سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد وصول سعرها إلى 90 جنيها.. المصريون من "سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه" إلى"بلاها لحمة يا جزارين".. وخبراء: اللى معاه فلوس مش هيبطل ياكلها.. وربات البيوت: "الأسعار نار يا حكومة"
في عام 1975 كانت القفزة الأولى لأسعار اللحم، حيث وصل سعر الكيلو إلى 68 قرشا، ثم قفزت مرة أخرى لتصل إلى جنيه فخرجت المظاهرات رافضة هذا الغلاء هاتفين ضد سيد مرعي رئيس مجلس الشعب "سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه"، ولكن قرار السادات في ذلك الوقت كان قرارا صائبا، حيث أمر بحظر بيع أو ذبح اللحوم لمدة شهر كامل، وذلك من أجل زيادة الثروة الحيوانية، وبالفعل زادت أعداد الثروة الحيوانية بالسوق وانخفضت أسعارها إلى 80 قرشا. ومثلما فعل نساء جاردن سيتي في عهد مبارك بالانقطاع عن شراء اللحم أثار مجموعة من الشباب من مختلف محافظات مصر السبت الماضي مبادرة " بلاها لحمة يا جزارين" للدعوة إلى عدم شراء اللحوم لمدة شهر كامل بعد أن وصل سعرها إلى 90 جنيها، واستجاب لهم عدد كبير من ربات البيوت وخصوصا في الصعيد، وكانت محافظة سوهاج مركز جرجا من أكثر المحافظات التزاما بالحملة، حيث اقترح بعض شبابها المشاركين في الحملة بطبع أوراق دعاية تحت شعار" بلاها لحمة" لتصل إلى كل الناس في شارع الجرجاوي. استطلعت "البوابة نيوز" آراء ربات البيوت والجزارين والخبراء حول هذه الحملة وكيفية تطبيقها ومدى نجاحها في خفض أسعار اللحوم، واختلفت الآراء حولها فمنهم من يرى أنها مباردة فعالة ولا بد من تفعيلها ومنهم من يري أنها كغيرها من المبادرات غير المجدية. وكانت آراء ربات البيوت على النحو التالي: قالت حنان محمد، إن هناك مبالغة كبيرة من قبل تجار اللحوم الذين يقومون بيعها بأسعار باهظة دون رقابة عليهم من قبل المسئولين، موضحة أن الشعب يعاني من ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية، وأنها حينما علمت بشأن مبادرة "بلاها لحمة يا جزارين " حاولت الامتناع عن شرائها ولكن أولادها لم يخضعوا لهذه الرغبة وطالبوها بإعادة شرائها، فاضطرت إلى العودة إلى شراء اللحمة بأسعارها المرتفعة مرة أخرى. وذكرت هدى محمود، أن ارتفاع أسعار اللحمة ظاهرة ليست بجديدة على الأسواق المصرية، فهي دائما في ارتفاع دون مراعاة لظروف الشعب، مضيفة أن ظهور حملات مقاطعة أمر لا بد تفعيله في ظل الغلاء المتزايد يوما بعد يوم، مؤكدة أنها من الممكن أن تشارك في هذه المبادرة أملا في التغير ولا بد من تفعيل هذه المبادرات على مستوى جميع السلع الغذائية قائلة "الأسعار بقت نار وأقل أكلة تتكلف 100 جنيه غير مصاريف البيت". أما فيما يخص آراء الجزارين فعبر محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين، عن استيائه من هذه الحملة التي وصفها بعديمة الفائدة، مؤكدا أن الشعب المصري عادة ما يعدو خلف الشائعات والمبادرات التي لا تؤتى ثمارها في النهاية قائلا: "إلى مش عاوز يأكل لحمة هو حر خلى الناس متكولش". وأكد وهبة أن ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة الإنتاج الحيواني في مصر، موضحا أن ارتفاع الأسعار من أجل الاستغلال مجرد شائعات لا صحة لها، موضحا أن تراجع شراء الأفراد للحمة يعود إلى انخفاض القوة الشرائية لديهم وليس له علاقة بهذه الحملة قائلا "إلى معاه فلوس ودخله عالي مش هيبطل أكل لحمة". بينما قال رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات، إن حملة "بلاها لحمة يا جزارين" محاولة جيدة للضغط على جشع تجار اللحمة الذين يستغلون الطلب العالي على سلعتهم في رفع أسعارها دون رقابة على هذه الأسعار. وأشار عبده إلى أن هذه الحملة لن تؤتي ثمارها لن من دعا إلى هذه الحملة مجموعة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هؤلاء الشباب لا يمكنهم تطبق هذه الحملة على أرض الواقع، موضحا أن هؤلاء الشباب لا يستطيعون منع أمهاتهم من شراء اللحمة لفترة كبيرة مثل الفترة التي تدعو إليها هذه الحملة، وهذا ما يسمى بالازدواجية التي يتصف بها كثير من المصريين. وذكر عبده أن الشعب المصري لا يمكنه الامتناع عن شراء اللحمة، مستدلا على ما فعله السادات حينما وجد زيادة كبيرة في الطلب على اللحمة فقام بتحديد 3 أيام فقط لبيع اللحمة خلال الأسبوع بدلا من ستة أيام، ولكنه تفاجأ بتخزين المصريين للحمة وزيادة الطلب عليها أكثر مما كانت عليه قبل هذا القرار. وطالب الخبير الاقتصادي بضرورة وجود مبادرة جادة للامتناع عن شراء اللحمة، ولكن لا بد أن تكون من قبل من يملك القرار حتى تلتزم بها ربة المنزل التي تهتم بشراء اللحمة لكى تمد أولادها وزوجها بالغذاء الذي يحتاج إليه جسدهم، موضحا أنه يجب على من يقوم بمبادرة أن يكون باستطاعته استكمالها وليس مجرد شعارات من أجل لفت الانتباه الإعلامي إليهم. وأكد عبده على استغلال عدد كبير من تجار اللحمة لحب المصريين للحمة وعدم قدرتهم على الاستغناء عنها ولا بد من الوقوف أمامهم، موضحا أن مثل هذه الحملة لا تضر بالاقتصاد المصري؛ لأنه يتم استيراد هذه اللحوم من الخارج وقلة استيرادها يفيد الاقتصاد المصري. كما أكد أشرف عبدالعزيز، خبير التغذية، أن الإنسان يمكنه الحصول على البروتين من خلال مصدرين أحدهما حيواني ذات قيمة حيوية عالية والذي يتمثل في اللحوم والألبان والبيض والآخر نباتي ويتمثل في الحبوب والبقوليات. وأشار عبدالعزيز إلى أن الغير قادر على الحصول على البروتين من مصادره الحيوانية يمكنه الحصول عليه من خلال تناول البقوليات مثل الفول والعدس، ولكن تناولهم بمفردهم لا يعطي قيمة بروتينية كاملة، موضحا أنه يمكن تفادي هذا النقص من خلال تناول البيض أو اللبن معهم للحصول على القيمة كاملة قائلا: "ممكن الفقير يأكل طبق كشري وعليه بيض مسلوق عشان يعوض اللحمة إلى مش قادر يشتريها". وأوضح عبدالعزيز أن الإنسان عامة والفتيات خاصة في مراحل النمو وبعض الأيام من كل شهر يحتجن إلى بروتين حيواني، وذلك ليس من أجل الحصول على البروتين فقط ولكن من أجل الحصول على الحديد الذي تحتاجه أجسامهن في هذه الفترات ولا يستطيع البروتين النباتي إعطائهن إياه.