جدار واحد بات يفصل بين عماره شاهقة البنيان و"عشة فقيرة"، بمناطق عشوائية، تمتلئ بالأمراض، في حي المطرية، الذي يعد من أقدم أحياء القاهرة وأعرقها، حيث كان معروفا بثراء قاطنيه، وبالمناطق الزراعية الواسعة التى تحيط بالقصور، فيما رصدت "البوابة نيوز"، الجانب المظلم من هذا الحي في جولة للمناطق العشوائية، للتعرف عن قرب على معاناة أصحابها. في البداية تقول الحاجة صباح، إنها تقطن بغرفة أعلى أحد العقارات بشارع حسن رشاد بحي المطرية، موضحة أنها تعانى من أمراض الصدر والرمد بسبب سوء الأجواء التى تعيش بها، ولكنها مضطرة لذلك. وتابعت " أنها تتحصل على معاش شهري 130 جنيها وهى لا تكفى حتى علاجها مما يضطرها إلى الاعتماد على أهل الخير في تدبير نفقاتها، ولا تستطيع أن تنتقل لمسكن آخر ولو حتى بنفس الحى، مشيرة إلى أن أقل شقة تمليك يصل سعرها إلى 140 ألف جنيه، ولو كانت إيجارا فلن تدفع أقل من 300 جنيه". وأكدت "أم مجدي"، أنها تقطن بغرفة فى بدروم حد المساكن القديمة، مشيرة إلى معاناتها من سوء الأجواء الصحية حولها، ولا تأمل إلا فى شقة صغيرة تكفيها هى وأسرتها؛ لأن رطوبة البدروم "خنقتها". الأمر ذاته، أكده "الحاج محمد، صاحب محل، مشيرا إلى أن جميع القاطنين معه بالحي في حالة " زهق " دائم، لأن المنازل ملتصقة ببعضها البعض، والشوارع ضيقة، وأضاف قائلاً "مش عارفين نتنفس". وأشار إلى أن أهالي العقارات المتواجدة بشارع المطراوي ومنطقة «الخارجة» بحى المطرية في حالة صحية ونفسية أفضل، وأوضح أن أصحاب تلك العقارات فى حالة مادية متيسرة عن «أهل منطقته»، ولكن ذلك لا يمنع من أن يلتفت المسئولون عن الحى إلى المناطق «التعبانة» التى يحتاج أهلها للمساعدة.