أعلن وزير الثقافة عبد الواحد النبوي أمس الإثنين، عن افتتاح متحف نجيب محفوظ بقصر الأمير "بشتاك" في حي الجمالية خلال ذكرى ميلاد الأديب الكبير الذي يوافق 11 ديسمبر المقبل. جاء ذلك خلال افتتاح وزير الثقافة مساء أمس يرافقه الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة محمد أبو الفضل بدران احتفالية ذكرى وفاة نجيب محفوظ والتي حملت عنوان "ليلة في حب الأستاذ"، بحضور هدى نجيب محفوظ ونخبة من الأدباء والفنانين وقيادات وزارة الثقافة. وأشار الوزير إلى أن فكرة إنشاء متحف نجيب محفوظ كانت مرتبطة منذ سنوات بمنزل محمد بك أبو الدهب إلا أنها تعطلت فقرر نقل تنفيذ المتحف إلى قصر الأمير بشتاك. وأضاف أن "حياة نجيب محفوظ ومسيرته الإبداعية كانت بمثابة رسالة لنا؛ لكي نتعلم حب الوطن الذي لا يكتمل إلا بالعطاء، فمن أحب أعطى لوطنه من العمل والإنتاج والإبداع قدر استطاعته، وما أحوج بلدنا الآن إلى العطاء من جانب الجميع لكي نبني أمجاد تظل خالدة في التاريخ مثل الخالد المبدع الراحل نجيب محفوظ الذي ترك لنا أعمالا تعلمنا منها الكثير"، مشيرا إلى أنه رفع اسم مصر عاليا بفوزه بجائزة نوبل. وبدأت الاحتفالية بافتتاح معرض لأفيشات الأفلام المأخوذة عن أعمال نجيب محفوظ والأفلام التي كتب لها السيناريو والحوار، ومنها أفلام: قصر الشوق والكرنك والحرافيش وبداية ونهاية والفتوة واللص والكلاب وقلب الليل واميرة حبي أنا ، بئر الحرمان، الهاربة، درب المهابيل، جعلونى مجرما، الحرافيش، الحب فوق هضبة الهرم، أهل القمة، الكرنك، السراب، ميرامار، القاهرة 30، السمان والخريف، الطريق، بداية ونهاية، بين القصرين وغيرها من أعماله الخالدة. كما افتتح الوزير معرضا للكتب، التي تناولت سيرة وأدب نجيب محفوظ ، بمشاركة الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة ودار الكتب والوثائق، بخصومات تصل إلى 50%. ومن أهم عناوين الإصدارات بالمعرض نجيب محفوظ والسينما، نجيب محفوظ والثورة، نجيب محفوظ بين القصة القصيرة والرواية، نجيب محفوظ دعوة للصمود، نجيب محفوظ التاريخ والزمن، إضافة إلى عدد كبير من الدراسات التي تناولت أدب نجيب محفوظ. كما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابا بعنوان "نجيب محفوظ إن حكى" للكاتب يوسف القعيد، ويضم الكتاب حواراته وأحاديثه مع نجيب محفوظ. وشارك بالاحتفالية كل من الفنان عزت العلايلي والناقدة ماجدة موريس والأديب الكبير يوسف القعيد والدكتور محمود كحيلة والدكتور يوسف نوفل. وقال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة إن العالم العربي يقدر قيمة وأدب نجيب محفوظ، ومازال الباحثون يدرسون أعماله ويكتبون دراسات حولها، مشيرا إلى أنه أرخ في رواياته وأعماله للحياة الاجتماعية في مصر، فيمكن للقارئ أن يرى عبر رواياته الحياة صورا مكتوبة وموصفة بدقة وكأن من يقرأها يعيش بداخل أحداثها. بينما قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن العام المقبل ستكون الذكرى العاشرة لوفاة نجيب محفوظ ، وهو ما يجب أن يستعد له الأدباء والمثقفون لكي تخرج بالشكل الذي يليق بعظمة نجيب محفوظ ، خاصة أن وزير الثقافة تدخل بقرار لسرعة إنجاز متحف نجيب محفوظ وافتتاحه في ذكرى ميلاده. وقال الفنان عزت العلايلي إن نجيب محفوظ كان مبدعا مفكرا تتجسد في شخصه تركيبة فنية وأدبية وإنسانية نادرة ، مشيرا إلى أنه كان مقربا منه بحكم علاقته بيوسف شاهين الذي كان سببا في هذه الصداقة خلال فترة الستينيات. وأضاف أنه مثل 12 من أعمال وروايات نجيب محفوظ ومنها في السينما أفلام الاختيار وأهل القمة وبين القصرين ، كما شارك في أعمال تليفزيونية ومسرحية ، منها كفاح طيبة التي أخرجها - آنذاك - الراحل نور الشريف ، كما شارك أعمال إذاعية كتبها الأديب العالمي ، مشيرا إلى أن محفوظ هو أحد أعمدة الأدب العالمي والعربي بشكل خاص. كما تحدث الكاتب محمد أبو العلا السلاموني عن تجربته لتحويل رواية (اللص والكلاب) إلى عمل تلفزيوني بعد الأحداث الإرهابية التى ضربت مصر في منتصف التسعينيات. وأشارت أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتورة سامية الساعاتي إلى قيامها بعمل دراسة حول المرأة في أدب نجيب محفوظ، لافتة إلى أنها تعتبر نجيب محفوظ مؤرخ مصر الاجتماعي. يذكر أن هيئات وقطاعات وزارة الثقافة تشهد عددا من الفعاليات احتفاء بذكرى وفاة أديب نوبل العالمي، حيث تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة عددا من الأنشطة الثقافية والفنية بالمحافظات تخليدا لذكراه.