سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسائل وقصص اللاجئين ما بين البر والبحر المعاناة مستمرة.. بيومي: دول أوروبا تفعل المستطاع وفق الإمكانيات.. واللاوندي: هجرات السوريين "صداع" في رأس الأمم.. وهريدي: لا بد من تحركات عربية لحل الأزمة
"بسبب موت أعداد كبيرة من إخواننا في رحلات الموت البحرية للعبور من تركيا إلى اليونان، ولأننا مجرد عابري سبيل في الأراضي اليونانية، ندعوكم لاعتصام على الحدود البرية لنقول لا لمهربي الدم وتجار البشر بهدف الدخول إلى الأراضي اليونانية وإكمال رحلة اللجوء منها دون اشتباك ومع الالتزام بالأخلاق والمحافظة على النظافة التامة لنحافظ على سلمية الاعتصام وننوه بمنع الالتماس مع أي طرف ولو بادر بالاعتداء يرجى الالتزام والحرص". هكذا كانت فحوى رسالة حزينة من صهيب أسد، أحد الشباب الفارين من جحيم نظام الأسد من آلاف الأسر التي لطمت بهم الأوضاع الداخلية لبلدانهم لتحملهم إلى احتمال أمواج البحر الهائج الذي يحمل معه الموت والغربة مشتتين بين شتى البقاع الأوروبية التي تتفاوت ما بين رفض استقبالهم مثل المجر والتشيك ومقدونيا وغيرها من البلدان وبين دول أخرى توافق على وجودهم مثل ألمانياوفرنسا. صهيب أسد لم يكن يحلم سوى بأقل القليل من الرغبة في الحياة بكرامة مثله مثل باقي الشباب السوري الذي لم يستطع احتمال نار النظام السوري الذي يقوده السفاح بشار الأسد، فنجد "إياد كرز"، ذلك الشاب الذي مثله مثل الكثيرين مات قبل أن يصل إلى غايته. قصة البطل "إياد كروز" يقول أحد الشباب الذين كانوا مع إياد في البلم أنهم قضوا ليلتين سويًّا في النقطة قبل السفر عندما سافروا كان المفروض أن يحمل المركب "البلم" معه 40 شخصًا، ولكن تفاجأوا بوجود 56 شخصًا يصعدون على ظهر البلم، وبعد مسير ساعة في المياه بدأت المياه تدخل إلى البلم فقرر الشباب إلقاء الحقائب والحمل الزائد في البحر ولكن لم يكن هناك فائدة، فقام بعض الشباب ومن بينهم إياد بإلقاء أنفسهم لينقذوا غيرهم، بعض الذين ألقوا أنفسهم تمسكوا بالبلم ومن بينهم راوي القصة بينما إياد و3 شباب لم يستطعوا التمسك به وصل الشباب الثلاثة إلى البر أحياء ولكن بالأمس وصلت جثة الغالي إياد إلى أحد المشافي، حيث تم التعرف عليه من خلال جواز سفره، ليكون مثله مثل باقي الأبطال الحقيقيين الذين ضحوا بأرواحهم لأجل إنقاذ غيرهم ثم رحلوا بصمت. وحول الأوضاع المتأزمة للاجئين.. يوضح السفير جمال بيومي، نائب وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لبرنامج المشاركة المصرية الأوروبية، بوزارة التعاون الدولي، أنه لا تلام أي بلد أوروبي على رفض استقبال اللاجئين السوريين كما لا يلام السوريين كذلك على ما يحدث لهم لأن المسألة هنا لها بعد إنساني بحت يجب أن يأخذه الجميع بالاعتبار وهو ما تقره المواثيق العالمية الخاصة بحقوق الإنسان. ولفت بيومي إلى أن دول أوروبا تفعل المستطاع وفق الإمكانيات الخاصة بكل دولة لمساعدة اللاجئين وإن كان هناك تحفظ من بعض الدول على استقبالهم فذلك يعود إلى وجود تخوفات من أن يكون اللاجئين داخل تلك البلدان وهم مجهولي الهوية الأمر الذي يثير تساؤلات حول أن الفرد مجرد لاجئ وليس عضوا من تنظيم داعش الإرهابي، مشيرًا إلى رفض بعض الدول إدخال المسلمين بها والسماح لأسر الأقباط بها أمر يعود إلى تلك الدول، فمثلًا دولة مثل صربيا كانت تستقبل المسلمين من قبل. وأشار بيومي إلى أن ما يحدث مأساة ليس هناك حلولا سهلة وهنا يأتي الدور على الأممالمتحدة والدول الغنية والعربية لعمل خيام للأسر النازحة من بلادها ومعسكرات وتمويل تلك المشاريع الإنسانية. ويؤكد الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن أوروبا تعاني من هجرات غير شرعية بنسبة كبيرة داخلها وهو الأمر الذي يجعل هجرات السوريين صداع على رأس أوروبا ولا سيما أن تلك الهجرات بدأت منذ فترات ليست بالقريبة وهو ما يجعل هناك ضرورة لوضع حلول أمام أزمة الهجرات إلى أوروبا. وأضاف: القانون الدولي وميثاق حقوق الإنسان الخاص بعام 1951 ينص على تنظيم حقوق اللاجئين وبالتالي فإنه يتوجب على الدول جميعها استقبال وحماية اللاجئين السوريين وتوزيعهم توزيعًا عادلا على أوروبا لحين انتهاء أزمتهم وهو ما قررت العديد من الدول مثل فرنساوألمانيا القيام به بالفعل في حين وقف عدد من الدول أمامها مثل دولة المجر والتي تنتهك بذلك ميثاق حقوق الإنسان ولكنها رغم ذلك تبرر عدم موافقتها بالظروف الاقتصادية والمادية التي لا تسمح بذلك. ولفت اللاوندى إلى أن أغلب الدول الأوروبية تتأثر بما يدور بسوريا وهو ما يبرر قيام تلك الدول بالموافقة على استقبال وإيواء اللاجئين قائلا: "يكفي أن العالم ارتعد بسبب غرق الطفل الكردي الذي انتشرت صورته المؤثرة عبر العالم"، مشددًا على ضرورة اجتماع دول العالم لحل الأزمة السورية سياسيًّا من المنبع وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدولية لحلها. وأضاف السفير حسين هريدي، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن موقف اللاجئين في سوريا فاجأ دول الاتحاد الأوروبي التي لم تكن مستعدة له فكل دولة لها سياسة موحدة خاصة بالتعامل مع الموقف السياسي داخلها، ولذلك فمن المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة مؤتمرات لمناقشة كيفية مواجهة الدول الأوروبية للسوريين سواء السماح بمنحهم حق اللجوء السياسي أو الإقامة المؤقتة هناك، مشيرًا إلى أنه على الصعيد العربي لا يمكن أن تكتفي الدول العربية بمشاهدة ما يحدث في سوريا ولأبناء سوريا المشردين والسكوت عليه فاللاجئون السوريون لا بد أن يعودوا إلى بلادهم فور إيجاد حلول سياسية للأزمة داخل أراضي سوريا، حيث يجب أن تكون هناك تحركات عربية واسعة النطاق لحل الأزمة السورية داخليًّا.