رسالة من اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق في الأمن الوطني ل عبد الرحيم علي    عاجل- الحكومة تقر التسجيل التلقائي لمستفيدي برامج الدعم ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    النيل للصناعات النسجية تواصل قفزاتها الإنتاجية والتصديرية في 2025 وتعلن خطط توسع واستثمارات جديدة في 2026    البورصة المصرية تربح 17.5 مليار جنيه بختام تعاملات الأحد 28 ديسمبر 2025    حسن شيخ محمود: خطوة إسرائيل بشأن «أرض الصومال» عدوان صريح على وحدة الدولة    عاجل- هزة أرضية عنيفة تهز تايوان وتؤدي لانقطاع الكهرباء دون خسائر بشرية    أمم إفريقيا – محمود عاشور حكما للفيديو لمباراة مالي وجزر القمر    طقس مضطرب وتحذيرات بحرية عاجلة.. الأرصاد تعلن تجاوز الأمواج 3 أمتار على سواحل المتوسط    قضية تهز الرأي العام في أمريكا.. أسرة مراهق تتهم الذكاء الاصطناعي بالتورط في وفاته    بابا لعمرو دياب تضرب رقما قياسيا وتتخطى ال 200 مليون مشاهدة    بتكلفة 17 مليون جنيه.. محافظ المنيا يفتتح أعمال تطوير مدرسة "النور للمكفوفين"    أسقف نجع حمادي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب    وليد الركراكي: أشرف حكيمي مثل محمد صلاح لا أحد يمكنه الاستغناء عنهما    هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية تجبر مطارين بموسكو على الإغلاق لساعات    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد اللجان الامتحانية بالمعهد الفني للتمريض    مباشر أمم إفريقيا - الجابون (0)-(0) موزمبيق.. صاروخ مبكر    الزمالك يصل ملعب مباراته أمام بلدية المحلة    مواعيد وجدول مباريات اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    محمود حميدة: طارق النبراوي يفهم معنى العمل العربي المشترك وقادر على رسم المستقبل    محافظ أسوان يترجم شكاوى المواطنين إلى حلول فورية بتدخلات عاجلة    الداخلية تضبط شخص يوزع أموالا بمحيط لجان جرجا    وزارة الصحة: غلق مصحة غير مرخصة بالمريوطية وإحالة القائمين عليها للنيابة    من مخزن المصادرات إلى قفص الاتهام.. المؤبد لعامل جمارك بقليوب    ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه فى البنوك المصرية الآن    وصول جثمان المخرج داود عبد السيد إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    رحيل أسطورة الشاشة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر 91 عامًا    الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية تحتفل بيوبيلها الفضي.. 25 عامًا من العطاء الثقافي وصون التراث    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    " نحنُ بالانتظار " ..قصيدة لأميرة الشعر العربى أ.د.أحلام الحسن    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حينما نزل الغيث ؟!    لتخفيف التشنج والإجهاد اليومي، وصفات طبيعية لعلاج آلام الرقبة والكتفين    وصول جثمان المخرج داوود عبدالسيد إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    مي كساب تبدأ تصوير مسلسل «نون النسوة» استعدادًا لرمضان 2026    أزمة السويحلي الليبي تتصاعد.. ثنائي منتخب مصر للطائرة يلجأ للاتحاد الدولي    مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر تجدد اتفاق تمويل مع بنك البركة بقيمة 90 مليون جنيه    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    الداخلية تقضي على بؤر إجرامية بالمنوفية وتضبط مخدرات بقيمة 54 مليون جنيه    بدون حبوب| أطعمة طبيعية تمد جسمك بالمغنيسيوم يوميا    «ليمتلس ناتشورالز» تعزز ريادتها في مجال صحة العظام ببروتوكول تعاون مع «الجمعية المصرية لمناظير المفاصل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    ولادة عسيرة للاستحقاقات الدستورية العراقية قبيل عقد أولى جلسات البرلمان الجديد    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    الصحة: الشيخ زايد التخصصي يجري قساطر قلبية معقدة تتجاوز تكلفتها مليون جنيه على نفقة الدولة    وزير الصناعة يزور مقر سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي ويشهد توقيع عدد من الاتفاقيات    أمم أفريقيا 2025.. تشكيل بوركينا فاسو المتوقع أمام الجزائر    مد غزة ب7400 طن مساعدات و42 ألف بطانية ضمن قافلة زاد العزة ال103    لافروف: روسيا تعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال    العراق يتسلم 6 مروحيات "كاراكال" فرنسية لتعزيز الدفاع الجوي    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    أول تعليق من حمو بيكا بعد انتهاء عقوبته في قضية حيازة سلاح أبيض    2026 .. عام الأسئلة الكبرى والأمنيات المشروعة    2025.. عام المشروعات الاستثنائية    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    إصابة شخصان إثر تصادم ميكروباص مع توك توك بقنا    شريف الشربيني يشارك في اجتماع لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ اليوم    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء الإخوان وثورة 30 يونيو (2-2) تحولات المرأة "الإخوانية" من التظاهر إلى الاعتصام


2. الدور السياسي لنساء الإخوان:
يخالف وجود دور سياسي لنساء الإخوان ما ذكره حسن البنا في رسائله، وفي تحديده لدور المرأة، حيث قال البنا في كتابه الرسائل تحت عنوان“,” رسالة المرأة“,”: علموا المرأة ما هي في حاجة إليه بحكم مهنتها ووظيفتها، التي خلقها الله لها، تدير المنزل، وترعى الأطفال. ورغم توصيات البنا لجماعته، فقد دفع التنظيم بالنساء للقيام بدور سياسي تمثل في المشاركة السياسية، والاستغلال السياسي الذي لجأت إليه الجماعة بشدة بعد تراجع قدرة رجال “,” الإخوان المسلمون“,” على الإقناع نتيجة لفقدان الثقة بعد سيطرة الجماعة على برلمان 2011 دون أن يقدموا شيئا لمن انتخبوهم.
· المشاركة السياسية وتطورها:
بدأت المشاركة السياسية للنساء على استحياء في عام 1944 عند إنشاء أول جمعية تنفيذية“,” للأخوات المسلمات“,”، لعدم إيمان الجماعة بدور سياسي حقيقي للنساء، حيث هدف قيادات التنظيم في ذلك الوقت إلى عدم ظهور زوجاتهم في العمل السياسي، تخوفا من الحملات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة في محنتها الأولى، وتم تفعيل تلك المشاركة للأخوات على أرض الواقع في الانتخابات البرلمانية لعام 2000 ، بترشيح جيهان الخلفاوي في تلك الانتخابات عن دائرة الرمل بالإسكندرية. وترجع موافقة تنظيم الإرشاد على المشاركة الفعلية للنساء إلى طموح بعض نساء الجماعة، واللاتي كان على رأسهن جيهان الخلفاوي، حيث تسبب في ضغوط بعض نساء الإخوان لإعطائهن فرصة في العمل الإداري والسياسي للتنظيم، الأمر الذي لقي اعتراضا من قبل قيادات إخوانية كان منهم محمود عزت ومحمد حبيب، رغم الموافقة المبدئية لمهدي عاكف، مرشد الجماعة في ذلك الوقت. وتكثفت بشدة المشاركة السياسية لنساء الجماعة بعد عام 2004، وتقدمت للترشح العديد من سيدات الإخوان في الانتخابات البرلمانية عام 2005 ، كان على رأسهن جيهان الخلفاوي للمرة الثانية، وترشحت مكارم الديري عن مدينة نصر. ويلاحظ أن انتخابات مجلس الشورى في عام 2010 خلت من ترشح أي من نساء الإخوان.
وتعد المرحلة الزمنية الأقوى من مشاركة نساء الإخوان في العمل السياسي هي الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، والتي كان لها الفضل في ظهور نساء الإخوان على المشهد السياسي المصري. وهنا، لا بد أن نشير إلى أن سماح مكتب الإرشاد لنساء الإخوان بالمشاركة السياسية الكثيفة في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير لا يرجع لإيمان التنظيم بفكرة ولاية المرأة، والتي أثارت خلافا حادا لفترة طويلة بين قيادات مكتب الإرشاد، وإنما يعود ذلك لما تضمنه قانون الانتخابات المعد في المرحلة الانتقالية الأولى عام 2011 ، حيث اشترط القانون ضرورة وضع امرأة على كل قائمة حزبية، وبذلك بلغ عدد مرشحات الإخوان 115 امرأة، نجح منهن ما يزيد على 6 سيدات، حيث بلغ عدد قوائم الإخوان 115 قائمة، تضمنت كل قائمة امرأة، نجح ما يقرب من 222 نائبا، كان منهم 6 سيدات.
لم يتوقف القطار النسائي في المشاركة السياسية على انتخابات مجلس الشعب عام 2011 ، بل تقدم عدد كبير منهن أيضا على قوائم مجلس الشورى، ونجح منهن عدد ليس بالقليل، إلى جانب مشاركة ما يقرب من ثلاث سيدات إخوانيات في الجمعية التأسيسية لإعداد دستور 2012 ، وكان منهن عزة الجرف، عضو مجلس الشعب المنحل، ودكتورة أميمة كامل، الأستاذ بكلية طب القاهرة، وهدى غنيمة، وسوزان سعد زغلول، عضو مجلس الشورى المنحل. واستكمالا للمسار السياسي لنساء الإخوان، تقدمت لأول مرة الإخوانية صباح السقاري كأول مرشحة لرئاسة حزب الحرية العدالة، منافسة للقياديين: عصام العريان، والدكتور سعد الكتاتني.
· الاستغلال السياسي:
أما الدور السياسي الثاني لنساء الإخوان، فتمثل في ما يعرف“,” بالاستغلال السياسي“,”، والدفع بالنساء من قبل قيادات مكتب الإرشاد، واستغلالهن في فترات الانتخابات البرلمانية، والانتخابات المحلية، حيث ترى قيادات التنظيم أن النساء كتلة تصويتية تستغل سياسيا، نظرا لارتفاع نسبتهن التي تقترب من ضعف الكتلة التصويتية للرجال.
فوفقا لشهادة القيادية الإخوانية انتصار عبد المنعم في أحد الحوارات الصحفية، استطاع قيادات الإخوان، منذ عام 2005 ، الدفع بالنساء في السياسة، وأنه صدرت أوامر من مكتب الإرشاد بتغيير شكل ملابسهن من النقاب والخمار إلى الحجاب المودرن. وتستكمل انتصار في شهادتها أن نساء الإخوان قمن بحمل النساء من منازلهن، والتوجه بهن بأتوبيسات خاصة إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج البطاقات الانتخابية. وتستكمل عبد المنعم في شهادتها أن المحرك الأساسي فيما يعرف بالاستغلال السياسي للنساء هو التأصيل الشرعي لفكرة الانتخابات، وأن الإخوان دفعوا بالنساء سياسيا بما يتفق مع أهدافهم المرحلية، وأصبغوا ذلك بسند شرعي، حتى يقال إن لديهم فكرا جديدا عن المرأة، فقد وقفت نساء الإخوان على المنصات وأمام الجمهور، وسُمح لهن بطرح أفكارهن التي هي في الأصل ثقافة إخوانية متفق عليها.
ومن أشهر نساء الإخوان اللائي لعبن هذا الدور بعد انتهاء المحنة الأولى للإخوان، وحتى قبل ثورة يناير، الدكتورة وفاء مشهور، ابنة مرشد الإخوان الأسبق، مصطفى مشهور، والدكتورة أماني أبو الفضل، وهدى عبد المنعم المحامية، والدكتورة مكارم الديري، والدكتورة منال أبو الحسن، والدكتورة نفوسة عبد الباسط، والدكتورة سميحة غريب، والدكتورة سماح عبد العاطي، والدكتورة أمل خليفة، وسحر المصري.
وبعد ثورة يناير، ارتفع معدل الاستغلال السياسي لنساء الإخوان، وصدرت أوامر من مكتب الإرشاد بتكثيف نشاط الأخوات في القرى والنجوع والمراكز، قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث قام نساء الإخوان بعقد اجتماعات مكثفة بالنساء في القرى، وفي بيوتهن، وكن يذهبن إلى بيوتهن لإقناعهن بالتصويت لصالح مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي، مستخدمات الدين في إقناع نساء الأرياف والقرى للتصويت لصالح الرئيس المعزول محمد مرسي. ومن أهم أسباب توجه قيادات مكتب الإرشاد للضغط على النساء، واستغلالهن سياسيا قبيل الانتخابات الرئاسية هي تراجع رجال الإخوان عن الإقناع، نتيجة فقدان الثقة بعد سيطرة الجماعة على البرلمان، وعدم تلبيتها لمتطلبات من انتخبوهم.
ثالثا- التحول من الدعوة والسياسة للعنف والمواجهة بعد ثورة 30 يونيو:
كشفت ثورة 30 يونيو عن وجه عنيف لنساء الإخوان، كاد يقترب من حمل السلاح في مواجهة قوات الأمن بعد فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. فربما كان ذلك التحول من الاقتصار على الدعوة، والاستغلال السياسي، بدافع أن الجماعة تمر بأقصى درجات الشدة، التي طالبهم فيها حسن البنا بالخروج للقتال عند الضرورة الملحة، حيث أشار البنا في كتابه الرسائل تحت عنوان “,”رسالة للمرأة“,” إلى أن الإسلام أباح للمرأة شهود العيد، وحضور الجماعة، والخروج للقتال عند الضرورة الملحة، ولكنه وقف عند هذا الحد، واشترط له شرطا، هو البعد عن كل مظاهر الزينة، وستر الجسم، وإحاطة الثياب.
ومن قراءة رسائل إمامهن حسن البنا، ندلل بأن خروج النساء لمساندة الرجال في تظاهرات ما بعد 30 يونيو 2013 ، والتي كانت أغلبها مسلحة، وخصوصا المظاهرات التي خرجت بعد فض ميداني رابعة العدوية والنهضة، ربما كان إيمانا منهن بالضرورة التي أكدها إمامهن.
مظاهر التحول نحو العنف والمواجهة:
منذ اليوم الأول لاعتصامي رابعة والنهضة، حدث تغير نوعي وكيفي في مهام نساء الجماعة، اقترانا بالرجال، فلم يقتصر دورهن داخل الميدان على الخدمات المساندة من إعداد المأكل، والمشرب للمعتصمين، بل تطور الدور إلى التحريض على العنف من فوق المنصة الرئيسة، والدعوة إلى مواجهة أفراد الجيش والشرطة، واستمرار التحرك في تظاهرات مسلحة مع الرجال، ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي كانت تنتهي بعدد كبير من القتلى من الطرفين، انتهاء بحمل السلاح لبعضهن وفقا لضبطيات رجال المباحث المصرية في 18 أغسطس 2013. وكان أهم مظاهر العنف التي رصدناها لنساء الحركة كالتالي:
· التحريض ضد رجال القوات المسلحة من قبل حركات نسائية تكونت من ميدان رابعة والنهضة، حيث أعلنت حركة“,” نساء ضد الانقلاب“,”، التي انطلقت في القاهرة، وانتشرت في عدة محافظات، كان أهمها الدقهلية والوادي الجديد وكفر الشيخ، في بيان تحريضي شديد اللهجة، صدر في 14 يوليو 2013 : أن“,” يوم الجمعة 20 يوليو2013 ، هو يوم الفرقان الذي ستعيد فيه مصر ثورتها المسروقة“,”. وطالبت الحركة نساء الإخوان بعدم الرحيل من ميداني رابعة والنهضة، وأن يكن في المقدمة قبل الرجال، في حال فض الاعتصام. وجاء نص البيان الذى رأته نساء الإخوان ردا على خطاب الفريق السيسي كالتالي( أن حديث السيسي هو الحلقة الأخيرة في المسلسل الهزلي للانقلاب، والذي يحفر فيه السيسي قبره بيده) .
· لم يقتصر نساء أخوات ضد الانقلاب في تحريضهن على العنف ومواجهة الجيش والشرطة من ميدان رابعة والنهضة، بل نظمن تظاهرات في 20 يوليو2013 أمام وزارة الدفاع، وكان هناك مشهد بثته الكثير من الفضائيات لسيدة منتقبة تعترض سيارة مصفحة، وترقد أمامها لمنع تحركها. وأيضا في 22 يوليو من الشهر نفسه، لأول مرة في تاريخ الجماعة، تتحرك مسيرات ليلية لنساء الجماعة من أمام مسجد الخليل إبراهيم بحدائق المعادي، يرفعن لافتات ضد الجيش والشرطة، وينددن بما وصفنه بالانقلاب، ويطالبن بعودة الرئيس المعزول. وفي التوقيت ذاته، خرجت أيضا مسيرات نسائية، دون رجال الجماعة، تقطع الطريق الزراعي بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وتطالب بعودة الرئيس المعزول.
· تحريض قيادات نساء الجماعة على العنف على غرار تحريض قيادات الجماعة من الرجال، وكان أهم من حرضن هي النائبة السابقة بمجلس الشعب المنحل عزة الجرف، حيث تناقلت الصحف المصرية، والمواقع الإلكترونية تصريحات خطيرة لها، كان نصها“,” نبشر بأعداد كبيرة من القتلى في صفوف الجيش، والشرطة المصرية، إذا لم يتم الإفراج عن محمد مرسي، مشيرة إلى أن مقتل الجنود كل يوم هو حادث بسيط مما سوف يحدث بعد ذلك، وأنه عندما تأتي طائرات الناتو، وتدخل مصر، سوف يركع الجيش المصري للإخوان، وحينها لم نرحمهم“,”. وفي 4 أغسطس، حرضت الجرف أيضا على البقاء في الميادين، وعدم الاستجابة لنداءات الجيش والشرطة بالإخلاء، وكان نص رسالتها لنساء الإخوان: “,”إن الدماء التي سالت ستكون لعنة على كل من أمر بها“,”، واستكملت قائلة: “,”صامدون، صابرون، مرابطون، حتى نستعيد مصر الحرة، ولن نعود لمنازلنا إلا بعودة الرئيس مرسي“,”. وفي 11 أغسطس، تتحدث عزة الجرف القيادية الإخوانية من فوق منصة ميدان النهضة، وتستدعي جميع نساء الإخوان للتظاهر ضد القوات المسلحة والشرطة.
· التحريض على قتل المسيحيين، والذي دعت له إخوانية ترتدي النقاب أمام شاشات التليفزيون بميدان رابعة، وقتل المسيحيين، وكان نص رسالتها“,” أنا بقول للنصارى أنتم قاعدين جنبنا واحنا حنولع فيكم“,”.
· القيام بتوصيل ونقل السلاح والذخيرة إلى المتظاهرين، الواقعة الأولى، وهي مسجلة فيديو لثلاث سيدات من نساء الإخوان تم القبض عليهن في 18 أغسطس، ليلة أحداث مسجد الفتح الدامية، وبحوزتهن أسلحة ورشاشات إسرائيلية الصنع. الواقعة الثانية التي نشرتها جريدة الوطن المصرية في 16 أغسطس لشهود عيان تؤكد حمل سيدات منتقبات لسلاح وذخيرة في تظاهرات عنيفة، شهدتها محافظة دمياط في 17 أغسطس.
· رصدت عدة حالات“,” مصورة فيديو“,” لنساء الإخوان المعتصمات بميدان رابعة يقمن فيها بخطف وتعذيب سيدات من محيط ميدان، والتعرض لهن بالضرب والتعذيب، والسباب على غرار:( يا كافرة، ويا سافرة أنت مين اللي باعتك).
أسباب التوجه نحو العنف والمواجهة:
لجوء قيادات جماعة الإخوان إلى تجنيد النساء في الاعتصامات المسلحة بميداني رابعة والنهضة، والتحرك مع الرجال في مظاهرات كانت صدامية مع رجال الجيش والشرطة، هو نوع من التوظيف اللوجيستي للنساء في وقت المحن، على أساس أن مسألة عودة الرئيس المعزول للحكم كانت تمثل لهن مسألة حياة أو موت. وهنا نشير إلي عدة أسباب قد تكون دافعا من قبل الجماعة لوضع النساء في المشهد العنيف الأخير:
1. صعوبة قيام الرجال بمهام الحشد نتيجة الاحتماء بالميادين، والرغبة في عدم تركها، إما بسبب الرغبة في عدم الملاحقة الأمنية، أو لسبب إظهار الثبات في مواجهة الجيش والشرطة، على أساس أن ما حدث انقلاب، وأنهم يدافعون عن الشرعية والشريعة.
2. الحاجة للأضواء، والرغبة في إحداث ضجة إعلامية، الهدف منها خداع الرأي العام العالمي بأن الجيش المصري والشرطة المدنية يعتديان على النساء.
3. سهولة حشد النساء عن طرق اللعب على وتر الانتقام لعودة الشرعية، والانتقام للمتوفيات من ذويهن، سواء في أحداث الحرث الجمهوري، أو في أحداث شارع النصر، وهنا يستخدم الجهل بالدين كدافع لنساء، وقلة الوعي، والتأثير، وغسل المخ، خصوصا أن أغلبهن كن من المناطق الريفية حول القاهرة الكبرى، أو من المناطق العشوائية.
4. سهولة وصولهن للمناطق السيادية للتظاهر أمامها، مقارنة بالرجال، نظرا لنجاحهن في اجتياز الحواجز الأمنية دون تفتيش.
وتكشف هذه الأسباب سالفة الذكر، التي ربما كانت دافعا وراء استخدام الجماعة للنساء، عن تناقضات داخل التنظيم من موقفة لدور النساء داخل الجماعة. فالناظر إلى الدعوات التي وُجهت من قبل قيادات جماعة الإخوان بعد سقوط مرسي، وقبل فض اعتصامي رابعة والنهضة بساعات لإقحام النساء في الدعوة للعنف، ومواجهة قوات الأمن من الجيش والشرطة، في حال فض الاعتصامات بالقوة، يتأكد له تناقض كبير لدى حملة فكر تلك الجماعة، وأنها لا تسير وفق مهج واحد، وخصوصا في أوقات المحن والشدائد.
فإذا كانت درجة العنف عند نساء الإخوان قد اقتربت أخيرا من حمل بعضهن للسلاح، ومواجهة القوات، واستخدام بعضهن للحجارة في مواجهة المعارضين، والتحريض على سيل الدماء، فهذا ينبه مستقبلا إلى أن معدل العنف عند نساء الجماعة ونوعه يتوقف على مدى استمرار رجال الجماعة في اللجوء للعنف في مواجهة المعارضين وقوات الأمن والجيش، بل وتطور وسائله المستخدمة. أما في حال توقف الجماعة عن اللجوء للعنف، والاتجاه للمصالحة، وحدوث ثورة داخلية بها، فهذا سيؤدي حتما إلى عودة نساء الجماعة للعمل الاجتماعي، وقيامهن للمرة الرابعة بنفس الدور الذى قمن به في المحنتين الثانية والثالثة للجماعة، والذي تضمن( قيام قسم الأخوات المسلمات بجمع التبرعات، وتدبير نفقات البيوت التي غاب عنها عائلها).
مصادر الدراسة:
1. جريدة الأهرام، عدد 5 أكتوبر 2012 م.
2. ضياء رشوان، المحنة الأخيرة للإخوان المسلمين، جريدة المصري اليوم، عدد 26 أغسطس 2013 م.
3. عبد الرحيم على، الإخوان: فتاوى في الأقباط والمرأة والديمقراطية، مركز المحروسة، القاهرة في 2004 م.
4. جريدة الوطن المصرية في 16 أغسطس 2013 م.
5. جريدة الوفد، في 31 أكتوبر،2012 م.
6. نساء الإخوان.. تاريخ من الكفاح المجهول، شبكة الحوار الإعلامية، نشر في 26 مايو، 2011 م.
7. عمرو فاروق، دولة الخلافة الإخوانية، دار كنوز للنشر والتوزيع، القاهرة في 2012م.
8. جريدة الحياة اللندنية في 18 أغسطس، 2013 م.
9. المصري اليوم في 11 أغسطس، 2013 م.
10.جريدة المصريون في 24 يوليو، 2013 م.
11. نساء الإخوان يدافعن عن شرعية مفقودة، فاطمة رمضان، نشر في البوابة نيوز، 28 أغسطس،2013 م.
12. مقابلات شخصية أجراها الباحث، خلال شهري يوليو وأغسطس، في بعض المحافظات المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.