فى روض الفرج وحواريها تفاصيل وقصص وأحلام أغرب من الخيال، ياما شفت وياما خفت، وياما بكيت على كوبرى إمبابة، وياما عاصرت مشاكل كان حلها فى أمين الشرطة، وياما شفت جبروت اسمه أمين الشرطة... ولأن الأحياء الشعبية تكمن تعاملاتها مع أمين الشرطة، فهو الواسطة، وهو المخلص، وهو النكبة، وهو الحاكم بأمره الذى تعرفه الناس وتتعامل معه، لذا أصبح هو نفسه الحاكم بأمره، لذا كان لافتا بالنسبة إلى لأكتب عنه «هى فوضى »، لأنه الشخصية الإمعة الدرامية التى لها ألف وجه... وليس صحيحا بالمرة أن حاتم كان شخصية ضابط تم تغييرها ليصبح أمين شرطة، ببساطة لأننا فى الحى نتعامل مع أمين الشرطة فى معظم مصالحنا... قصة سينمائية من أربع صفحات بخط اليد، وفى الأوبرا عند مقهى الإبداع اتكلمت عن القصة مع خالد صالح )الله يرحمه(، خالد قالى ماحدش هيقدر يعمل الموضوع ده، إنساه الكلام ده ف ألفين وأربعة ) 2004 (، ونسيت الموضوع لحد مكالمة جابى خورى المنتج المعروف )مصر العالمية(، كنت مقدم فيلم «جنينة الأسماك » بعد خمس سنين من فيلم «المدينة »، قعدت مع جابى قالى مى مديرة الشركة هى اللى رشحتك لكتابة فيلم شاهين الجديد، المقابلة السبت عشرة ونصف الصبح... كنت نسيت ملامح الصبح من سنين... وكانت مراتى حامل فى محمد، وكان أبويا لسه متوفى )الله يرحمك يا ابا ويرحم أيامك وضحكتك وترديدك لصوت أم كلثوم(، نزلت من الميكروباص، وأنا مش عارف هاقدم إيه لمخرج عمل كتير جدا، وقفت عند عربية فول شامبليون وحبست بالشاى، وانا بحاسب افتكرت قصة حاكم شبرا، ضحكت وانا باسلم على الأستاذ، قالى أنا عملت كل حاجة وكتبت فيلم مش عاجبنى، عندك حاجة عايز تقدمهالى، وربك والحق انفجرت وحكيت حاكم شبرا فى خمس دقايق، لمعت عين الأستاذ، وطلب منى أمضى الفيلم، خرجت من شامبليون على روض الفرج، روحت لخالتى قمر وقَعَدت على قهوة الأبيض... كنت متوتر لحد ما بوست إيد معلمى وأبويا، وكل الخير ينسب له، قالى الفيلم ده فتح، وربنا استجاب، والقلم جرى على الورق لحد ما خلص النص، وعجب شاهين وجابى، والحمد لله خرج من الرقابة، وكان الأستاذ على أبوشادى متفهم، وكعادته توصل إلى صيغة بعد كتابة الملاحظات... وبدأ الأستاذ تحضير الفيلم مع الأستاذ خالد يوسف الذى أكن له ودا خاصا... وحضر خالد صالح الشركة قال لى خايف منك، ضحكت معه، لأنه سبق الجميع بمعرفة قصة... حاكم شبرا أقصد «هى فوضى».