نقيب العاملين بالنظافة في حواره ل"البوابة": "الزبالة مليانة كنوز"

ألمانيا تنتج %65 من الكهرباء باستخدام المخلفات.. وأطالب بإنشاء وزارة للنظافة
النظافة هى إحدى المشكلات المزمنة التى تواجهها مصر وخاصة فى القاهرة الكبرى، ورغم تعاقب الوزارات على هذا الملف إلا أن النتيجة واحدة، لذا كان ضروريا أن نسمع من أهل المهنة للبحث عن حل لتلك المشكلة.
«البوابة» التقت أمين حسن، نقيب عمال النظافة فى مصر، لتفتح معه هذا الملف الشائك.
■ كم يبلغ عدد العاملين فى منظومة النظافة فى مصر؟
- حوالى 200 ألف عامل، وينقسم جامعو القمامة إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى يطلق عليها لقب «الزرابة»، وهم قاطنو الأماكن التى فيها تجمعات كبيرة مثل منشية ناصر والمقطم وعزبة النخل وأرض اللواء ومايو وأهالى هذه المناطق تعمل على جمع المخلفات وعلى النقل وتدوير المخلفات الصلبة، وكانت تغذى الخنازير بالمادة العضوية، الفئة الثانية: يطلق عليها لقب «الواحية»، وهم الذين جاءوا من الواحات منذ مدة بعيدة وعملوا فى مجال جمع المخلفات، وقاموا بعمل جمعيات خاصة بهم، ولهم عمال موجودون على الأرض، الفئة الثالثة يطلق عليها «العمالة الوافدة» وهم الذين يأتون من الريف ومن ضواحى القاهرة الكبرى ويعملون فى شركات النظافة فى القاهرة.
■ ما حجم القمامة التى تجمعونها يوميًا من القاهرة والجيزة؟
- نقوم بجمع 26 ألف طن قمامة يوميا من الوحدات السكنية فى القاهرة والجيزة، ولكن من الناحية العلمية لكى نقوم بعمل دراسة لحساب كميات المخلفات فهذه الحسابات لم تأت من الفراغ، ولكن هناك معايير ثابتة داخل وزارة البيئة، وهى أن الفرد له معدل إنتاج يومى، يتراوح من 500 جرام إلى 700 جرام، ولحساب كمية المخلفات لمنطقة معينة من مناطق محافظة القاهرة يتم حساب كمية المخلفات على عدد النسمات الموجودة داخل الحى السكنى.
■ ماذا عن إنتاج الكهرباء من المخلفات؟
- هناك خطوات لابد اتخاذها فى فصل المخلفات عن بعضها، ثم نقوم بأخذ المادة العضوية ونقوم بتجفيفها بطريقة معينة إلى أن تصل لدرجة التحميص، ويوجد فى جميع محطات الكهرباء غرفة تسمى غرفة الاحتراق، نقوم باستخدام المخلفات وإحراقها فى الفرن، ثم بعد ذلك نستخدم غلايات، ويتم تبخيرها وتكثيفها، وتنزل على توربينات لينتج كهرباء، وألمانيا تستخدم المخلفات فى توليد الكهرباء بنسبة 65٪.
■ يقال إن القمامة مليئة بالكنوز.. كيف؟
- ببساطة المخلفات الصلبة كنوز لأسباب كثيرة، منها التقدم التكنولوجى والميكنة بشكل هائل جدا، والبحث العلمى والاختراعات الحديثة التى تعتمد على إنتاج الطاقة البديلة من المخلفات كوقود بديل مثل «RDF» لمصانع الأسمنت، إذا كانت مخلفات قمامة أو مخلفات زراعية أو مخلفات كاوتش، وإنتاج المادة العضوية «الأكل» يتم عمل سماد منها للأراضى الصحراوية وهذا السماد يساعد فى استصلاح الأراضي.
■ كيف أثرت أزمة الخنازير على الاقتصاد فى مصر؟
- فى بداية عام 2008 كان هناك تدخل من بعض المسئولين فى الدولة مع أحد كبار المربين، ومشكلة الخنازير كانت تصفية حسابات ما بين مسئولين فى حكومة نظيف وما بين مربى الخنازير فى مصر، ولم يثبت أن الخنازير لها تأثير على المربين، بالإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، كما أطالب بعمل مزارع خنازير من السلالة المصرية، وهى من أفضل أنواع الخنازير تحت إشراف طبى، وعمل مجزر بإشراف طبى، وعمل مركز لوجيستى لخدمات تزويد المراكب التى تطلب لحم الخنازير، وهذا سيزيد الدخل القومى والعملة الصعبة.
■ ما الحل لإعادة شوارع القاهرة نظيفة مرة أخرى؟
- الحل هو إنشاء وزارة النظافة والتجميل، وإنتاج الطاقة البديلة، وسحب ملف النظافة من المحليات وتخصيص شخصيات مكلفة به فقط، وهذه الوزارة خدمية إنتاجية لها عائد اقتصادى.