تسود حالة من الغضب بين الأثريين والمهتمين بالتاريخ والأثار بالدقهلية، بعد تفاجئهم بالرد على مطالبهم المستمرة بترميم قصر الإسكندر "القصر الأحمر" الموجود بشارع المختلط بالمنصورة ، والذى أنشأه الخواجة ألفريد جبور عام 1920 م، وهو برج مطلى باللون الأحمر، وأطلق علية أهل المدينة القصر الأحمر، وتبلغ مساحته 514 م تقريبا، حيث جاء الرد بلافته كبيره تحمل "للبيع المبنى والأرض". حيث أكد المهندس مهند فودة، المدرس مساعد بقسم الهندسة المعمارية بهندسة المنصورة، والمنسق العام لمبادرة "انقذوا تراث المنصورة" وعضو لجنة حصر المباني المتميزة بالدقهلية، أن القصر يتميز بطرازه المعماري الفريد الذي ينتمي للطراز القوطي والذي عادة ما يرتبط ببناء الكنائس في أوربا ويعتبر قصر اسكندر واحد من القصور القليلة على مستوى مصر التي بنيت على هذا الطراز، ويتميز ببرجه الذي يغطيه قرميد قشري "على هيئة قشور السمك" وهي لها دلالة في الديانة المسيحية، التي ارتبط بها هذا الطراز، إلا إن الإهمال وابتعاد الآثار عنه جعل القمامه تحيط به من كل اتجاه. وأضاف، أنه كان يمكن أن يتم ترميمه واستخدامه كأثر دينى للأقباط، ويمكن استثماره سياحيا، ويدر ربحا، إلا أنه بدلا من ذلك تحول إلى مكان مهجور ملىء بالقمامه يتردد عليه المدمنين لتعاطى المخدرات ليلا بعيدا عن الأعين. وأشار إلى أن القصر شيده الخواجة "ألفريد جبور" عام 1920 ثم اشتراه "اسكندر افندي حنا " عام 1934 وكان تحيط به حديقة من أربع جهات وقام ملاك القصر في التسعينيات ببيع القصر لأحد سماسرة الأراضي، الذي قام بتخريبه وفك نوافذه واسوار بلكوناته، تمهيدا لهدمه، إلا إن المحافظة لم توافق على الهدم نظرا لقيمته، مضيفا: ان مبادرة انقذوا المنصورة بالتعاون مع محطات للفن المعاصر، قامت بإقامة حفل أوبرالي طربي في أحد شرفات القصر، بإسم أوبرا البلكونة، بهدف جذب الأنظار لقيمة القصر، وجذب المستثمرين لترميمه، واعادة استخدامه في مشاريع استثمارية، وبالفعل حقق الحفل صدى جيد لدى أهالي المدينة. وأضاف، بعد أن بدء الجميع تتجه أنظاره للقصر والبدء الجدى لبحث محاولات مع المسئولين لترميه والإستفاده منه كأثر يدر ربحا على المحافظة، جاء رد محبط للجميع بلافته كبيره على القصر "للبيع المبنى والأرض". ومن ناحيته، أكد محمد رضا عبد السميع، المحامى، وكيل مالك القصر، حسام الدين عبد السميع، أن المالك أشترى القصر منذ أكثر من 20 عاما من الورثه ومعه ما يثبت ذلك لأنه يحب التراث، إلا أن لجنة المنشآت الآيله للسقوط بحى شرق اصدرت قرار ازالة للمبنى حتى سطح الأرض، لانه يمثل خطأ داهم، وتم الطعن عليه من قبل وتم رفضه، وحاولنا من قبل ترميمه ولكن لم نستطع، وجاءت لجنه من الاثار واثبت عدم استطاعت ترميمه، مؤكدا ان المالك لم يرغب يوما فى بيعه أو هدمه، حيث أنه فى حوزته منذ أكثر من 20 عاما، ويتمنى أن يقوم بشراءه أحد المهتمين بالآثار أو المبانى التاريخيه. ومن ناحيته، اكد المهندس عبد العزيز محمد، رئيس حى شرق المنصورة، الواقع فى نطاقه القصر، أن القصر مسجل ضمن المبانى ذات القيمه التاريخيه طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 144 لسنة 2006 و لم يعرض الموضوع على لجنة المنشآت الآيله للسقوط ولم يصدر أى تقرير يؤكد انه يسبب خطوره داهمة.