"مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها"، كلمات خطها قلم الشاعر عبدالعزيز الدريني، هي لسان حال، أطفال وكبار أتوا إلى الدنيا عبر ليال حمراء، تناول فيها العشيقان كل كؤوس المتعة الحرام واللذة دون النظر للمصير المجهول لأجنة بدأت في التكوين والخروج للعالم الآخر، الذي أعلن مسبقا عن رفضهم ونعتهم بأبناء الحرام، تركة ما أثقلها، أفرزوا للمجتمع مجتمعًا صغيرًا يعد كقنبلة موقوته تعج بالأمراض النفسية والأوجاع والرغبة القاتلة في التدمير. أطفال الشوارع لقبهم، وأبناء الحرام وصفهم، رغم أن منهم نماذج ضربت في الكمال والالتزام أروع الأمثلة. أبي الرئيس.. هذه رسالتي أنا طفل من أطفال الشوارع أو ما تلقبونهم باللقطاء أو أولاد الحرام، من أبيار كفر الزيات - غربية، 19 سنة، خرجت إلى الدنيا ولم أجد صدر أمي ولا حضن أبي، بلا أهل بلا أصل بلا نسب.. كنبتةٍ شيطانية خرجت من أرض بور وارتوت بمياه المالح، لكنها أصرت على الحياة، تبناني رجل صالح هو الحاج صبحي يعمل في مخبز، أخذني من الملجأ وأدخلني المدرسة وعلمني صنعة النجارة، ولم يبخل عليا بأي شيء، حصلت على شهادة الإعدادية بتفوق، فقررت أنا وأصدقائي الالتحاق بمعهد ضباط صف معلمين بالإسماعيلية، العسكري، وبالفعل تقدمنا بأوراقنا ولكني لم أتقدم إلا ببطاقتي التي تحمل بيانات وهمية، وللأسف تم قبول كل الأصدقاء وتم رفضي وحدي، حيث إن إدارة المعهد طلبت مني قيدا عائليا، فمن أين أحضر عائلة وأسماء لأضعها بالخانات الفارغة؟ سيدي الرئيس.. أكتب إليك خطابي والله يعلم أن دموعي تسبقني إليك، فكلما كبرت أفجعتني الحقائق المرة ببشاعة الواقع المرير الذي يلاحقنى، والمستقبل المعتم الذي ينتظرني، الحبل يضيق حول عنقي، وأنا لا رغبة لي في الفشل أو الموت ولكن القوانين القاسية تقول: ليس من حقي السفر داخل أو خارج مصر، ليس من حقي الالتحاق بأي كلية عسكرية، ليس من حقي وظيفة حكومية، فماذا تبقى لمثلي من حقوق؟ لماذا الكيل بمكيالين؟ لماذا طلبت لتأدية الخدمة العسكرية عامين، في حين تم رفض طلبي للالتحاق بالمعهد العسكري؟ أقسم أنني لست رافضًا لتأدية خدمة بلدي، فأنا وروحي وعظمي ولحمي فداء كل مصري، ولكنى أشعر بمرارة الظلم، ما ذنبي أني خرجت للدنيا بالخطيئة، أنا لم أنحرف يوما، لم أغضب الله في كبيرة، لم أنساق مع أصدقاء السوء، أواظب على فروضي وأصل لربي وأحفظه في السر والعلانية وأدعوا لوالداي بالمغفرة والتوبة رغم بشاعة ما فعلوه. سيدي الرئيس.. أشكوا إليك مجتمعا يقف ضدي، وقوانين أصابتني في مقتل، وبشر يسبونني ليل نهار، وأسر ترفض زواجي من بناتها، وموت يبخل علي بسكراته، فدلني ماذا أفعل، فكل ما أرجوه من سيادتكم التدخل لحل مشكلتي التي هي مشكلة مئات آلاف من أطفال الشوارع، نرجو استثنائنا من القيد العائلي والسماح للمجتهد منا بالدخول للمعاهد العسكرية، ولن نطمع في طلب الكليات، كما أطلب من سيادتكم السماح لي بتغيير اسمي على اسم من رباني وعلمنى لأنه صاحب الفضل علي بعد الله عز وجل، كانت هذه نص رسالة إيهاب الذي وقع ب (إيهاب ابن مصر). ونحن بدورنا ومن خلال خدمة "سامعينك" نضم صوتنا لصوت إيهاب، ونطالب المسئولين بإعادة النظر في القوانين الخاصة بتلك الشريحة لتوفير مناخ إنساني آمن لهم يمكنهم من الحياة، ونعدك بمتابعة طلبك للوصول لما ترجوه وتتمناه. كن إيجابيًّا وأرسل بشكواك على الرابط التالي: [email protected]