النفايات السياسية تهدد لبنان بحرب أهلية جديدة.. دبلوماسيون: نتائج كارثية لتصاعد الأحداث في بيروت.. الرشيدي: أطراف إقليمية لها مصلحة من تصاعد الأحداث بهدف ضرب أمن المنطقة

زلزال عربي جديد يهدد دولة لبنان ليضاعها في قائمة الدول الموبوءة في المنطقة لا سيما، وأن بيروت تعاني أزمات سياسية نتيجة تعطل الرئاسات الثلاث بسبب التجاذبات السياسية بين أعضاء مجلس النواب، فرائحة الانهيار السياسي تنذر بكارثة . فحراك "طلعت ريحتكم" عظم مطالبه من مجرد تطهير الشوارع والأزقة من أكوام القمامة وعزل وزير البيئة ومحاسبته إلى المطالبة بإسقاط النظام، وقرر البقاء في الميادين ودعا المواطنين للخروج السبت القادم ما قد يدخل البلاد المتأزمة سياسيا الى متاهة الصراع المسلح فقد اصدر حراك "طلعت ريحتكم" بيانا مساء اليوم الإثنين أكد فيه على حرية التظاهر والتجمع، وطالب بإطلاق جميع المعتقلين من المتظاهرين فوراً وإبطال أي ملاحقة على أساس المشاركة في التظاهر أو التجمع أو الدفاع عن النفس في مواجهة العنف المستخدم ضدهم، .
كما طالب البيان : بالإسراع فورا إلى إجراء تحقيقات جدية وشفافة ومستقلة بهدف محاسبة كل من تورط بالعنف في مظاهرات اليومين الأخيرين، من مسئولين سياسيين وأمنيين، وعلى رأسهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتوقيف العناصر الذين أطلقوا النار فورا ومن دون أي تأخير.
واعلن البيان بطلان كافة المناقصات التي طرحتها الحكومة لتطهير الشوارع من النفايات واعتبارها مخالفة لقانون البلديات واكد على ان مجلس النواب مدد لنفسه بحكم غير شرعي، ودعا جميع اللبنانيين إلى البقاء متأهبين والنزول يوم السبت عند الساعة السادسة مساء في مكان يعلن عنه لاحقا لإسقاط المناقصات وتحقيق كل ما تقدم.
كما دعا جميع الاهالي في المناطق المشاركة في الاعتصام أو القيام باعتصامات محلية حيث هم، وقال الحراك: ندعو جميع المغتربين ملاقاتنا في هذا الجهد من خلال التظاهر أمام سفارات لبنان في الخارج . كما توجّهت حملة "بدنا نحاسب" في مسيرة من قصر العدل إلى وسط بيروت للانضمام إلى المعتصمين في ساحة رياض الصلح . وبنت الأجهزة الأمنية اللبنانية، اليوم الإثنين، جدارًا مرتفعًا من الأسمنت، حول مقر الحكومة، وسط العاصمة بيروت، بعد ليلة حامية من أعمال الشغب وقد وصف المتظاهرون الجدار الأسمنتي بجدار برلين العازل بين الشعب والحكومة الفاسدة.
واتهم ناشطون من حملة "طلعت ريحتكم"، متظاهرين وصفتهم بال"مندسين" بافتعال "أعمال الشغب" مع القوى الأمنية وتكسير المحال التجارية "من أجل إفشال تحركهم السلمي.
نتائج كارثية
يقول سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية وسفير مصر السابق لدى لبنان: إن المظاهرات التي تشهدها بيروت اكبر من مسألة النفايات، وأوضح أبوزيد في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" اليوم الإثنين: إن المظاهرات اللبنانية تعكس حالة الاحتقان السياسي في البلاد.
وأضاف أبوزيد: ان بيروت يوجد بها حالة احتقان سياسي شديد فالرئاسات الثلاثة شبه معطلة، وذلك نتيجة أن منصب رئيس الجمهورية شاغر منذ فترة طويلة، كما أن البرلمان اللبناني فشل في الوصول إلى مرشح توافقي يشغل منصب رئيس الجمهورية في أكثر من 29 جلسة عقدت لهذا الأمر لكن جميعها لم يثمر عن شيء نتيجة التجاذبات السياسية داخل مجلس النواب، أضف إلى الرئاسة والبرلمان، رئاسة الوزراء، فالحكومة معطلة عن العمل نتيجة غياب الرئيس وتحويل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة بحاجة إلى بعض الإجراءات الدستورية التي لا يستطيع مجلس الوزراء تلبيتها، وبهذا الشكل فإن الرئاسات الثلاثة معطلة، وهو ما يضاعف من حالة الاحتقان السياسي.
وتمنى أبوزيد ألا تتصاعد الأمور في بيروت إلى الحد الذي يضع لبنان في قائمة العديد من الدول العربية التي تعاني صراعات مسلحة، لا سيما وأن لبنان تعاني من انعكاسات الأزمة السورية والاقتتال الدائر هناك، كما الاستقطاب الحادث في الإقليم خاصة بين إيران وبعض الدول العربية سينعكس قطعا بالسلب على الاوضاع في لبنان في حال تصاعد الاحداث الجارية كما وجود حزب الله في جنوب لبنان على الحدود مع اسرائيل وهو احد اذرع طهران في لبنان كل هذه المسائل مع كيان لبنان الضعيف كدولة هشة من ناحية التكوين قد يؤدي في النهاية الى الصدام المسلح بين الطوائف اللبنانية كما حدث في الفترة من ( 1975 – 1989 ) . وقال ابو زيد ان الازمات التي عانت منها لبنان نتيجة الحرب الاهلية والتي مازالت تعاني منها قد تكون بمثابة كوابح تمنع من تصاعد الاحداث في لبنان بالشكل الذي لا نتمناه.
تعميق الفوضى
ويرى السفير جلال الرشيدي مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة: أن الأحداث التي تشهدها لبنان أكبر من كونها مظاهرات من أجل تطهير الشوارع والأزقة من النفايات، وأضاف الرشيدي في تصريح ل"البوابة نيوز" اليوم الإثنين: إن أحداث لبنان هدفها إضافة أزمة جديدة إلى الأزمات التي تشهدها المنطقة وتشتيت الجهود العربية التي تعمل من أجل ترميم الانكسارات التي خلفها الربيع العربي في العديد من دول المنطقة.
وأشار الرشيدي إلى وجود اطراف اقليمية ستعمل على تأجيج الأوضاع في لبنان خاصة إيران وتركيا في إطار قرب الدولتين من الأزمة السورية، ووصف الرشيدي الأحداث في بيروت بالكارثية محذرا من تداعيتها على مجمل الأمن الإقليمي.