سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلفيون في الذكرى الثانية لفض "رابعة": لا نزال على موقفنا..صفحات "الدعوة" تعيد نشر بيانات إدانة الاعتصام.."هلال": لم يكن هناك سبيل سلمي لفض حشد الإخوان
يمثل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، اللذين أقامتهما جماعة الإخوان الإرهابية عام 2013، نقطة فاصلة في تاريخ الدعوة السلفية، تخلت فيها عن رفيقة دربها. ومع حلول الذكرى الثانية لفض الاعتصامين، أمس الجمعة، لجأت "الدعوة" إلى التبرؤ من كل التهم التي لم تتوان جماعة الإخوان عن توجيهها لها على مدى عامين. قيادات من الدعوة أعادوا نشر البيانات التي أصدروها قبل عملية الفض، وحذروا فيها من خسائر كبيرة قالوا، إن الدولة ستدفعها حال عدم تراجع الإخوان عن إصرارهم على الاعتصام. كما حمَّل نشطاء سلفيون مسئولية من ماتوا في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر إلى قيادات الإخوان، مؤكدين أنهم تاجروا بدماء أنصارهم لتحقيق مكسب سياسي. واستدل نشطاء السلفيين على ذلك بالفيديو المنتشر للإعلامي الإخواني حمزة زوبع، الذي قال، إن جماعة الإخوان كانت على علم بأن الاعتصام لن يعيد الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. وكان الخلاف بين الإخوان والسلفيين قد تطور على مدى العامين الماضيين للدرجة التي تلقت فيها قيادات سلفية تهديدات بالقتل، كما فوجئ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بمن تعرض له بالسباب داخل الحرم المكي، ووصل الوضع لمرحلة خطيرة، حين استيقظت منطقة كرداسة بالجيزة، منذ أسبوعين، على خبر إطلاق ملثم الرصاص على اثنين من قيادات حزب النور بالمنطقة. وقال أحمد هلال، القيادي السلفي، إن " كربلائية رابعة تأصلت في قلوب أبنائها فطال عليهم الأمد من مظلومية إلى هلوكوستية إلى كربلائية حتى أفقدتهم الرحمة بأوطانهم". وأضاف إن أنصار الجماعة حولوا شعارهم من "حب مصر" إلى "هدم مصر". وأجاب "هلال" على كلام البعض حول أنه كان بإمكان الدولة فض الاعتصامين دون حدوث عنف، قائلًا إن الإخوان كانوا مصرين على العنف ويرون أنه سيدعم قضيتهم، فتاجروا بدماء أنصارهم. من جانبه، أكد سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة، أن العنف في "رابعة" كان سيحدث بنفس الشكل إذا ما لم ينجح محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية. ولفت إلى أن الإخوان كانوا سيمارسون الضغط على الدولة ويدعون التزوير لإعلان النتائج بالشكل الذي يضمن فوز مرشحهم. وأوضح عبد الحميد أن هذا هو نفس السبب الذي دفع بالجماعة لإعلان فوز "مرسي" قبل الإعلان الرسمي، لإحراج الدولة وتعجيز الدولة عن التراجع عن رواية الإخوان وإلا اتهمت بالتزوير. وتابع القيادي السلفي أن العنف أيضًا كان سيحدث بعد انتهاء المدة الرئاسية الأولى ل"مرسي"، لأن الجماعة كانت سترفض ترك السلطة وستختلق الأزمات التي تضمن لها البقاء في الحكم. وكانت جماعة الإخوان الإرهابية قد أعلنت الاعتصام في ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر ونهضة مصر في الجيزة، ضد المطالب الشعبية بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، في 28 يونيو 2013، وجرت محالولات عديدة لفض الاعتصام سلميا، إلا أن الجماعة أصرت على موقفها مطالبة بعودة مرسي للحكم، وأشارت تقارير ومشاهدات عديدة إلى استخدام المعتصمون للأسلحة في أماكن تجمعهم، فاتخذت الدولة قرارا بفض الاعتصامين في الرابع عشر من أغسطس من نفس العام.