سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صعود التيارات الإسلامية بعد ثورات الربيع العربي ساهم في بناء التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق وسيناء.. و"مرسي" دعا شباب الإخوان للجهاد بجانب "جبهة النصرة"
منذ التفاهمات التي حدثت بين الأمن والجماعات الإسلامية في السجون، وإطلاق المراجعات الفكرية نهاية التسعينيات، توقفت موجات العنف التي كانت الجماعات الإسلامية تنظمها إلا قليل من قبل بعض الأفراد أو الخلايا الصغيرة، كما أن التيار السلفي على اختلاف توجهاته كان خطابه متماشيًا مع الدولة وفق تفاهمات عديدة بين الطرفين، فاختفت ظاهرة السفر إلى الجهاد، وتوقفت هذه الدعوات بشكل أكبر بعد تفجير برج التجارة العالمي والحرب الأمريكية الإنجليزية على العراق وأفغانستان. تجنيد الشباب برعاية الإخوان والسلفيين لكن مع بداية ثورات الربيع العربي والتي انتقلت من تونس لمصر، وسوريا وليبيا فتحت الباب من جديد أمام هذه الدعوات للجهاد ضد نظام القذافي الذي يقتل شعبه وضد نظام الأسد الذي يقتل شعبه هذه النغمة ظلت مسيطرة على قوى التيار الإسلامي التي تصاعدت قوتها وسيطرتها على الحياة السياسية والاجتماعية في دول الربيع العربي، فعقدت جماعات الإسلام السياسي بمختلف تياراتها مؤتمرات ونظمت وقفات وتظاهرات تطالب بفتح الجهاد في سوريا وليبيا ومع انتهاء الحرب الليبية بسقوط القذافي كان التركيز فقط على النظام السوري. فنظمت الدعوة والسلفية وذراعها السياسي حزب النور والجماعة الإسلامية تظاهرات في عدد من المحافظات لنصرة الشعب السوري، كما وقفوا وراء تجهيز الشباب وتسفيره للجهاد في سوريا، وهو ما أعاد القضية من جديد، وساهم في انضمام الآلاف من المصريين لهذه التنظيمات من داعش لجبهة النصرة وغيرها. ومع استمرار القتال بين النظام السوري والتنظيمات المقاتلة ضده في سوريا، بدأ التيار الإسلامي في مصر عملية التجنيد، وتسهيل الإجراءات لهؤلاء الشباب للصفر هناك، بل وعقدت جماعة الإخوان بالاشتراك مع الهيئة الشرعية التي أنشئت بعد الثورة وجمعت أطياف من أبناء تيار الإسلام السياسي، مؤتمرًا حضره الدكتور محمد العريفي، والشيخ محمد حسان، وصفوت حجازي، وعدد من العائدين من القتال في سوريا، ودعوا الشباب للذهاب والقتال هناك، وأعلنوا جمعهم للأموال، وتجهيز هؤلاء الشباب، وتسهيل سفرهم إلى سوريا تحت سمع وبصر الدولة، فحضر مساعد رئيس الجمهورية عماد عبدالغفور وقتها. الدولة ترعى سفر الجهاديين لسورياوالعراق ليس هذا فقط، بل دعا الرئيس المعزول محمد مرسي الشباب للجهاد في وقت سابق، في مؤتمر نظمته جماعة الإخوان باستاد القاهرة في 16 يونيو 2013، قال فيه المعزول مرسي: "هذا يوم النصرة، لن يهنأ لنا بال حتى نرى السوريين الأحرار يقيمون دولتهم الموحدة على كامل ترابهم"، وموجهًا حديثه لهم، "وعلى الشعب السوري، والائتلاف المعارض، وكل القوى الوطنية المخلصة، تمسكوا بالحرية، والله نحن أيضًا معكم". وفى نفس المؤتمر الذى حضور فيه مرسي، ودعا فيه الشيخان محمد عبدالمقصود الداعية السلفي المتشدد، وعاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، والذي سبق وأن سجنا في قضايا إرهاب، إلى الجهاد في سوريا ضد نظام الأسد، فيما قال صفوت حجازي إنهم أرسلوا من خلال اتحاد علماء المسلمين سلاح وتمويل للمقاتلين في سبيل الله هناك ! من خلال هذه المعطيات معرفة عن الأسباب التي ساعدت على إحياء ظاهرة الجهاد لكن هذه المرة ضم أنظمة إسلامية، وليس الغرب كما كان يدعوا تنظيم الجهاد أو القاعدة أو قاعدة أبو مصعب الزرقاوي في العراق، بالإضافة للتسهيلات التي قدمتها التيارات الإسلامية لحث الشباب على السفر لسوريا. تجنيد الشباب المصري ودور مشايخ السلفية يذكر الشيخ مصطفى البدرى المشرف العام على مؤسسة أهل الشام الدعوية، ومؤسس الدعوة السلفية في مدينة العبور، وهو أحد المسئولين عن تجهيز وتسهيل دخول الشباب إلى سوريا، يقول إن عددًا كبيرًا من الشباب كانوا يأتون إليه يطلبون السفر إلى سوريا بعدما يرون إخوانهم يقتلون بدون ذنب أو تهدم بيوتهم ويسرق مالهم، مضيفًا أنه لا يوجد هيئة أو جمعية أو منظمة تتبني عملية الجهاد إلى سوريا، بل كلها تحركات فردية من الأشخاص ويتم التنسيق مع الأخوة في سوريا ويكونوا على استعداد لاستقبال الشباب المسافر. وعن كيفية سفر الشباب المصريين إلى سوريا يقول البدرى، ليس سر خفي، فالشاب يحصل على تأشيرة إلى تركيا ويسافر بالطيران إلى مطار إسطنبول ثم يأخذ طائرة أخرى تصل به إلى مطار "هطاي" بتركيا، ويكون في انتظاره إخوة سوريين، بالقرب من معبر على الحدود، يسمى ب"الريحانية" على الحدود بين سورياوتركيا، وينتشر فيه مخيمات اللاجئين السوريين، ويقومون بتمريره كلاجئ سوري ويدخل أرض سوريا، كما أن السلطات التركية أكثر تفهمًا للوضع وتعاونًا، خاصة أنهم لا يفصحون عن هويتهم بأنهم ذاهبين للجهاد، بل يقولوا إنهم ذاهبون للإغاثة أو للدعم الطبي والمادي أو التعليمي، والسلطات تتفهم، حيث يمرون دون أي مخالفة للقوانين، وعندما يدخل الشاب إلى أرض سوريا، يجدون فصائل وممثلين لكل الكتائب الجهادية السورية الموجودة، على الحدود، فيبدأ في اختيار فصيلته ويدخل في معسكر شرعي تدريبي ويطلع منه، ويشارك في معارك الجيش الحر وينتقل معهم، ويبقي في تنظيم وتنسيق معهم بشكل جيد، وفي سوريا كتائب متعددة مثل وأشهر الكتائب كتيبة أحرار الشام، ولواء الفتح ولواء التوحيد، وكتيبة المهاجرين، وعدد من كتائب الأنصار. ولاشك أن مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الجهادية ساهمت بشكل كبير في انضمام الكثير من الشباب المصري، والذي يؤمن بأفكار الجهاد حيث،وفى تقرير بعنوان كيف يسافر الشباب المصري إلى داعش نشرته صحيفة الشرق الأوسط رصدت فيه كيف يتم تجنيد الشباب، وتؤكد الصحيفة أن هناك شبابا يتم تجنيدهم من أمام المساجد الكبرى في القاهرة وبعض الأقاليم أو في داخلها، ومن بين هؤلاء العملاء طلابا وافدين من معظم دول العالم للدراسة بمصر، ويقيمون في مدينة البعوث الإسلامية بمنطقة الدراسة، ويكثف هؤلاء العملاء يكثفون جهودهم لضم أكبر عدد من الشباب ولا يستطيع أحد التعرف عليهم، لأنهم دائما ما يوجدون داخل المساجد يؤدون الصلاة، وخارجها يقفون على أسورها أو بالقرب منها، لتسهيل مهمة من يريد السفر. الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية والخبير في شئون جماعات الإسلام السياسي قال أن الإسلاميون استغلوا السلطة بشكل خاطئ وتبنوا خطابا دينىا وسياسيا ليس على المستوى المطلوب مضيفا أن ظهور الإخوان والسلفيين حشدوا الشباب بحجة الجهاد في سورياوالعراق وليبيا وكانوا يجمعوا تبرعات لذلك. إبراهيم قال التنظيمات الجهادية في سيناء على سبيل المثال بدأت خاملة ومع قدوم الإخوان في السلطة وبعد سقوطهم كفروا بالمشهد السياسي وبدأت فكرة الإنتقام لهم وخاصة مع توافر السلاح القادم عبر أنفاق غزة والدعم الذي وفره الإخوان وكذلك انضمام قيادات جهادية هامه لهم فبدأ تنفيذ عمليات قوية ضد الجيش لكنها لم تصل للمستوى الأعلى إلا بعد الانضمام لداعش ومبايعتها. إبراهيم أكد أن هناك مشايخ من السلفيين تولوا تسفير الشباب إلى سوريا وحشدهم إلى هناك ودفعوا بالشباب المخدوعين والبسطاء إلى حرب لا ناقة فيها ولا جمل لهم.