أكد اللواء علاء فتحى أبو زيد، محافظ مطروح، أن مطروح ستشهد طفرة كبيرة فى التنمية خلال الفترة القادمة، خصوصا أنه يجرى حاليا إنهاء الدراسات اللازمة لإنشاء ميناء تجارى بالمحافظة، ينافس موانئ العالم الكبرى، مشيرا إلى أنه يجرى الترتيب لعقد مؤتمر اقتصادى عالمى بالمحافظة فى أكتوبر المقبل. وقال اللواء علاء فتحى أبوزيد، فى حواره مع «البوابة»: «راهنت على وطنية أهالى مطروح، عندما توليت المحافظة، وسأنجح بهم»، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى قال له عند أدائه اليمين، «مطروح يجب أن تتغير من كافة الوجوه»، مؤكدا أن المحافظة آمنة ولا وجود لتنظيم داعش على حدودها مع ليبيا.. وإلى نص الحوار.. ■ بداية.. هل هناك معوقات تواجهك في تنمية المحافظة؟ - عندما توليت المسئولية بتكليف خاص من الرئيس السيسي، وفى أول يوم جلست على كرسى المحافظة طلب الرئيس منى خلال مكالمة تليفونية قائلا: «يا علاء يجب أن تتغير مطروح من كافة الوجوه»، وأنا أحاول بكل جهد تنفيذ تكليفات الرئيس فى النهوض بالطرق والصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء. ■ أين نصيب مناطق الغرب مثل «النجيلة وبرانى والسلوم» من فرص التنمية والاستثمار المستقبلية؟ - سيتم إنشاء ميناء بحرى عالمى عملاق فى منطقة «جرجوب» التابعة لمركز النجيلة 70 كيلو غربى مرسى مطروح، وهناك المنطقة الصناعية المزمع إنشاؤها جنوب الميناء كظهير حر للميناء، وجارٍ تخصيص مساحة كبيرة جدا لهذا المشروع العملاق، وعندما يعلن رئيس الجمهورية فى القريب العاجل عن إقامة ميناء فى مطروح، ليعتبر أول نقطة التقاء مع جنوب أوروبا ودول المغرب العربى من حدود مصر الشمالية، سيتساءل العالم ما الذى يجرى فى مصر من خلال هذا الميناء، وقد قمت من خلال مرافقتى للرئيس فى جولاته الخارجية بدولة الإمارات الشقيقة وجمهورية كوريا، بإيجاد التمويل لإنشاء هذا الميناء، وجارٍ دراسة المشروع بمعرفة وزارة النقل وهيئة العمليات بالقوات المسلحة.. وهناك تطوير سياحى لهضبة مدينة السلوم بالشكل الذى يحقق طفرة هائلة. ■ كيف تغلبت على مشكلة مياه الشرب فى المحافظة؟ - كانت مشكلة المياه من أولوياتى منذ أن توليت مسئولية المحافظة، وكان المواطنون يعانون معاناة كبيرة، وقد لاحظت ذلك عن كثب خلال خدمتى بالمخابرات الحربية، وأخذت على نفسى عهدا بأن لا أترك تلك المشكلة دون حل جذري، فالمياه الواردة إلى مدينة مرسى مطروح بلغت أكثر من 60 ألف متر مكعب يوميا، وهذه الكمية لم تصل إلى هذا الحد فى تاريخ المحافظة من قبل، وكانت أكبر كمية وردت منذ أكثر من 8 سنوات تقريبا، تراوحت ما بين 40 و 45 ألف متر مكعب، وجاء هذا الإنجاز بتكثيف حملات الإزالة على خط المياه الوارد من الإسكندرية وترعة الشيخ زايد بالحمام، وبلغت الغرامة الموقعة على المعتدين على خط المياه 32 مليون جنيه. ■ وماذا عما تردد عن بيع شاطئ روميل لمستثمر أجنبي؟ - الأقاويل التى ترددت خلال الفترة الماضية غير صحيحة، والحقيقة أن هناك مستثمرا إماراتيا جادا سينفذ رؤيتنا فى الاستثمار السياحى، كحق انتفاع وليس امتلاك، وشاطئ روميل شاطئ عام، وبتطويره لم يتم تحويله إلى شاطئ خاص أو قصره على فئة معينة أو لكبار الزوار فقط، ولكنه سيبقى شاطئا عاما كما هو، وتم إرسال المخطط النهائى للمشروع لهيئة عمليات القوات المسلحة، فالمشروع ليس ترفيهيًا فقط، ولكن لزيادة الجذب السياحى للمحافظة، وبما يدعم العائد الاقتصادى لأهالى مطروح. ■ سمعنا عن استعداد المحافظة لعقد مؤتمر اقتصادي.. فمتى يعقد هذا المؤتمر، وما تفاصيل ذلك؟ - تم تحديد النصف الأول من شهر أكتوبر المقبل لعقد المؤتمر الاقتصادى الدولى على أرض المحافظة، تحت شعار «مطروح من أجل مصر»، وتم اختيار هذا التوقيت مع وزير الاستثمار، وستشارك فيه كافة دول العالم، بالتنسيق مع وزير الخارجية، حيث ستنشر فرص الاستثمار بمطروح من خلال سفاراتنا فى الخارج، بخلاف مكتب الاتصال فى الإمارات لطرح فرص الاستثمار بدول الخليج العربى، وإن شاء الله سيتجاوز حجم الاستثمارات فى هذا المؤتمر 60 مليار جنيه. ■ لأول مرة نرى مشاركة المجتمع المدنى فى تقديم خدمات للمواطنين بمطروح.. كيف حدث ذلك؟ - أتحدى أى محافظ على مستوى مصر حصل على أكثر مما حصلت عليه من رجال الأعمال فى مطروح لخدمة المحافظة وأبنائها، فلا يوجد رجل أعمال على أرض المحافظة يرفض المساهمة فى النهوض بالمحافظة ومرافقها والخدمات المقدمة للمواطنين، وفى المقابل لم يحصل أى منهم على مصلحة شخصية له مقابل مساهمته وتبرعاته، فقد ساهموا فى إنشاء خزانات إستراتيجية بمصنع البوتاجاز، ومصنع تدوير القمامة، وشراء 20 أتوبيسا لنقل الركاب، وتشجير طريق مطروح الإسكندرية الساحلي. ■ من وجهة نظرك.. هل المشروع النووى بالضبعة سيرى النور خلال الفترة المقبلة؟ - طبعا، وتم إسناد المشروع للشركة الروسية، وبالفعل جاء الخبراء الروس لأرض المشروع، وبدأت إجراءات التأمين وتسكين العمال للبدء فى المشروع. ■ هل تم تعويض أهالى الضبعة المضارين من المشروع النووى تعويضا مناسبا؟ - رئيس الجمهورية كان شديد الحرص على تعويض أهالى مدينة الضبعة المضارين من نزع أراضيهم لإقامة المشروع النووى، تعويضًا عادلًا شاملًا، ووجه بضرورة صرف الدفعة الأولى من التعويضات التى بلغت 120 مليون جنيه قبل عيد الفطر، بالإضافة إلى تسليم المدينة السكنية الجديدة للأهالى كهدية من القوات المسلحة، تقديرا للدور الوطنى للأهالى، وتسليمهم أرض المشروع دون قيد أو شرط، وقد حددت المساحة الكلية للأرض بنحو 12 ألفا و800 فدان، وبذلك يصبح إجمالى التعويضات لمساحة الأرض الكلية 371 مليونا و200 ألف جنيه، بواقع 29 ألفا للفدان الواحد، وجارٍ صرف باقى الدفعات خلال الفترة المقبلة. ■ فى ظل تردى الأوضاع الأمنية بليبيا، وتواجد تنظيم داعش الإرهابى على أرضها، هل حدودنا الغربية مؤمنة أم تتعرض لتهديدات؟ - لا يوجد بؤر أو مراكز تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المسمى بداعش فى الأجزاء الشرقية من دولة ليبيا الشقيقة، حيث يتواجدون فى المنطقة الوسطى والجنوبية منها، أما الشرق الليبى فهو خاضع لحكومة طبرق ومجلس النواب الليبى المنتخب، وما يتردد من أنباء عن وجود داعش بالقرب من حدودنا الغربية ليس دقيقا، ويوجد تنسيق بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة فى البلدين، كما أن أهالى مطروح يعتبرون بحق حماة البوابة الغربية لمصر. ■ هل هناك مخطط للنهوض بواحة سيوة، خاصة أنها تمتلك الكثير من مقومات الجذب السياحى؟ - هناك العديد من المشروعات التى ستنهض بالواحة، ومنها افتتاح محطة كهرباء الطاقة الشمسية بقدرة 10 ميجاوات، بمنحة إماراتية 25 مليون دولار، وتساهم فى تغطية احتياجات الواحة بالكامل من الطاقة، وتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما سيتم إنشاء محطة صرف صحى مغطاة ومنتجع صحى عالمي باستثمارات كورية. ■ ما صحة ما تردد عن تهجير الأهالى قسرا لصالح الاستثمار السياحى فى رأس الحكمة؟ - رغم أن موضوع رأس الحكمة ليس فى ولاية المحافظة، وليس لنا دور فيه بشكل أو بآخر، ولكن تم تكليفى من رئيس الوزراء للتدخل وحل الموضوع، حيث ادعى بعض المغرضين وأصحاب المصالح والأجندات قيام الدولة والمحافظ بتهجير أهالى منطقة رأس الحكمة من منازلهم وأراضيهم وزراعتهم، لكن هذا غير حقيقي، فالمنطقة الواقعة بين حد قرية فوكة الغربي، وحتى حد قرية سيدى حنيش الشرقي، ومن ساحل البحر المتوسط حتى الطريق الساحلى مطروح الإسكندرية، تقع تحت ولاية وزارة السياحة المصرية، بموجب قرار جمهورى صادر عام 1975، وكل ما بنى عليها منذ صدور القرار وحتى الآن باطل، وليس له وضع قانونى ولا أوراق رسمية تثبت ملكية الأهالى لهذه الأرض، وسيتم طرح المشروع على البورصة العالمية للاستثمار السياحي، وهو لا يقل أهمية عن مشروع الضبعة النووي، ويتيح فرص عمل لأبناء المنطقة وغيرهم، ويصب فى المصلحة العامة للدولة، فكردونات قرى رأس الحكمة والقواسم والداخلة وضواحيها خارج قرار التخصيص. ■ ما حقيقة وجود بؤر إرهابية على أرض المحافظة؟ - الحمد لله، لا يوجد أى بؤر إرهابية بنطاق المحافظة، وأرجع ذلك للمصالحة الوطنية التى تمت بين كافة أطياف المجتمع، وطبيعة القبائل بالمنطقة الغربية وتعظيم قيمة العمدة والشيخ، ومع وجود تلك الروابط واحترام الكبير، فهم يقدرون حجم المخاطر، ولهم طبيعة تحافظ على الأمن والقوات المسلحة والداخلية.