنهم يختبئون وسط السكان وهو ما يستلزم رفع الغطاء عنهم ومعاونة قوات الأمن في القبض عليهم، لأنهم يحاولون تحييد أسلحة الجيش، خاصة طائرات الهليكوبتر والطائرات التي لا تستطيع العمل في المناطق السكنية، كما تم ضبط عدد كبير من غير المصريين وسط هذه الجماعات منهم شخص أوكراني، كان يقاتل في سوريا مع تنظيم القاعدة وأيضًا هناك شخص يمني وأعداد من الفلسطينيين المتورطين في هذه العمليات، مؤكدًا أن الأيام القليلة المقبلة، ستشهد الكشف عن حجم الدعم المادي الذي أنفقته جماعة الإخوان لدعم التنظيمات المسلحة في سيناء.