اكتشفت وأنا باحسب السنوات من عمر الصورة لعمرى الآن، إن كل وقت كنت باحاول أعديه هو اللى كان بيعدينى، وإن كل يوم كنت باحاول إن أتخلص منه هو الذي كان يخلص منى.. وإن العمر يجرى والأيام لا تنتظر أحد أن يرتاح أو نفرح، وإن كل الذين قررو أن يأجلوا السعاده ظلوا يأجلوها لحد ما خدوا على كده.. فعاشوا وماتوا منتظرين. اكتشفت أخيرا لماذا أكره عيد ميلادى كل تلك السنوات، ليس لأنه يوم ولدت فيه، لكنه اليوم الذي يذكرك أن عمرك وأن شوت لن يتكرر.. ما تعيشه هو حياة واحدة وليست بروفة لحياة أخرى تنتظرك تعوض بها أخطاء الماضى.. عيد ميلادك باختصار هو مقياس الزمن السنوى الذي يمر عليك ليحاسبك عملت إيه من السنة اللى فاتت.. اتبسطت؟ طب أد إيه؟ اسأل كل من انتظر الفرحة أن تزوره عن البومبة التي أخدها، الفرحة ليست بميعاد ولا كتالوج، الفرحة تنتظرك أن تخوض تفاصيلها بنفسك وتخترعها في حياتك بالقهر والغصب في كل مرحلة من حياتك مهما كانت صعبة، الفرحة مدسوسة في التفاصيل رغم كل التعب والمعاناة، عليك أن تسأل من هو في سنك على الجانب الآخر من النهر، كم بلدا زار وكم فيلما يشاهده في السينما وكم مسرحية يحضرها في الأسبوع أو الشهر، رغم أنه مر بكل مراحل تعليمك! عليك فقط أن تدرك في تلك اللحظة التي تقرأ فيها تلك الكلمات -ولك الحق في إلقاء كل ما قرأته في سلة القمامة بعد ذلك- أن الحياة ليست سباقا، الحياة ليست رهانا بين من يعيشونها، من وضع قوانينها والله بشر مثلنا ربما كانوا عباقرة وربما كانوا في منتهى الحماقة، في النهاية هي حياتك أنت، وأنت من تحتاج كل فترة لتفنيط الكوتشينة من جديد، لتكتشف وحدك أنه لا يجب عليك أن تعيش نصف عمرك تضيع فيه صحتك من أجل أن تجمع فلوس، وتعيش النصف الاخر تضيع تلك الفلوس من أجل استرداد صحتك، وأن تعيش نصف عمرك بتتنفخ من أجل أن تصبح سعيدا وتعيش النصف الآخر تسأل هو أنا مكتئب ليه؟ وأن تعيش نص عمرك بتتعب علشان ترتاح وتكتشف بالنهاية إنك لازم ترتاح علشان ماتتعبش. عزيزى باختصار.. انت محتاج مسخرة أكتر من كده ف حياتك!