كشفت دورية فورين بوليسى الأمريكية النقاب هذا الأسبوع أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمتلك اشكالات متفاوتة من التواجد العسكري في 150 بلدا حول العالم، مشيرة إلى أنها تعمل حاليا على تعزيز تمركزها العسكري في الصومال، الذي مزقته نيران الحروب. وقالت فورين بوليسى إن الصومال الذي تسيطر حركة الشباب التكفيرية المتحالفة مع القاعدة على عدد من مناطقه توجد به قاعدتي تمركز عسكريتان تتبعان الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرة إلى أن إحدى هاتين القاعدتين توجد في مدينة "قيسمايو" الصومالية، ومهمتها مكافحة الإرهاب وتقديم الدعم المعلوماتي الاستخباري إلى قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال لحفظ الأمن ومكافحة المتشددين المسلحين هناك، ولعقود طويلة كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنفى شن هجمات بالطائرات التي تعمل بدون طيار ضد معاقل تنظيم الشباب الإرهابي انطلاقا من الأراضي الصومالية وتؤكد القيادة العسكرية الأمريكية على خلاف الحقيقة أن طلعات الإغارة الجوية تنطلق من قواعد أمريكية في جيبوتي وكينيا وإثيوبيا. وتقع القاعدة الأمريكية قرب مطار قيسمايو الصومالى، وقالت فورين بوليسى إنه انطلاقا من هذه القاعدة تم إطلاق الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون طيار مستهدفة مقر إقامة زعيم القاعدة في باكستان أسامة بن لادن قبل عدة أعوام. وأشارت الدورية الأمريكية إلى أن قيادات عسكرية أمريكية وأفريقية أكدت صحة هذه المعلومة، وقالت إن من بينهم عبد الغنى عبدى جامى وزير الدولة في شئون الرئاسة بحكومة قيسمايو الانتقالية المحلية، وأضاف أن الأمريكيين قد أقاموا تحصينات كبيرة في محيط مطار "قيسمايو" الصومالي على مسافة 300 ميل من العاصمة مقديشيو وأن مالا يقل عن 40 عسكريا أمريكيا يتواجدون فيها في سرية تامة هناك ولا يغادرون المعسكر لأي ظرف كان خشية الاستهداف. ويعتقد المسئول الصومالى أن جميعهم خبراء في إدارة الطائرات التي تعمل بدون طيار وأنهم يقومون من خلالها بعمليات سرية لجمع المعلومات ومكافحة الإرهاب نظرا لتقنيات العمل المتطورة التي لديهم، ويؤكد وزير الدولة الصومالى أن التواجد الأمريكى على أرض بلاده لايهم طالما أن الصومال تستفيد منه عمليا " فالمنفعة متبادلة في هذه الحالة " بحسب تعبيره . وكشفت مصادر في بعثة الاتحاد الأفريقى العاملة فى الصومال عن مكان القاعدة الامريكية الثانية في الصومال وهى منطقة باليدجورى وتوجد هذه القاعدة في مقر مطار قديم يعود تاريخه إلى حقبة الحرب الباردة الأمريكية السوفيتية في سبعينيات القرن الماضي، وكانت هذه القاعدة مقرا سابقا لقيادة السلاح الجوى الصومالي قبل انهيار الصومال في نهايات الثمانينات وأوائل تسعينيات القرن الماضي. وفي الرابع والعشرين من يوليو عام 2012 نشرت "واشنطن بوست" تقريرا استقصائيا زعمت فيه أن الأجواء الصومالية تعانى ازدحاما من الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون طيار وأن حركة هذا النوع من الطائرات الأمريكية يتسبب عادة في إعاقة حركة الطيران المدني العادية في منطقة القرن الأفريقى، وحذرت من أنه إذا وقعت كارثة جوية في هذه المنطقة من العالم فإن واشنطن ستكون مسئولة عنها بشكل أو بأخر وهو ما يعد مشكلة كبرى، لكن المشكلة الأكبر من وجهة نظر الخبراء و المراقبين الأمريكيين هو أن نشر طائرات أمريكية في الأجواء الصومالية – حتى و ان كانت تعمل بلا طيار – يعد في حقيقته خرقا للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الصومال في العام 1992 ومن بينها حظر توريد السلاح إلى هذا البلد وهو الحظر الذي لا يزال ساريا إلى اليوم. وتشير التقارير الميدانية من الصومال ومن بينها تقارير للأمم المتحدة إلى وجود 64 حالة انتهاك عسكري خارجي في الصومال وقعت منذ يونيو من العام 2011 فقط منها ما نفذ باستخدام طائرة تعمل بدون طيار تعمل في الأجواء الصومالية فضلا عن طلعات استطلاع وقتال بالمقاتلات النفاثة متعددة المهام والمروحيات القتالية الهجومية. تجدر الإشارة إلى أن الصومال ليس هو البلد الأفريقى الوحيد الذي كشف النقاب عن وجود طائرات وعسكريين أمريكيين فيه، ففي الثاني و العشرين من فبراير 2013 ابلغ الرئيس الامريكى باراك اوباما الكونجرس بانه قد قرر ارسال 300 عسكرى الى جمهورية النيجر و معهم طائرات بدون طيار للقيام بواجب دعم جهود القوات الفرنسية التى تكافح الارهاب فى شمال مالى و تقديم العون الاستخبارى و المعلوماتى لها وطلب الرئيس الامريكى ابقاء الامر سرا لارتباطه بالامن القومى الامريكى و اجراءات الحفاظ على امن و سلامة القوات المسلحة الامريكية فى مناطق التوتر فى العالم . ولكن شبكة سى بى اس الاخبارية كشف الامر بعد شهور من التكتم عليه ، وهو ما اوقعها فى مشاكل عديدة مع الادارة الامريكية و دفع مسئولى البنتاجون الى الاعتراف بالتواجد العسكرى الامريكى فى جمهورية النيجر و باستخدام الطائرات التى تعمل بدون طيار لكنهم قالوا انها تستخدم فقط لأغراض الاستطلاع ولا تقوم باية مهام اشتباك قتالى .